أحمد التايب

ماذا يُريد نتنياهو من رفح الفلسطينية؟.. ولماذا خسارته قادمة لا مُحالة؟

الثلاثاء، 30 أبريل 2024 12:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما يحصل الآن فى قطاع غزة من تدمير مُمنهج لكل مظاهر الحياة ومقوماتها، وارتكاب جرائم حرب ومجازر فى حق السكان، وتقديمه من قبل إسرائيل على أنه إنجاز أو مكسب من مكاسب تلك الحرب أمر غير منطقى، وتحدٍ سافر للقوانين الدولية والشرعية الدولية - حتى لو كانت تتعامل بازدواجية المعايير -، ورغم ذلك هناك عدة أمور تتكشف للعالم فى ظل إصرار نتنياهو على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التى بها أكثر من 2 مليون فلسطينى.

ليكون السؤال الكبير والذى بات يشغل الجميع.. ماذا يريد نتنياهو من رفح الفلسطينية؟

بداية.. أعتقد أن إصرار نتنياهو على القيام بعملية عسكرية برية في مدينة رفح الفلسطينية، وباتباع سياسة المراوغ فى التفاوضات، يأتي من منطلق عدة أمور، أولها يأتى في إطار التكتيك أو بامتلاك ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ثانيا، تفتيت الصراع الدائر الآن وتشتيت انتباه الرأي العالمى عما يجرى فى قطاع غزة من شماله إلى جنوبه وصرف النظر عنن أعمال الإبادة الجماعية.

أما الأمر الثالث يأتي في إطار "الخداع" ليقول في المستقبل، إن السبب وراء عدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس كان نتيجة معارضة الولايات المتحدة اجتياح مدينة رفح برياً، خاصة أن نتنياهو وجيشه لم يحقق أى من أهدافه المعلنة من تلك الحرب رغم وصول الضحايا إلى 35 ألف شهيد ومائة ألف مصاب وجريح، ومرور أكثر من 200 يوم على بدء هذا الحرب.

بينما الأمر الرابع، - فى ظنى - يأتي من أجل ضمان البقاء والهروب للأمام باتباع ما سبق، وبالتصعيد بفتح جبهات مع حزب الله، وبالتصعيد مع إيران بقصف القنصلية الإيرانية ثم التنسيق وفقا لقواعد الاشتباك مع إيران بهدف النجاة من العُزلة الدبلوماسية عالميا، وتشكيل تحالف استراتيجي ضد إيران، وإشغال مجلس الأمن في إدانة إيران بدلا من مناقشة وقف إطلاق النار في غزة والنظر فى إعمال الإبادة الجماعة فى حق الفلسطينيين.

لكن تأت الرياح بما لا تشتهى السفن، فما يحدث الآن يؤكد أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة وذلك لتزايد حدة الانقسامات الداخلية في إسرائيل واستقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية والتى تنبئ باستقالات أخرى قريبا، وكذلك لتصاعد حدة التظاهرات في الشارع الإسرائيلي والانتقال من مستوى المطالبة بصفقة المحتجزين إلى إسقاط حكومة نتنياهو، وكذلك تصاعد حدة الانقسامات في الخارج بسعى دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين بشكل أحادى، وكذلك تصاعد حدة التظاهرات في عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واعتصام الطلاب ما أدى كل هذا إلى زيادة الضغوط العالمية خاصة بعد اكتشاف المقابر الجماعية في غزة ووضوح تعنت نتننياهو وضوح الشمس، وسقوط الرواية الإسرائيلية بسبب الإعلام الجديد الذى كان سببا فى تحول الرأى العالمى، خاصة الجيل الصغير من الشباب وهو ما ترجمته التظاهرات الطلابية فى جامعات أمريكية وأوروبية.

وأخيرا.. نعم كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة، لكن علينا الحذر والانتباه من الوقوع فى فخ الخداع الاستراتيجى الذى تقوده الولايات المتحدة، خاصة أنه بدت ملامحه تظهر وتتضح بزيادة حالة النفاق السياسى التى نسمعها يوميا دون ضغط حقيقى على نتنياهو، حيث تصريحات تدعو إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية ودعم جهود التفاوض، ومن جهة أخرى موافقات للكونجرس بإرسال القنابل والأسلحة وتخصيص مليارات الدولارات لإسرائيل، والعجز في الضغط على إسرائيل في تسهيل إدخال المساعدات عبر المعابر البرية الأسهل والأسرع، وترك نتنياهو يُنفذ مخططات التهويد في القدس والتوسع في الاستيطان بالضفة الغربية وعمليات الإبادة في القطاع، وهو ما يجب أن ندركه ويدركه معنا المجتمع الدولى بدعم كل الجهود لتنفيذ المقترح المصرى للوصول إلى إنهاء الحرب.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة