من طفل فدائى إلى بطل حرب أكتوبر.. محمد عوض واجه العدوان الثلاثى وأُسر فى نكسة 67.. شارك فى صناعة النصر عام 73.. ويؤكد: حب الوطن مش بالكلام ده بالدم والروح والجسد.. وحسيت بالفخر كأنى على الجبهة معاهم.. فيديو

الأحد، 06 أكتوبر 2024 07:27 م
من طفل فدائى إلى بطل حرب أكتوبر.. محمد عوض واجه العدوان الثلاثى وأُسر فى نكسة 67.. شارك فى صناعة النصر عام 73.. ويؤكد: حب الوطن مش بالكلام ده بالدم والروح والجسد.. وحسيت بالفخر كأنى على الجبهة معاهم.. فيديو الفدائي محمد عوض الشهير برضا السباك
منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في السادس من أكتوبر من كل عام تحتفل مصر بنصر عظيم، تتذكر أبطالا ضحوا بدمائهم وحياتهم في سبيل وطنهم، انتصار جاء بعد هزيمة 1967 ومرار عاش فيه المصريون طيلة 6 سنوات. في الساعة الثانية ظهرًا يوم 6 أكتوبر عام 1973، كانت الإشارة ببدء المعركة وضربتنا الجوية التى أمنت عبور القناة لأفراد قواتنا المسلحة المصرية، وتحطيم خط برليف وخذلان الجيش الذى لا يقهر، الأكذوبة التى كان يتشدق بها العدو الإسرائيلي الصهيونى. هذه اللحظات التاريخية كانت تتويجًا لتضحيات لا تُنسى من أبطال المقاومة. "اليوم السابع" التقى الفدائي محمد عوض ليشارك قصته من قلب المعارك.

الفدائي محمد عوض .
الفدائي محمد عوض .

 

محمد عوض فدائي منذ نعومة أظافره

محمد عوض السيد عيسى، أحد أبناء مدينة بورسعيد الباسلة، والشهير بـ"رضا". منذ طفولته، انخرط في المقاومة ضد الاحتلال البريطاني قبل عام 1956. كان جزءًا من عمليات جريئة استخدم فيها أدوات بدائية، مثل إشعال الحرائق في معسكرات الإنجليز بمساعدة القطط الضالة.

تحدث عوض عن دوره في المقاومة قائلاً: "حب الوطن مش بالكلام، ده بالدم والروح". كان لنضاله أثر كبير في الصمود أمام الاحتلال، وتجسدت تلك البطولات في تصديه للعدوان الثلاثي عام 1956، عندما تحول نادٍ رياضي إلى مركز تدريب ومقاومة.

محمد عوض السيد عيسى يعمل حاليًا في مجال الأدوات الصحية، جلس في أحد المقاهي يتذكر بطولات قام بها للدفاع عن وطنه منذ نعومة أظافره، عبر عن حبه لوطنه بكلمات مؤثرة فقال: "حب الوطن مش بالكلام ده بالدم والروح والجسد" ثم عاد بالزمن إلى مرحلة طفولته حين كان في المرحلة الابتدائية، تذكر أيام كان فيها أحد أذرع رجال مقاومة الاحتلال الإنجليزى في بورسعيد قبل عام 56 وتأميم القنال، كان دوره إحضار الأدوات المستخدمة فى إحراق معسكرات الاحتلال "جوارب قديمة، الجاز والكبريت، السلوك المقطعة". 

بورسعيد أيام العدوان الثلاثى  (1)
بورسعيد أيام العدوان الثلاثى 

 

أهالى بورسعيد يتصدون لجهمات العدوان الثلاثى 

في عام 1956 وبعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وبالتحديد في داخل حديقة سعد التى تعد مقر لرجال المقاومة الشعبية في بورسعيد، كما أنها المنفس الترفيهى الوحيد للأهالى في هذا الوقت، حينها وجاء رائد الجيش محمود خليل ووقف في الحديقة وناشد أهالى بورسعيد رجال ونساء وشباب وأطفال بالوقوف معهم ضد العدوان الثلاثى بعدما شوهدت طائرات العدو الاستطلاعية تحوم في سماء بورسعيد لترصد المواقع الدفاع الجوى.

 قال: "إحنا حاسين إن لو فيه عدوان جاى على بورسعيد، ما حدش هيدافع على بورسعيد غير أهلها، إنت هتدافع عن أمك وأبوك وأخوك، اللى يعرف حد كان في الحرس الوطنى القديم في سيناء يبلغهم إنهم ييجوا النادى المصرى الساعة 10 صباحًا" وبالفعل حضر أهالى بورسعيد ورجال المقاومة وتحول النادى المصرى من ناد رياضى إلى ساحة معركة وتدريب أفراد المقاومة وتصدوا للعدوان الثلاثى على بورسعيد حتى رجع إلى مكانه ولم يستطع أن يدخل المدينة.

بورسعيد أيام العدوان الثلاثى  (4)
بورسعيد أيام العدوان الثلاثى الجيس الإنجليزى في شارع 23 يوليو 

 

العدو الإسرائيلى يعتقل المجند محمد عوض أثناء نكسة 67


في عام 1964 التحق محمد عوض مجند بالقوات المسلحة في سيناء، وظل فيها مجندا حتى هزيمة 5 يونيو 1967 كان سنه وقتها 22 عامًا، ويقول: "بعد الغارات الإسرائيلية التى شنت على سيناء كانت هزيمة قاسية علينا رأيتهم يسوون الأرض بالجنود المصريين أحياء، كنت وقتها في سيناء مصاب بشظايا في رجلى الشمال، وتائها في الجبل مدة 10 أيام لا أعرف طريق العودة، أكلت من أوراق الشجر وشربت من مياه البرك وأنا تحت الشمس الحارقة".

كنت أسير على قدمى أميال في الرمل ولا أستطيع العودة، حتى رآنى طيار الاستطلاع الإسرائيلي، وتم القبض عليّ من قِبَل سلاح المشاة لجيش الاحتلال وأسرت واتجهت إلى إسرائيل في سجن عتليت بتل أبيب، وظللت هناك ما يقرب من ثمانية أشهر، كانت أيام مليئة بالقسوة، السجن عبارة عن إسطبل خشب للحيوانات يغلق علينا من التاسعة مساءً للتاسعة صباحًا، ما فيش أكل ولا شرب ولا غطا ولا أماكن لقضاء حاجتنا ولا نور، ضرب وإهانة وتعذيب، زمايلى اتعدموا قدام عينى وكانت لقيمات بسيطة نأكلها أثناء يومنا، كانوا يقدمون لنا سجائر مخدرة كى نكون في حالة استرخاء ولا نستطيع مقاومتهم".

بورسعيد أيام العدوان الثلاثى  (3)
بورسعيد أيام العدوان الثلاثى القتلى على الأرصفة

 

حرق العلم الإسرائيلي داخل سجن عتليت

كان عدد الأسرى داخل السجن الإسرائيلي 95 سجينا مصريا، ومن شدة القسوة عليهم قتل العدو الصهيوني أحدهم أثناء الوضوء للصلاة ويسمى توفيق زهدى، وانتقامًا له تجمع الأسرى داخل السجن الخشبى وقاموا بتحريك أحد أضلعه والخروج منه، وبالفعل حين رأى الجنود اليهود الجدار يسقط تركوا أسلحتهم هاربين، وانقض الأسرى على الأسلحة وأطلقوا النار على الإسرائيليين بشكل عشوائى حتى أسقط 7 إسرائيليين.

وذهب الفدائى محمد عوض إلى سارى العلم اليهودى وأسقطه وأحرقه، فقام أحد الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار عليه فأصيب في كتفه، وبعدها اندلعت انتفاضة داخل السجن، وقام اللواء صلاح ياقوت ضابط الاتصالات في هذا الوقت بإقامة هُدنة لمدة 8 ساعات داخل السجن، ليتم حفظ الشهيد توفيق زهدى في الثلاجة، وكى يذهب "محمد" إلى المشفى لاستخراج الطلقة من كتفه. ولكنه رفض الذهاب إلى المستشفى اليهودى، وقام مندوب الصليب الأحمر بالاتصال بالإدارة في تركيا ليرسلوا مجموعة طبية لعلاجه. كما روى الفدائي محمد عوض الشهير بـ"رضا". وأشار إلى أنه خرج من المعتقل بعد عملية تبادل أسرى بين الجانبين.

الفدائي محمد عوض
الفدائي محمد عوض

 

محمد أحد المشاركين في الإعداد لحرب أكتوبر

بعد خروجه من المعتقل والأسر عمل محمد عوض في مجال الأدوات الصحية. وكان مع المهجرين من بورسعيد إلى إحدى قرى مدينة بنى سويف، وكان أغلب المهجرين في هذا الوقت يعانون الحاجة والعوزة وقلة العمل، فطلب من أحد المعارف ويدعى "المهندس سامى" أن يجد له فرصة عمل، فجاءه بعد فترة بالبشرى، فطلب منه السفر للقاهرة وبعدها اصطحبه في سيارته إلى منطقة المثلث في مدينة السويس، وبعد دقائق أتى اثنان ورفع أحدهما مشمعا كبيرا عن الأرض وجد تحته سلما مدرجا نزلوا منه تحت الأرض فوجد عددا من المبانى، قال المهندس هذه المبانى سيعيش فيها مجموعة من المصريين ونريد أن تكتمل خدماتها للإعاشة، نريد توصيل لمياه وكافة شيء، وبالفعل نفذت كافة شيء واكتمل المشروع وعرفت بعد ذلك أنه كان مشروع إخفاء رجال القوات المسلحة تحت الأرض، فاليهود لديهم استطلاع قوى وإذا عرف أحد ذلك سيقتلوهم، ورأيت الأجهزة ومعدات العبور وكافة شيء أثناء تخزينها تحت الأرض ليلًا.

الفدائي محمد عوض .
الفدائي محمد عوض 

 

الفدائي محمد عوض يفرق حلاوة النصر 

وهكذا شارك محمد عوض في انتصارات حرب أكتوبر المجيد، ويقول: "فرحة النصر لا يمكن أن توصف، وقتها كنت موظف في المصانع الحربية وسمعت خبر النصر فرقت بسكوت وعصائر وحلويات، كأنى كنت على الجبهة معاهم هناك، وحسيت بالفخر لأنى شاركت في الإعداد لنصر أكتوبر المجيد".

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة