ملتقى التنمية بالأعلى للثقافة: الإسلام براء من رفض فكرة الدولة

الإثنين، 18 سبتمبر 2023 03:47 م
ملتقى التنمية بالأعلى للثقافة: الإسلام براء من رفض فكرة الدولة التقرير العربى
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة المصرية، أقامت مؤسسة الفكر العربى بالشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى فعاليات الملتقى الثقافى الخاص بإطلاق التقرير العربى الثانى عشر للتنمية الثقافية "الفكر العربى فى عقدين "2000- 2020"، ومناقشة المحورين السياسى والاجتماعى بالتقرير، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمتخصصين فى هذا المجال.
 
وفى إطار فعاليات اليوم الأول جاءت الجلسة الأولى بعنوان "جدليات الهوية والمواطنة وإدارة التنوع"، وأدارها الدكتور يوسف الحسن المدير العام السابق للمعهد الدبلوماسى الإماراتي، والذى تحدث فيها عن المتغيرات التى حدثت فى الفكر السياسي، طارحًا بعض الأسئلة عن المتغيرات سواء الدولية أو العربية، وكذلك إمكانية التفكير فى وجود "بجع أسود" فى حياتنا العربية، وأوضاعها بشكل عام، وإمكانية تحويل التحديات إلى فرص، وأشار إلى أن الحروب والصراعات هى فقط مجرد أحداث فى التاريخ، وما يجب الاهتمام به هو معرفة المستجدات من تلك الأحداث وأثرها على الشعوب والمجتمعات.
التقرير
 
وتحدث الدكتور على الدين هلال عن مواقف الفكر السياسى العربى فى مطلع القرن الحادى والعشرين، وتناول موضوع الهوية- الانتماء وإدارة التنوع الاجتماعي، وقال إن الهوية والانتماء وجهان لعملة واحدة، فالهوية هى شعور بالانتماء والارتباط، وهى الإجابة عن سؤال: من أنا وإلى أى جماعة أنتمي؟ ومن ثم هوية الإنسان وإدراكه لها تحدِّد أنماط وأشكال انتمائه، وعن إدارة التنوع الاجتماعى قال إن حدود أى دولة تجمع عدة انتماءات، فلا توجد دولة كل شعبها ينتمى إلى دين واحد أو هوية ثقافية واحدة.
السؤال الأهم فى تلك الحالة هو: كيف تدير الدولة كل هذا التنوع الدينى والثقافى والسياسى والاجتماعي؟ وأضاف أن ما حدث فى أمريكا مثلًا من صراعات على مر السنوات السابقة له علاقة وثيقة بالهوية، وكذلك ما يحدث فى منطقتنا العربية فحدث ولا حرج، ولكنه فى مجتمعاتنا له مسمى خاص وهو "الأقليات"، حتى فى تاريخنا العربى الإسلامى يسمى "الملل والنحل"، وأضاف أن ما يهمنا فى الهوية هو قضيتين: التعددية الاجتماعية وعوامل تسسيس الواقع الاجتماعي.
ثم تحدث الدكتور مصطفى الفقى عن الانقسامات والتفتيت للدول العربية، وقال إن الدولة هى معطاة تاريخية بدأت بالجماعة ثم القبيلة، وحدت بينهما اللغة ثم أصبحت دولة، وأشار إلى أهمية اللغة، فهى من وجهة نظره العنصر الأهم والأساسى فى تكوين الدول.
 
وعن الإسلام قال إنه براء من عدائه لفكرة الدولة، الإسلام "أممي"، كما يقولون، نعم.. ولكن ذلك فى الدعوة، وليس كرهًا أو ضد الاعتراف بفكرة الدولة، فليس هناك تناقض بين الأديان والأوطان، وعن الحملة الفرنسية قال إن لا أحد ينكر أنها أيقظت الشرق، فخلقت تواصلًا بين أفراد المنطقة الواحدة، وأثارت لديهم شغف الشعور بقيمة الدولة، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل، فإبان الدولة العثمانية كانت المنطقة كلها تحت الحكم العثماني، وكان التحدى الوحيد بعد سقوط الدولة العثمانية هو إقامة دولة وطنية، لذا أقول إن الدولة منحة معطاة تاريخية، وليست منحة من أحد.
 
وعن الوطنية قال إنها المطاف الأخير لفكرة الدولة، وعن مستقبل الكيانات فى المنطقة العربية تطرق للحديث عن الحركة الناصرية وقال إنها كانت عابرة للحدود، فلم يفرق عبدالناصر بين مصر واليمن على سبيل المثال، وهو ما كان يزعج الغرب كثيرًا، تمامًا كتجربة محمد على وفكره.
واختتم كلامه بأن الدولة هى الحصن والملاذ، فهى العاصم الوحيد، لذا يجب المحافظة على فكرة الدولة الوطنية.
 
ثم تحدث الدكتور معالى الدكتور طارق متري، رئيس جامعة القدّيس جاورجيوس فى بيروت، قائلًا إن السياسات والهوية، والتى تعرفها جيدًا بلدان كثيرة فى المنطقة يجب أن تفعل، فتفعيلها سيقودنا إلى درء مخاطر سياسات الهوية، فلا يكفى من وجهة نظرى الاعتراف بها، بل الأفضل والأنفع فى تلك المرحلة هو اعتماد سياسات الهوية، فهذا شيء مختلف تمامًا عن العلم بها، وأضاف أن معظم النزاع الطائفى والمذهبى فى المنطقة العربية سوف يتلاشى تمامًا أو على الأقل جزئيًّا بتوحيد المشتركات القومية على الأراضى الواحدة، وهى ما يعرف بقاعدة المواطنة.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة