بعثة الأمم المتحدة لمستشفى الشفاء: رائحة الموت وأطراف الجثث تملأ المكان

السبت، 06 أبريل 2024 11:08 م
بعثة الأمم المتحدة لمستشفى الشفاء: رائحة الموت وأطراف الجثث تملأ المكان منظمة الصحة العالمية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان، لقد وصلت بعثة متعددة الوكالات بقيادة منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء فى شمال غزة فى 5 إبريل لإجراء تقييم أولى لمدى الدمار وتحديد الاحتياجات لتوجيه الجهود المستقبلية لترميم المنشأة. تم تنفيذ المهمة المعقدة للغاية فى شراكة وثيقة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)، وإدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UNDSS)، وبالتعاون مع القائم بأعمال الممثل الخاص للأمم المتحدة.


وقالت المنظمة، إنه قبل البعثة، تم رفض أو تأخير أو إعاقة جهود منظمة الصحة العالمية للوصول إلى المستشفى لإجلاء المرضى والموظفين طبيًا وإجراء التقييم 6 مرات فى الفترة ما بين 25 مارس و1 أبريل.


وأضافت، إنه مثل غالبية سكان الشمال، أصبح مستشفى الشفاء – الذى كان فى السابق أكبر وأهم مستشفى إحالة فى غزة – مجرد هيكل فارغ بعد الحصار الأخير. ولا يبقى أى مريض فى المنشأة. تعرضت معظم المبانى لأضرار جسيمة أو دمرت، وأصبحت غالبية المعدات غير صالحة للاستعمال أو تحولت إلى رماد.


وقال فريق منظمة الصحة العالمية أن حجم الدمار جعل المرفق معطلاً تماماً عن العمل، مما أدى إلى تقليص فرص الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة فى غزة. أن استعادة الحد الأدنى من الوظائف على المدى القصير تبدو غير معقولة وستتطلب جهودًا كبيرة لتقييم وتطهير أسباب الذخائر غير المنفجرة لضمان السلامة وإمكانية وصول الشركاء لإحضار المعدات والإمدادات.


وتعرضت مبانى قسم الطوارئ والجراحة والولادة فى المستشفى لأضرار جسيمة بسبب المتفجرات والحرائق. تم هدم الجدار الغربى لقسم الطوارئ والجدار الشمالى لقسم العناية المركزة لحديثى الولادة (NICU). تم إحراق ما لا يقل عن 115 سريرًا فى ما كان فى السابق قسم الطوارئ وتدمير 14 حاضنة فى وحدة العناية المركزة لحديثى الولادة، من بين أصول أخرى. هناك حاجة إلى تقييم متعمق من قبل فريق من المهندسين لتحديد ما إذا كانت هذه المبانى آمنة للاستخدام فى المستقبل.


وقد تم تدمير مصنع الأكسجين فى المستشفى، مما جعل مستشفى كمال عدوان هو المصدر الوحيد لإنتاج الأكسجين الطبى فى الشمال. يعد التقييم الشامل الإضافى ضروريًا لتقييم وظائف المعدات الحيوية مثل الماسحات الضوئية المقطعية وأجهزة التهوية وأجهزة التعقيم والمعدات الجراحية، بما فى ذلك الأدوات الجراحية وأجهزة التخدير. وقد أدى الوضع الحالى إلى ترك شمال غزة بدون قدرات المسح المقطعى المحوسب وتقليص القدرة المختبرية بشكل كبير، مما يعرض التشخيص الفعال للخطر الشديد، الأمر الذى سيزيد من الوفيات التى يمكن تجنبها.


تم حفر العديد من القبور الضحلة خارج قسم الطوارئ والمبانى الإدارية والجراحية. وفى المنطقة نفسها، تم دفن العديد من الجثث جزئياً وكانت أطرافها ظاهرة. وخلال الزيارة، شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 5 جثث ملقاة على الأرض ومغطاة جزئيًا ومعرضة للحرارة. أبلغ الفريق عن رائحة نفاذة للجثث المتحللة تجتاح مجمع المستشفى. أن الحفاظ على الكرامة، حتى فى الموت، هو عمل إنسانى لا غنى عنه.


ووفقاً لمدير المستشفى بالإنابة، كان المرضى محتجزين فى ظروف مزرية أثناء الحصار. لقد عانوا من نقص حاد فى الغذاء والماء والرعاية الصحية والنظافة والصرف الصحى، واضطروا إلى الانتقال بين المبانى تحت تهديد السلاح. وبحسب ما ورد توفى ما لا يقل عن 20 مريضاً بسبب عدم إمكانية الوصول إلى الرعاية ومحدودية الحركة المسموح بها للعاملين فى المجال الصحى.


وعلى الرغم من تجنب الاشتباك، واجهت مهمة الأمس تأخيرات كبيرة عند نقطة التفتيش العسكرية فى طريقها إلى مستشفى الشفاء. وفى اليوم نفسه، واجهت بعثة أخرى بقيادة منظمة الصحة العالمية متجهة إلى مستشفيى العودة وكمال عدوان فى شمال غزة - لتوصيل الإمدادات الطبية والوقود ونشر فرق الطوارئ الطبية ودعم إحالة المرضى ذوى الحالات الحرجة - تأخيرات غير ضرورية، بما فى ذلك احتجاز سائق شاحنة إمداد كان ضمن القافلة. وتم احتجازه لأكثر من ساعة فى مكان منفصل، بعيدًا عن أنظار فريق المهمة. فى نهاية المطاف، تم إلغاء هذه المهمة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة لأن التأخير لم يترك وقتًا كافيًا لإكمالها بشكل آمن والعودة قبل حلول الظلام.


وفى الفترة ما بين منتصف أكتوبر ونهاية مارس، تم رفض أو تأخير أو إعاقة أو تأجيل أكثر من نصف جميع بعثات منظمة الصحة العالمية. ومع تزايد الاحتياجات الصحية، يشكل الافتقار إلى نظام فعال لفض النزاعات عقبة رئيسية أمام إيصال المساعدات الإنسانية - بما فى ذلك الإمدادات الطبية والوقود والغذاء والمياه إلى المستشفيات - فى أى مكان قريب من الحجم المطلوب.


بعد مرور 6 أشهر – نصف عام – على الحرب، أدى تدمير مستشفى الشفاء ومجمع ناصر الطبى إلى كسر العمود الفقرى للنظام الصحى المتعثر بالفعل. وقبل الحصار الأخير، قامت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بدعم إحياء الخدمات الأساسية فى مستشفى الشفاء، وتم تزويد مجمع ناصر الطبى بانتظام لمواصلة العمل كمستشفى رئيسى فى جنوب غزة. لقد ضاعت هذه الجهود الآن.


وبينما تحتفل منظمة الصحة العالمية بيوم الصحة العالمى غدًا، تحت شعار "صحتى، حقي"، فإن هذا الحق الأساسى بعيد المنال تمامًا بالنسبة للمدنيين فى غزة. لقد أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية فى غزة غير كاف على الإطلاق، كما أن قدرة منظمة الصحة العالمية وشركائها على المساعدة تتعرض للتعطيل والإعاقة بشكل مستمر.


ومن بين المستشفيات الرئيسية الـ 36 التى كانت تخدم أكثر من مليونى من سكان غزة، لا تزال 10 منها فقط عاملة إلى حد ما، مع قيود شديدة على أنواع الخدمات التى يمكنها تقديمها. أن التوغل العسكرى المقترح فى رفح لا يمكن أن يؤدى إلا إلى المزيد من تقليص فرص الحصول على الرعاية الصحية، وسيكون له عواقب صحية لا يمكن تصورها. ويجب أن ينتهى التفكيك المنهجى للرعاية الصحية.


وتكرر منظمة الصحة العالمية دعواتها لحماية المرضى والعاملين فى المجال الصحى والإنسانى والبنية التحتية الصحية والمدنيين. ويجب عدم عسكرة المستشفيات أو إساءة استخدامها أو مهاجمتها. وتطالب منظمة الصحة العالمية بآلية فعالة وشفافة وعملية لفض الاشتباك، وضمانات السلامة، مما يضمن أن تكون حركة المساعدات داخل غزة، بما فى ذلك عبر نقاط التفتيش، آمنة ويمكن التنبؤ بها وسريعة. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى إنشاء معابر برية إضافية للسماح بالوصول إلى غزة وعبرها بشكل أكثر أمانًا ومباشرة.


ومع اقتراب المجاعة، وانتشار الأمراض، وزيادة الإصابات المؤلمة، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة وعبره، وإلى وقف دائم لإطلاق النار.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة