"ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيرهِ تعددتِ الأسبابُ والموتُ واحدُ"، مثلما قال الشاعر ابن نباتة السعديّ، فقد حدث مع عدد من الشخصيات المشهورة، الذين حجزوا تذاكر رحلاتهم ولم يتمكنوا من الصعود على متن السفينة تيتانيك في 10 أبريل عام 1912، للابحار فى رحلاتها الأولى من مدينة ساوثهامبتون في إنجلترا إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان على متنها 2,227 راكبًا بما فيهم طاقم العمل، وبعد 4 أيام من الإبحار الهادئ اصطدمت بجبل جليدى في المحيط الأطلسى وغرقت في 14 أبريل من عام 1912.
وقد نجت هذه الشخصيات لأسباب مختلفة والتي سنكشف عنها في السطور المقبلة، بأعجوبة من الموت غرقا، ولكن تعددت الأسباب والموت واحد، فلا مفر من الموت وقد اختلفت نهاية هؤلاء الأشخاص بشكل تراجيدى ليصلح أن يكون سيناريو كجزء ثانى لفيلم " تيتانيك"الذى حقق مليارات الدولارات ، وإليك تفاصيل الحكاية.
نجا من تيتانيك ليموت غرقا بسفينة لوسيتانيا في المحيط
ألغى ألفرد جوين فاندربلت، رجل أعمال أمريكي، تذكرته على متن سفينة تيتانيك في اللحظة الأخيرة، حيث خطط الأخير للعودة لوطنه على متن هذه السفينة، وأمام اعتراض عدد من أقاربه على إبحاره على متن سفينة تخوض أول تجربة لها في عبور الأطلسي تخلى ألفرد عن فكرة السفر على متن التيتانيك، وبصفته عضوًا في عائلة فاندربيلت البارزة، وحظى بتغطية إعلامية آنذاك عندما تم الكشف عن نجاة بأعجوبة من السفينة.
ألفريد جوين فاندربيلت
ولكن تعددت الأسباب والموت واحد، فبعد مرور 3 سنوات على غرق سفينة تيتانيك عام 1912، حجز ألفرد جوين فاندربلت تذكرة "الموت" على متن سفينة لوسيتانيا ، وهي سفينة بريطانية عابرة للمحيطات أغرقتها غواصات ألمانية في عام 1915، وكان واحدًا من 1200 راكب لم ينجوا من الهجوم.
هرب من أهوال تيتانيك ليموت بسكتة قلبية
أما المحظوظ الثاني فلم يكن سوى جون بيربونت مورجان (John Pierpont Morgan) والمعروف "بجي بي مورجان" المصنف كأحد أبرز المهيمنين على المصارف في وقته، وقد نجى الأخير من أهوال تيتانيك و كان لديه جناح شخصي على متن السفينة ، وقد حضر حفل إطلاقها في عام 1911، لكنه مدد إجازته الفرنسية ولم يغرق، وتكهن البعض وقتها بأن الأسباب كانت حالة صحية سيئة، أو وجود مشاكل مع الجمارك فهو المؤسس المشارك لشركة جنرال إلكتريك آنذاك.
جون بيربونت مورجان
وفى غضون عام على كارثة غرق سفينة تيتانيك، توفى جون بيربونت بكستة قلبية عام 1913.
إنقاذه مرض زوجته من الرحلة المنكوبة ليموت بنوبة قلبية
غاب هنري كلاي فريك، (Henry Clay Frick) والذي يصنّف كواحد من أثرياء الولايات المتحدة الأميركية مطلع القرن العشرين ، عن إبحار سفينة تيتانيك لأن زوجته أصيبت بالتواء في كاحلها في إيطاليا واحتاجت إلى دخول المستشفى.
هنري كلاي فريك
وبحسب قول المؤرخة ميلاني لين جوتوفسكي لشبكة سي بي إس نيوز بيتسبرج في عام 2012: "حجزت عائلة فريك الجناح أولاً، ثم أصيبت زوجة فريك بالتواء في كاحلها أثناء وجودهما في أوروبا لشراء أعمال فنية ؛ لذا، بقوا في المستشفى للحصول على الرعاية الطبية".
وبعد مرور 5 سنوات توفى هنري كلاي فريك، في نيويورك، عن عمر يناهز 70 عاماً، بسبب نوبة قلبية.
نجا بأعجوبة من الغرق في المحيط ليموت بتسمم الدم
يعتبر السفير الأميركي بباريس روبرت بيكون (Robert Bacon) واحدا من هؤلاء المحظوظين حيث حجز الأخير تذاكر السفر على متن تيتانيك لنفسه ولزوجته ولابنته للعودة نحو الأراضي الأميركية عقب انتهاء مهامه.
السفير الأميركي بباريس روبرت بيكون
لكن بسبب تأخر قدوم السفير الجديد ميرون تيموثي هيريك (Myron Timothy Herrick)، أجبر السفير روبرت بيكون على إلغاء رحلته على متن سفينة تيتانيك ليسافر بدلا من ذلك نحو موطنه يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل 1912 على متن السفينة أس أس فرنسا (S.S. France).
وبعد مرور 7 سنوات على الرحلة المنكوبة لسفينة تيتانيك، توفى روبرت بيكون، في نيويورك عام 1919 بمرض تسمم الدم "
الإنتان أو تعفن الدم "وهى حالة مرضية خطيرة تتميز بتفاعل التهابي معمم نتيجة عدوى جرثومية وظهور جراثيم ونواتج استقلابها في الدم والأنسجة، مما يؤدي إلى تعفن الدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة