محطات تاريخية فى حياة ماركيز بذكرى وفاته.. أديب سينمائى يبيع الأدوات المنزلية لنشر روياته وأبرزها "مائة عام من العزلة".. وسر صفعة يوسا للكاتب الكولومبى المكسيك.. وذكرى خاصة عن الموضة

الأربعاء، 17 أبريل 2024 08:00 م
محطات تاريخية فى حياة ماركيز بذكرى وفاته.. أديب سينمائى يبيع الأدوات المنزلية لنشر روياته وأبرزها "مائة عام من العزلة".. وسر صفعة يوسا للكاتب الكولومبى المكسيك.. وذكرى خاصة عن الموضة جابرييل جارسيا ماركيز
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الذى غزا أوروبا والعالم برواياته قبل وبعد فوزه بجائزة نوبل عام 1982 بعد سلسلة من الروايات التي صارت من عيون الأدب في العالم فترجمت إلى اللغات كافة، وجرى تصويرها بمختلف الأشكال في السينما والدراما.

حكاية سينمائية لنشر الرواية الأشهر

حكى الروائى الشهير جابرييل جارسيا ماركيز فى لقاء تليفزيونى قبل سنوات قصة نشر روايته الأهم مائة عام من العزلة والتى تضمنت بيع الأدوات المنزلية لإرسال الرواية إلى الناشر.

والقصة كما ذكرها ماركيز وردت كالتالى على لسانه: "ذهبت مع زوجتى مرسيدس إلى مكتب البريد لإرسال مخطوط الرواية إلى الأرجنتين "ناشر رواية مائة عام من العزلة أرجنتينى"، وكنت أرسلها من المكسيك حيث كان ماركيز يعيش فى المكسيك على الرغم من كونه كولومبى"، وعندما سألت عن تكلفة إرسالها من المكسيك إلى الأرجنتين أخبروني أنها 93 بيزو، وهنا قالت زوجتى ليس معنا سوى 45 فقسمت الرواية إلى قسمين حيث مزقتها بيدى إلى نصفين ووزنت النصف الأول فى مكتب البريد فكانت تكلفته 45 بيزو أى ما أملك فأرسلت هذا الجزء وعدت مع زوجتى للمنزل".

ويضيف: فى المنزل كانت هناك المدفأة ومجفف الشعر وكنت أستخدم المدفأة كثيرا أثناء الكتابة لأننى أستطيع الكتابة فى كافة الظروف عدا البرد، أخذت المدفأة والمجفف وبعتهما فى محل الأجهزة المستعملة فأعطانى صاحب المحل خمسين بيزو، أخذتها وذهبت مع زوجتى إلى مكتب البريد لإرسال الجزء المتبقى من رواية مائة عام العزلة، وقد كانت تكلفة إرسال الجزء المتبقى من الرواية 48 بيزو فأعطيت لمكتب البريد خمسين بيزو فردوا لى اثنين من البيزوهات ثم خرجت مع زوجتى من مكتب البريد وعندما سرنا فى الشارع لاحظت أنها تستشيط غضبا ثم قالت: "لا ينقصنا إلا أن تكون الرواية سيئة".

وتعد رواية مائة عام من العزلة أشهر روايات جابرييل جارسيا ماركيز وقد نشرت عام 1967 ليحصل الكاتب الكولومبى بعد نشرها بخمسة عشر عاما أى عام 1982 على جائزة نوبل فى الآداب وقد اعتبرت الرواية درة أعمال ماركيز بل وصنفت ضمن الأفضل بين الروايات العالمية.

ماركيز ولكمة سينمائية

بقى سر الخلاف بين الأديبين اللاتينيين جابرييل جارسيا ماركيز وماريو فارجاس يوسا غير معلن فرفض كلا الرجلين البوح بالسر بشكل واضح فبقيت التكهنات تحوم حول تسبب زوجة يوسا في المشاجرة التي جرت وقائعها على باب سينما في المكسيك والشائع أن ماركيز كان يتدخل للإصلاح بين الزوجين ماريو فارجاس يوسا وزوجته باتريشيا لكن تدخله في إحدى المرات لم يعجب يوسا فثارت ثائرته وبدات المعركة على باب السينما في المكسيك.


وقد كتب الروائى البيروفى جون بايلي رواية عن ماريو فارجاس يوسا وجابرييل جارسيا ماركيز وبالتحديد عن نهاية صداقتهما، لكن مقدمة الكتاب تبدأ بتحذير من بايلي: "هذا الكتاب ليس نصًا تاريخيًا أو تحقيقًا صحفيًا، إنها رواية، عمل خيالي يمزج بين الأحداث التاريخية الواقعية والأحداث الخيالية التي تأتي من إبداع المؤلف ".

وقال بايلي وفقًا للصحيفة الأسبانية إل باييس "إنه ليس نصًا تاريخيًا، لكنها رواية تاريخية؛ وهي ليست قصة صحفية ، لكنها رواية قمت بالتحقيق فيها من مكان الفضول الصحفي".

ويستدعى بايلى الكلمات التي توارد انها فارجاس يوسا صرخ بها في وجه جابرييل جارسيا ماركيز قبل أن يلكمه في إحدى دور السينما في مكسيكو سيتي عام 1976 وهى "هذا بسبب ما فعلته بباتريشيا!"، وباتريشيا يوسا هى زوجة ماريو فارجاس يوسا.


وفي حوار أجرى معه مؤخرًا في "إل باييس" سئل فارجاس يوسا مرة أخرى ما الذي يمكن أن يقطع علاقته مع جابرييل جارسيا ماركيز، أجاب: "النساء، ببساطة".

الرواية الأخيرة

لم يكن المؤلف الكولومبي الراحل موفور الصيت جابرييل جارسيا ماركيز يريد نشر روايته الأخيرة "نلتقى فى أغسطس"، لكن أبناءه كان لهم رأى آخر حيث أعلنوا صدر الرواية وقد خالف الأبناء رغبة والدهم الذى لم يرد نشر روايته الأخيرة، لأنه كان يعاني من الخرف أثناء كتابتها.

وربما قارن ماركيز، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1982، العمل برواياته السابقة ووجده ناقصا بسبب إصابته بالخرف وفقا للجارديان البريطانية ولهذا السبب أراد ماركيز أن يبقى هذا الكتاب غير منشور.

من المؤكد أن الخرف لم يزل كل قدراته فلدينا جميعًا مواهب ولا نفقد تلك المواهب فجأة بين عشية وضحاها، وربما كان ماركيز يعتقد نفس المعتقد إذ كان حائرا بشأن نشرها.

وقد صرح أبناء جابرييل جارسيا ماركيز قائلين عن الرواية الأخيرة لوالدهم الراحل: "رواية نلتقى فى أغسطس كانت نتيجة جهد والدنا الأخير لمواصلة الإبداع رغم كل الصعاب".

ماركيز والسينما.. لماذا استثنى 100 عام من العزلة؟

تحولت أشهر أعمال الروائى الكولومبى المعروف جابرييل جارسيا ماركيز  لأعمال سينمائية ففى عام 1987 أخرج الإيطالى فرانسيسكو روسى رواية "موت معلن" ومثلها النجمان روبرت أفيريت وارنيلا موتي، وكذلك تحولت روايته ليس لدى الكولونيل من يحادثه إلى فيلم عام 1999 بواسطة المخرج المكسيكى ارتورو ريبستين، بطولة فرناندو لوجان وسلمى حايك وكذا رواية "فى ساعة نحس" عام 2004، والتى تحولت لفيلم أخرجه البرازيلى راى جويرا الذى كان قد أخرج له اولى رواياته، وكذلك روايه الحب فى زمن الكوليرا لفيلم بطولة خافير براديم فى سنة 2007.

وقد ساهم ماركيز فى كتابة العديد من سيناريوهات الأفلام فى فترات مختلفة من حياته، حيث شارك في إعداد ورش لتطوير الحكايات التى تصلح للعرض السينمائى في مدرسة "سان أنطونيو دي لوس بانيوس الدولية للسينما والتلفزيون" ليتم تحويلها، إلى سيناريوهات في ورشة ماركيز في المكسيك.

يقول الناقد عصام زكريا في كتابه "جارسيا ماركيز والسينما" إن أول نص أدبي لماركيز تحول إلي فيلم سينمائي هو “عزيزتي ماريا” إخراج خايم همبرتو همبرسيلو، المكسيك، عام 1979، وهو مأخوذ عن إحدي قصصه القصيرة، وقام ماركيز بكتابة سيناريو الفيلم بنفسه.

ومن المعروف أن ماركيز لم يسمح أبداً أن تحول روايته "100 عام من العزلة" إلى السينما، ورفض عرضاً من الممثل أنطونى كوين بتحويل الرواية إلى فيلم مقابل مليون دولار حيث بدا بوضوح أن خصوصية شخصية أورليانو بوينديا بالنسبة إليه تمنع بشدة تحويله إلى بطل سينمائى وأغلب الظن -وهذا حقيقى- أنه كان يخاف أن ينتقص ذلك من صورة البطل الأيقونية حيث قال: " لا أريد أن أجد الكولونيل أورليانو يتحول إلى صورة أنطونى كوين على أغلفة الرواية".

غير أن ورثة ماركيز وافقوا قبل 3 أعوام على تحويل الرواية ذائعة الصيت إلى فيلم حيث قالوا: "مع تقدم مستوى الإنتاج خصوصاً واتساع آليات وإمكانات التصوير لا مانع عندهما من تحويل الرواية إلى عمل درامي".

الرواية الأولى

بدأ ماركيز مسيرته الأدبية مع رواية قصيرة تحت عنوان الأوراق الذابلة وهى الرواية التى نُشرت في البداية عام 1955 وكان ماركيز وقتها في الثامنة والعشرين من عمره فقد ولد عام 1927 في كولومبيا، واستغرق الأمر سبع سنوات للعثور على ناشر لها، ويحتفى بها على نطاق واسع باعتبارها أول ظهور لماكوندو، القرية التي اشتهرت لاحقًا في مائة عام من العزلة.

وقد جمعت الرواية القصيرة أوراق ذابلة إلى مجموعة من القصص مثل "أجمل غريق في العالم"، و"رجل عجوز بجناحين عظيمين"، و"بلاكامان الطيب بائع المعجزات"، و"الرحلة الأخيرة لسفينة الأشباح"، و"مونولوج إيزابيل وهي تشاهد هطول الأمطار في ماكوندو"، و"نابو، الزنجي الذي جعل الملائكة تنتظر".

وينتقل سرد الرواية بين ثلاثة أجيال من عائلة واحدة، إذ تجد الشخصيات الثلاث الأب، الابنة والحفيد في حالة من الحيرة الروحية بعد وفاة رجل مكروه من قبل القرية بأكملها، ولكنه على صلة وثيقة ببطريرك العائلة.

تجري الرواية في ماكوندو، وهي المدينة الخيالية التي ستكون الموقع المستقبلي لقصص ماركيز، وتتناول أيضا تأثيرات انتداب شركات الموز العديد من الأشخاص الجدد للعمل، يُشار إلى القادمين الجدد بـ «الأوراق الذابلة»؟

صدرت رواية أوراق ذابلة في طبعات عربية  منها طبعة عن دار العودة في بيروت بالإضافة إلى طبعات مختلفة عن دور أخرى.

 

ماركيز والموضة

يحكى  "ماركيز" في مذكراته قائلا "كنت سأكمل الثالثة والعشرين من عمرى، وكنت متخلفا عن الخدمة العسكرية،  وأدخن كل يوم دون هواجس، ستين سيجارة من صنف تبع رهيب، وأقضى بطالتى بالتناوب بين بارانكيا وكارتخينا دى إندياس، على ساحل الكاريبى الكولومبى، بالبقاء حيا على أحسن وجه بما يدفعونه لى مقابل ملاحظاتى الصحفية اليومية في جريدة "الهيرالدو" وهو أقل من لا شىء تقريبا، وأنام مع أفضل رفقة ممكنة حيثما يفاجئنى الليل، وكما لو أن عدم اليقين بأمر طموحاتى وفوضى حياتى لم يكونا كافيين، فقد كنا نعد العدة، أنا وجماعة من الأصدقاء الحميمين لإصدار مجلة جريئة، ودون موارد خطط ألفونسو فوينمايور لها منذ ثلاث سنوات، ما الذى يمكننى أن أرغب فيه أكثر من ذلك.

ويضيف "ماركيز"، "وبسبب القلة أكثر مما هو بدافع الإعجاب، سبقت الموضة بعشرين سنة، شارب كثيف خشن، وشعر مشعث، بنطال رعاة بقر، وقمصان مزركشة بأزهار غير مناسبة، وصندل حاج، وفى ظلمة إحدى دور السينما، كان أحد أصدقاء، ذلك الزمن يقول لأحدهم، دون أن يدرى أننى قريب منه، يا لجابيتو المسكين، إنه حالة ميئوس منها: وهكذا حين طلبت منى أمى أن أذهب معها لبيع البيت لم أجد أى عائق يمنعنى من أن أقول لها نعم، أخبرتنى أنها لا تملك ما يكفى من النقود، فقلت بدافع الكرامة، إننى سأتولى دفع نفقاتى.
 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة