أحمد التايب

رغم تعمق الانقسام فى إسرائيل.. لماذا لم تسقط حكومة نتنياهو حتى الآن؟

الأحد، 19 مايو 2024 12:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لاشك أن الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية بدأت تتعمق وتزداد تفاقما، وهذا ظهرا جليا بعد أن أن طالب وزير الدفاع يوآف جالانت رئيس الوزراء نتنياهو باستراتيجية واضحة لـ "اليوم التالى" للحرب فى غزة، متعهدا بمعارضة أى حكم عسكرى إسرائيلى طويل الأمد لقطاع غزة، في حين هدد  جانتس بالاستقالة بحلول 8 يونيو إذا لم يتم الاسجابة لمطالبه.

ليكون السؤال الكبير.. لماذا لم يحدث اختراق للقرار السياسى حتى الآن؟


بداية.. أعتقد أنه منذ السابع من أكتوبر، والحديث مستمر عن اقتراب انشقاق الطبقة السياسية في إسرائيل، على وقع الخلافات بين قادة مجلس الحرب والنخبة السياسية حول إدارة الحرب، أو على وقع التراشق بسبب الفشل العسكري والأمني يوم طوفان الأقصى، أو على وقع الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة رغم مرور 8 أشهر على هذه الحرب، خاصة فشل تحرير الرهائن والمحتجزين، وزيادة الخسائر البشرية وفى المعدات العسكرية لجيش الاحتلال وانهيار الاقتصاد وعزلة إسرائيل دوليا.


غير أنه أنه كان هناك حالة من الانشقاق قبل 7 أكتوبر 2023 بسبب التغييرات في النظام القضائي، ورغبة نتنياهو في إضعاف المحكمة العليا خصوصًا وتفريغها من صلاحياتها، ليحصل على حبل نجاة يتجنب من خلاله المحاكمة.


ولا ننسى أيضا الضغط الخارجي بسبب تعنته وتخريبه للمفاوضات ومسارات السلام، وكذلك الخلافات المستمرة بين الولايات المتحدة ونتنياهو خاصة بشأن العملية البرية في رفح الفلسطينينة، وتزايد حدة الخلافات السياسية بين جانتس ونتنياهو بعد زيارة الأول للولايات المتحدة الراغبة بتلميع صورته كبديل مستقبلي لنتنياهو.

إضافة إلى تصاعد الخلافات حول مسألة تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي، وتهديد بعض الدول بالاعتراف بفلسطين كدولة بشكل أحادى.

وبعد كل الأمور التي تؤكد تعمق الانقسام في الداخل قد يسأل سائل:

لماذا لم تسقط حكومة نتنياهو حتى الآن؟.. ومن أين ينبع الإجماع الإسرائيلي على استمرار الحرب؟


ظنى، أن سبب عدم إسقاط الحكومة حتى الآن - وما يجب أن نفهمه جيدا -، أولا، لأن المجتمع اليهودي اتحد بكل أطيافه ورفع شعار معًا ننتصر، ولأن ما حصل بعد 7 أكتوبر تسبب فى حالة فوضى عارمة أصابت المجتمع بالرعب والفزع، واعتبروا ما حدث أمرا صعبا ومرعبا وغير متوقع الحدوث على الإطلاق وغير مسبوق في التاريخ، وهو ما استغله نتنياهو جيدا.

السبب الثانى مرهون – في اعتقادى - بتغيّر موقف الولايات المتحدة، لأنها وحدها إذا اتخذت قرارًا جديًا بإسقاط نتنياهو فقد تذهب إلى مجلس الأمن وتصدر قرارًا بوقف الحرب رغمًا عن إسرائيل.

السبب الثالث، نتنياهو يعلم جيدا أنه طالما المجتمع الإسرائيلي يعيش تحت سقف الرعب، فلن يتحرك إلا بعد انتهاء الحرب، ووزوال الرعب، وذلك نتيجة للأثمان الباهظة التي دفعوها على كل المستويات سواء الخسائر البشرية أو الخسائر العسكرية أو الخسائر الاقتصادية أو الخسائر الاستراتيجية..

لذا، يجب علينا أن نعلم هذا جيدا في ظل مخطط نتنياهو الخبيث بالهروب للأمام والعمل على إطالة الحرب لتحقيق مصالحه السياسية وحلمه الخبيث..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة