تعد واحة القسيمة إحدى أبرز الوجهات السياحية الفريدة فى شمال سيناء، حيث تمتزج بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة. تقع الواحة فى مدينة الحسنة وسط سيناء، وتحتضن فى أحضانها "عين القديرات"، التى تُعد من أقدم عيون المياه العذبة فى المنطقة، إذ تتدفق مياهها الصالحة للشرب من باطن الأرض، مما يجعلها مصدر حياة رئيسى للواحة وسكانها.
تمتد جذور واحة القسيمة إلى قرون طويلة، وبحسب بيانات محافظة شمال سيناء استوطنتها العديد من الحضارات القديمة. تشير الأدلة الأثرية إلى أن الإغريق كانوا أول من أسس القلعة البيزنطية التى ما زالت بقاياها قائمة، إذ استخدموها لحماية المنطقة وإدارة مواردها المائية. لاحقًا، مرّ على القلعة العديد من الجيوش، بما فى ذلك جيش صلاح الدين الأيوبى، الذى أعاد ترميمها وتحصينها لتصبح نقطة دفاعية بارزة.
فى العصر الحديث، لعبت القسيمة دورًا استراتيجيًا خلال الحرب العالمية الأولى، إذ كانت المحطة الجنوبية للسكة الحديدية الشرقية التى مدّها العثمانيون. ولا يزال الموقع يشهد على أهمية الواحة كجسر بين الحضارات والتاريخ.
عين القديرات: مصدر الحياة والازدهار
تُعتبر "عين القديرات" قلب واحة القسيمة النابض. تتدفق مياه العين من سفح جبال سيناء لتروى أشجار الزيتون والعنب المحيطة بها. هذه المياه ليست فقط أساسًا للزراعة، بل أيضًا جزء من إرث المنطقة، حيث تُستخدم منذ العصور القديمة وحتى اليوم. يُنتج زيت زيتون عين القديرات من أجود الأنواع، ويُعتبر من أبرز المنتجات الزراعية التى تشتهر بها الواحة.
تتميز واحة القسيمة بجمال طبيعى يأسر القلوب، حيث تحيط بها جبال شاهقة تُتيح لعشاق المغامرة فرصة تسلقها واستكشاف تضاريسها. وتعد الواحة أيضًا موقعًا مثاليًا للتخييم والمشى لمسافات طويلة، مع إطلالات طبيعية خلابة تجعل كل زيارة تجربة فريدة من نوعها.
إضافةً إلى ذلك، يمكن للزائرين استكشاف شبكة الأنابيب المائية التى تعكس ذكاء الهندسة القديمة، من القنوات الحجرية التى نقلت المياه للقلعة إلى الأنظمة الحديثة التى تمتد لمسافات طويلة لتروى القرى المجاورة.
يلعب سكان واحة القسيمة دورًا محوريًا فى دعم السياحة من خلال تقديم الخدمات للسياح وتنظيم رحلات استكشافية إلى معالم الواحة. يسهم ذلك فى تنشيط الاقتصاد المحلى، مع الحفاظ على تراث المنطقة الثقافى والطبيعي.

واحة القسيمه

واحة القسيمه_1