اعتدنا منذ طفولتنا طوال شهر رمضان على أن نستيقظ على صوت المسحراتى الذى يجوب الشوارع بعد منتصف الليل لينادى بصوت عالٍ "أصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم"، ثم يطرق على طبلته حتى يوقظ النائمين ليتناولوا وجبة السحور حتى يستعدوا للصوم في اليوم التالى.
وبرغم من تطور التكنولوجيا وتواجد المنبهات المتوفرة بهواتف المحمول وغيرها من الأجهزة التي تساعد على إيقاظ النائمين، إلا إن البعض مازال يتطوع للحفاظ على هذه المهنة من الاندثار، ومنهم كاتى ظريف التي تعيش بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، وتتطوع كل رمضان لإيقاظ النائمين ليتناولوا وجبة السحور.
تحدثت كاتى خريجة هندسة كمبيوتر والتي تعمل مدربة غطس ومقيمة في مدينة دهب منذ عام 2002 عن إتجاهها للتطوع وعملها مسحراتية خلال شهر رمضان، قالت لـ" اليوم السابع":" كنت أفكر منذ عامين في طريقة استطيع من خلالها أن اسعد أصدقائى في شهر رمضان بطريقة أقول لهم من خلالها كل عام وانتم طيبين، فجاءة فكرة أن أتحول لمسحراتى وأقترحت هذه الفكرة على أصدقائى الذين سعدوا بها وشجعونى عليها خاصة إننا كمسلمين ومسيحين نتنظر المسحراتى كل رمضان ومرتبطين بهذه المهنة المرتبطة بأجمل ذكرياتنا".
تابعت: "استعرت جلابية وطبلة في أول عمل وتجولت في الشوارع الكائن بها أصدقائى وأخذت أنادى بأساميهم، مما جعلهم يشعرون بالسعادة، مما شجعنى على أن أكمل في العام الثانى و فكرت هذا العام على تحضير وجبات السحور والتي اقترحتها على مديرى بالعمل وأشاد بها ودعمنى وأشترى لى قدرة فول وجلابية وطبلة وكانت أجواء السحور جميلة جداً".
وقالت: "أصدقائى هذا العام طلبوا منى أن أكمل في التطوع كمسحراتى ورغم إننى أخذ دورات غطس ولدى امتحانات، مما منعنى قليلاً من التجول في الشوارع لكن أوزع تمر هندى وبعض العصائر والمياه على المارة وقت الإفطار، ويساعدنى في ذلك صديقى أحمد العسكرى، ويوم الجمعة نوزع وجبات غذائية على المحتاجين وعمال النظافة".
تجوب كاتى شوارع مدينة دهب وتمر أمام بيوت أصدقائها وتنادى عليهم وخلال مرورها على منازل لا تعرف أصحابها تنادى "اصحى يانايم وحد الدايم رمضان كريم"، الأمر الذى يسعد السكان الذين اعتادوا عليها، وهذا ما أكدته قائلة:"الناس تستقبلنى بفرحة والأجانب يلتقطون الصور التذكارية معى والبدو يعرفوننى جيداً ويحبوننى".
لم تواجه كاتى أي أعتراض من عائلتها على تطوعها للعمل مسحراتى في رمضان، حيث قالت :"لا يوجد أحد من عائلتى معترض على تطوعى كمسحراتى في رمضان، بالعكس والدتى سعيدة جداً بما أفعله وتتابع لقاءاتى التليفزيونية وتقولى لى "وصللهم إنى بقولهم كل سنة وهما طيبين "، لأننا طوال حياتنا نعيش مع مسلمين وكلنا واحد في مصر لا يوجد فرق بيننا ".
صورة أخرى لكاتى
كاتى أمام أحد المساجد
كاتى تحضر العصائر
كاتى تحضر وجبات
كاتى تلتقط صورة تذكارية مع بعض أهل المدينة
كاتى توزع التمر على السيارات
كاتى توزع على المارة
كاتى ظريف
كاتى مع بعض أهل دهب
كاتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة