وليد سيف.. رحلة فى أعمال أحد أبرز مؤلفى الدراما التاريخية

الجمعة، 19 يناير 2024 12:11 م
وليد سيف.. رحلة فى أعمال أحد أبرز مؤلفى الدراما التاريخية الكاتب وليد سيف
كتبت إسراء إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب والمؤلف الفلسطينى، وليد سيف إذ ولد في مثل هذا اليوم 19 يناير من عام 1948م، وهو شاعر وناقد وأستاذ جامعى، ولد ونشأ فى مدينة طولكرم الفلسطينية، وهو من أبرز مؤلفى الدراما التاريخية، لمح اسمه وذاع صيته فى مسلسل التغريبة الفلسطينية، ومسلسل صلاح الدين الأيوبى، والثلاثية الأندلسية، ومسلسل عُمر.

اهتم وليد سيف فى كتاباته بوضع المعلومة التاريخية في قالب درامي شيق، دون الحاجة إلى كتابة نص علمي أو تاريخي، فهو يقرأ في التاريخ ومصادره، ثم يختار المعلومات والمواقف المؤكدة ويقوم بكتاباتها في الرواية، بأسلوب بسيط، حتى أنك تتفاجأ أحيانًا أنك حصلت على كم من المعلومات من موقف واحد، فمثلاً فى التغريبة الفلسطينية، تجد نفسك تتعرف على القضية الفلسطينية بشكل مختلف، خاصة أننا في المدرسة نتناول الأمر بشكل مختصر، فنتحدث عن موقع فلسطين الجغرافي، وعن حرب 1948 وأسبابها، لكننا في الحقيقة لم نتناول قضية الاستيلاء على الأرض بالتفصيل، ولا ثورة 1936، التي كانت سببًا في تحويل الكوفية الفلسطينية إلى رمز من رموز المقاومة، ولا حتى عن أبطال المقاومة الفلسطينية كعبد القادر الحسيني، وعبد الرحيم الحاج محمد، وحسن سلامة وغيرهم من أبطال فلسطين.

كما تكتشف أن حياة الفلاحين هناك تشبه حياة الفلاحين فى مصر، حيث كانوا يعانون من ظلم الإنجليز وبعض الإقطاعيين، في الحقيقة لقد أبدع وليد سيف في كتابة التغريبة على الرغم من اعتماده على أسلوب السرد، إلا أنها شرحت حال أهل فلسطين قبل اللجوء وبعده.. بل إنها عندما تحولت إلى عمل درامي بنفس الاسم، كانت مشاهدته أروع، وبما أنني حظيت بمشاهدة المسلسل قبل قراءة الرواية، فقد كنت أقرأها وأنا أستعيد كل الأحداث في ذهني.

وهذا ما حدث أيضًا مع ثنائية النار والعنقاء، التي تحولت إلى مسلسل صقر قريش، والتي تروي قصة عبد الرحمن الداخل منذ ولادته وحتى فترة حكمه للأندلس، كما تناولت نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية.

والرائع في الأمر، أنك كلما اكتشفت معلومة ما في إحدى روايات أو مسلسلات وليد سيف، تجد نفسك تتجه إلى شبكة الإنترنت؛ لتبحث عنها وتستزيد من المعلومات، فعندما شاهدت مسلسل صلاح الدين الأيوبى، سمعت عن شخصية عبد الرحيم البيساني، وهو المعروف باسم القاضى الفاضل، فوجدتنى أبحث عن سيرته على الإنترنت، وكذا الأمر عندما شاهدت شخصية بدر في صقر قريش، وشخصية عبد الرحمن الداخل.

كما حرص وليد سيف على تناول شخصيات رواياته بشكل حيادي، فهو لا يتعامل معهم وكأنهم منزهون عن كل عيب، بل إنه يذكر محاسن الشخصيات ومساوئها، ويهتم بوصف نفسية كل شخصية، فعلى الرغم من جرائم أبي مسلم الخرساني، إلا أنه عزم على التوبة في آخر أيامه.

وعلى الرغم من مساوئ أبي عايد ومختار القرية، لكنهما لم يكونا عميلين للإنجليز، حتى عبد الرحمن الداخل والقائد أبو صالح، كان لكلٌّ منهما محاسنه ومساوئه.

حتى في مسلسل صلاح الدين، ترى تناول شخصية نور الدين محمود بشكل مختلف، فهو ليس شخصية قاسية ولا لينة، بل إنه يعرف متى يهادن ومتى يحارب، متى يرأف بحال الناس ومتى يقسو عليهم، حتى عندما اختلف مع صلاح الدين، كان يرى أنه أفضل ولاته وأصلحهم.

ومن منطلق القراءة والمشاهدة لأعمال وليد سيف، تجده يتناول المعطيات والمبررات، التي يتحول فيها الشخص إلى قاس أو طيب، وأنَّ العداء لا يدوم كما أن الصداقات لا تدوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بشؤون الحكم والسلطة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة