تمر اليوم ذكرى المسيرة النسائية إلى قصر فرساي، وهى مسيرة نسائية بدأت في أسواق باريس نحو قصر فرساي، ثم بدأ التجمع في وسط المدينة نحو بلدية باريس، لمطالبتها بمعالجة الأوضاع والمطالب النسائية بالاستجابة للحالة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يواجهنها، وخاصة نقص الخبز وارتفاع الأسعار والفقر، تعتبر من أوائل الأحداث الأكثر تأثيرا في مسار الثورة الفرنسية.
كانت المسيرة النسائية إلى قصر فيرساي حدث وإشارة مهمة في تاريخ الثورة الفرنسية، وحسب العديد من المحللين كان أثرها كبيرا على قدم المساواة مع حدث اقتحام سجن الباستيل. المسيرة باتت ملهمة لحركات التحرير العالمية والمجتمع المدني، ورمزا لقوة الحركات الشعبية، وأحد رموز النضال النسوي في العصر الحديث، وقدرة المرأة على التأثير والتغيير في مصير المجتمعات.
تحولت احتجاجات النساء في الأسواق وحلفائهم المختلفون إلى مسيرة تضم الآلاف، وشجعهم المحرضون الثوريون، الذين عبثوا بترسانة الأسلحة بالمدينة بحثاً عن الأسلحة ثم تحركت المسيرة إلى قصر ڤرساي. حاصرت الحشود القصر وفي مواجهة مثيرة وعنيفة نجح المحتجون في توصيل مطالبهم إلى الملك لويس السادس عشر. وفي اليوم التالي، أجبرت الحشود الملك وعائلته، ومعظم أعضاء الجمعية الفرنسية على العودة معهم إلى باريس.
شهد محيط القصر مناوشات بين عدد من حراس قصر فرساي والحرس الوطني والمحتجين البارسيين. وبشكل سريع، تطورت هذه المناوشات لأعمال عنف اجتاحت خلالها الجماهير الغاضبة قصر فرساي قاتلة في طريقها العديد من حرس القصر. وفي خضم هذه الأحداث، حاول البارسيون دخول غرف الملكة ماري أنطوانيت التي نجت بأعجوبة عقب نجاحها في الهرب نحو مكان تواجد زوجها بالقصر.
لاحقا، قبل لويس السادس عشر بمطالب الباريسيين الذين صعّدوا من لهجتهم وطالبوه بتوقيع إعلان حقوق الإنسان والمواطن والعودة لباريس للاستقرار بشكل نهائي بقصر التويلري أملا في منعه من الهرب من فرنسا لحشد الدعم ضد الثورة.
خلال الساعات التالية، غادرت العائلة الملكية فرساي لتتوجه صوب باريس. وقد رافق الباريسيون الغاضبون عربة الملك حاملين معهم معازق ثبتت عليها رؤوس عدد من حرس القصر المقتولين. وضمن هذا الموكب، تواجدت أكثر من 50 عربة أخرى مملوءة بالقمح والطحين لتموين مخازن ومخابز باريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة