قال علماء الآثار، إن قبرين تم اكتشافهما في شمال بلغاريا، يرويان "قصة عائلية حزينة" عن ملاك الأراضي الرومان الأثرياء الذين توفي أطفالهم قبلهم في القرن الثالث الميلادي، وفقا لما نشره موقع " livescience".
عثر مزارع بشكل غير متوقع على القبور في ديسمبر الماضى ، أثناء حرث حقله في قرية نوفا فاربوفكا، ولأن هذه المنطقة كانت مقاطعة رومانية تسمى مويسيا في العصور القديمة، فقد جاء علماء الآثار من متحف التاريخ الإقليمي فيليكو تارنوفو للتنقيب في القبور.
تم بناء كلا القبرين من الطوب، مع بطانة من الجبس على الجدران وطبقة كبيرة من الحجر الجيري تغطيهما، كان أكبرهما يبلغ طوله حوالي 10 أقدام (3 أمتار) ويحتوي على رفات شخصين بالغين – رجل وامرأة كان عمرهما يتراوح بين 45 إلى 60 عامًا عند الوفاة – مدفونين مع المجوهرات والعملات المعدنية والأواني الخزفية والزجاجية.
يحتوي القبر الأصغر، الذي تم صنعه في وقت سابق إلى حد ما، على هيكل عظمي لطفل يبلغ من العمر 2 إلى 3 سنوات وميدالية برونزية نادرة تصور زيارة الإمبراطور الروماني كركلا (حكم من 198 إلى 217 م) في عام 214 م إلى بيرجامون ، في آسيا الصغرى (تركيا الحديثة)، حيث سعى إلى معبد أسكليبيوس، إله الشفاء وقد يمثل القبران معًا المثوى الأخير للعائلة.
قال كالين تشاكاروف ، عالم الآثار بمتحف التاريخ الإقليمي في فيليكو تارنوفو ، الذي قام بالتنقيب في المدافن مع زملائه نيدكو إلينسكي وميهايلا تومانوفا، إن ميدالية كركلا يمكن أن تشير إلى أصل من آسيا الصغرى لشاغلي القبور، وهو ما يتوافق مع حقيقة أن نيكوبوليس أد إيستروم تم بناؤها بشكل رئيسي من قبل المستوطنين.
وأضاف تشاكاروف: "بالطبع، نحن نبحث عن فرصة لإجراء تحليلات الحمض النووي وغيرها من التحليلات التي لا يستطيع متحفنا تحمل تكاليفها، لمعرفة ما إذا كانت هذه الفرضية صحيحة".
ولا تزال القطع الأثرية المكتشفة أثناء التنقيب قيد المعالجة في مختبر المتحف، حيث تخضع للحفظ والترميم وتشمل هذه الأشياء المستخدمة خلال حياة المتوفى، وكذلك تلك التي سترافقه في الحياة الآخرة، وبالإضافة إلى المجوهرات المصنوعة من الخرز الزجاجي والذهب، كان هناك ست عملات معدنية تعود إلى ما بين 200 و 225 ميلادية، بالإضافة إلى مصباح وحذاء جلدي وعدة زجاجات زجاجية، ثلاث منها "لاكريماريا" وهي قوارير صغيرة للتجميع دموع المشيعين .
وقال تشاكاروف: "أعتقد أنها قصة عائلية حزينة من النصف الأول من القرن الثالث". "رضيع ميت، دفنه والديه، وكان مثواه الأخير في نفس المكان الذي دفنوا فيه طفلهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة