سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 ديسمبر 1980.. قادة أفغان يبدأون زيارة إلى القاهرة ويؤدون صلاة الجمعة مع الرئيس السادات ضمن خطة أمريكا بتكوين حلف إسلامى واسع لمقاومة الاحتلال السوفيتى لأفغانستان

السبت، 20 ديسمبر 2025 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 ديسمبر 1980.. قادة أفغان يبدأون زيارة إلى القاهرة ويؤدون صلاة الجمعة مع الرئيس السادات ضمن خطة أمريكا بتكوين حلف إسلامى واسع لمقاومة الاحتلال السوفيتى لأفغانستان الرئيس السادات

سعيد الشحات

وصل عدد من القادة الأفغان إلى القاهرة يوم 20 ديسمبر، مثل هذا اليوم 1980، بعد أن فتح الرئيس السادات الباب واسعا أمامهم فى حربهم ضد الاحتلال السوفيتى لأفغانستان، الذى فوجئ العالم به يوم 27 ديسمبر 1979.

تعاملت أمريكا مع هذه الخطوة وفقا لقول «زيجينو بريجنيسكى» مستشارها للأمن القومى وقتئذ: «الروس وقعوا فى فخ، وتلك فرصتنا كى نرد لهم جميل فيتنام، ولذلك يتعين علينا أن نعمل على سد الطرق أمامهم بحيث تتحول أفغانستان إلى مصيدة لا يخرجون منها إلا بفضيحة تهز هيبة الدولة السوفيتية وتكسر شوكتها»، حسبما يذكر محمد حسنين هيكل فى كتابه «الزمن الأمريكى - من نيويورك إلى كابول»، نقلا عن مذكرات بريجنيسكى ومذكرات الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، ومذكرات وزير الخارجية سايروس فانس»، مضيفا: «فى الساعة الثانية من صباح يوم 27 ديسمبر انعقد مجلس الأمن القومى الأمريكى بحضور كارتر لبحث الدخول العسكرى، واستعراض الخيارات المفتوحة أمام الولايات المتحدة للرد عليها.»

ويمكن القول أن هذا الاجتماع كان الطوبة الأولى فى بناء جدار ما أطلق عليهم «الأفغان العرب» الذين أسسوا موجة الإرهاب فيما بعد باسم الإسلام، وكان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن أحد أهم أذرعتها.

فى هذا الاجتماع «27 ديسمبر»، ووفقا لهيكل، تم الاستقرار على خطة عمل مفكرها ومهندسها «بريجنيسكى»، وتقوم على «تكوين تحالف إسلامى واسع يحمل عبء محاربة السوفييت فى أفغانستان»، وتقوده السعودية على أن «يتم تدعيمها مبكرا بشراكة إسلامية واسعة راسخة وقوية، بحيث يكون من ذلك إغراء لها بدور قيادى على رأس تجمع إسلامى يخوض «الجهاد» دفاعا عن الدين والشرع.»

فى هذا السياق كان دور مصر، حيث استقر اجتماع مجلس الأمن القومى الأمريكى على ضرورة إقناع الرئيس السادات بأن تكون مصر سندا قويا للسعودية.. وجاء بريجنيسكى إلى القاهرة يوم 3 يناير 1980، وحصل على موافقة السادات وحماسه للحلف، ثم طار بريجنيسكى إلى السعودية وحصل على الموافقة، وطار إلى باكستان لنفس الغرض، لتبدأ العجلة فى الدوران التى لم تتوقف بتحرير أفغانستان، وإنما تواصلت بالإرهاب المستمر حتى الآن بين صعود وهبوط.

تفاعل الرئيس السادات مع المخطط الأمريكى، وكانت متابعات جريدة الأهرام تتوالى يوميا لإظهار مدى الانخراط الشعبى فى تأييد «الجهاد فى أفغانستان»، وكانت المساجد والجامعات ساحات رئيسية لعمل الجامعات الإسلامية وتنظيم الجهاد والإخوان، كانوا يدعون إلى التبرع والتطوع والحشد لأفغانستان، وبعد يومين فقط من التدخل، كان مانشيت الأهرام يوم السبت 29 ديسمبر 1979 هو: «مصر تدين التدخل السوفيتى فى أفغانستان وسياسة الهيمنة السوفيتية».. وفى اليوم التالى «30 ديسمبر 1979» كتبت الأهرام: «مفتى الجمهورية جاد الحق على جاد الحق يدعو المسلمين فى العالم لنجدة الثوار الأفغان الذين يدافعون فى معركة غير متكافئة عن دينهم وأرضهم ضد التدخل السوفيتي»، و«مصر تدعو دول عدم الانحياز لبحث التدخل»، وفى الصفحة الأولى بأهرام 5 يناير 1980: «أعلن الرئيس السادات فى تصريحات أدلى بها إلى الصحفيين عقب صلاة الجمعة فى أسوان أن العالم الإسلامى يجب ألا يكتفى بإدانة الغزو السوفيتى لأفغانستان بالبيانات، ولكن يجب أن تكون هناك إجراءات فعلية، وسوف أدعو المكتب السياسى للحزب الوطنى إلى الاجتماع لاتخاذ قرارات محددة ترفع إلى الحكومة لتنفيذها، وعلى الدول الإسلامية والزعماء المسلمين الذين التزموا الصمت أن يقولوا كلمتهم الآن».

وقالت «الأهرام» فى يوم «6 يناير 1980»: «السادات يجتمع بالمكتب السياسى للحزب الوطنى لبحث الغزو السوفيتى لأفغانستان»، وأسفر الاجتماع عن قرارات أبرزها: «بدء أسبوع التضامن مع الشعب الأفغانى»، وألقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية كمال حسن على، كلمة نيابة عن الرئيس السادات فى افتتاح هذا الأسبوع، جاء فيها: «إن الغزو السوفيتى لأفغانستان يمثل محاولة إحدى القوتين الكبيرتين الارتداد بالبشرية من عهد تصفية الاستعمار والعنصرية إلى عهد الغزوات الاستعمارية البائدة، وأن هذا الغزو الذى يعد تهديدا لأمن منطقة الخليج والشرق الأوسط كله كشف جميع الأقنعة، وأسقط جميع الذرائع، وإن مصر فى دعمها الجهاد الأفغانى إنما تستند إلى مبادئ سامية من الدين الإسلامى ومقاومة العدوان».

وفى أهرام 9 يناير 1980: «12 ألف عامل يتبرعون بأجر يوم لمناضلى أفغانستان»، وفى 11 يناير: «تبرع أعضاء مجلس الشورى ب20 ألف جنيه من مكافآت العضوية لصالح أفغانستان».. وفى 20 ديسمبر - مثل هذا اليوم - 1980 كتبت الأهرام: «وصول قادة «الجهاد» الأفغانى للقاهرة وهم، أحمد جيلاني، الشيخ صبغة الله مجددى، وكيل خان، طريامى عثمان، رسول أمين القاضى، محمد نذير سعيد، موسى غازى»، وفى يوم 25 ديسمبر كتبت «وصول محمد نبى محمدى وثلاثة آخرين من زعماء التنظيمات «المجاهدة» فى أفغانستان»، وأدى الرئيس السادات صلاة الجمعة معهم بمسجد قريته «ميت أبو الكوم - محافظة المنوفية».

امتدت الزيارة أكثر من أسبوع وشاركوا خلالها فى اجتماع «جامعة الشعوب الإسلامية»، وزاروا الهيئة العربية للتصنيع، ومجلس الشعب يوم 6 يناير 1981.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة