"نصفك الإلكتروني" قصة جديدة للدكتورة فاطمة مصطفى

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 06:00 ص
"نصفك الإلكتروني" قصة جديدة للدكتورة فاطمة مصطفى فاطمة مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتاد كريم فى بدايات علاقاته بالجنس اللطيف أن يبادر بالسخرية من أنفه المفطوس لكى يفوت أى فرصة قد تستهوى الطرف الآخر لفتح باب السخرية منه، كان تصرفًا فى غاية الذكاء لأن الطرف الآخر غالبا ما كان يبادر بالمجاملة حين يقول أو بمعنى أصح تقول إن أنفه لا يعيبه فى شيء بل إن خصاله ومواصفاته الأخرى الحميدة تغطى على ذلك العيب البسيط.
 
كان كريم دائما يعزى هذا التصرف الذكى إلى نصائح أمه الذهبية والتى أدركت ذلك منذ طفولته عندما كان يتعرض للتنمر من أقرانه، كانت تقنعه بذكائها العاطفى الدفين أن يجاريهم فى الضحك ويستكمل السخرية من أنفه مرددا أنه يحتاج إلى نظارات للقراءة ولكن أباه لم يجد فى الأسواق منطاد أو بالون صغير لكى يساعده فى ارتكاز النظارات فوق أنفه، وهنا يضحك الجميع من الدعابة وبذلك يفوت الفرصة على جميع المتنمرين وضعاف النفوس للسخرية منه، وبمرور الوقت نسى أقرانه أنهم كانوا يطلقون عليه لقب " الواد الفلبيني.
 
كانت أمه دائما هى مصدر إلهامه وسعادته بالرغم من أنها كانت دائما تدفعه دفعا للزواج عن طريق الصالونات الذى كان يكره أى محاولة منها لمجرد التلميح له إلا أن ذلك لم يثنها عن تكرار المحاولات.
 
بمرور الزمن فشل كريم فى إقامة علاقة عاطفية ناجحة، حظه قليل، إذ قالت له حبيبته المصونة وبعد علاقة دامت أكثر من تسعة أشهر إنها لا تستطيع أن تخوض تجربة الزواج الكاملة الأركان والتى يتخللها حمل ورضاعة وإنجاب لأنها وبصراحة لا تريد أن تفقد الارتقاء فى وظيفتها المرموقة وكذلك لا تريد أن تفقد رشاقتها والأهم من كل ما تم ذكره تحججت بأنها لم تنشأ منذ نعومة أظفاره على حلم الأمومة واللعب بالعروسة، بل كان كل أملها منذ الصغر أن تصبح ناجحة فى عملها وتكون مشهورة.
 
حزن كريم كثيرًا وأكد لها أن حبه لها سيجعله يعمل ليلا ونهارا ليوفر لها "شغالة" مقيمة لكى تتفرغ هى لأحلامها وطموحاتها ولكن لم يفلح ذلك العرض المغرى فى إثنائها عن رأيها وبكت أمه ست الحبايب عندما قرر ان يتخلى عن حلمه فى أن يكون أبا لأطفال وبالتالى يحرم أمه من أن يكون لها حفيدا من ابنها الوحيد، بكت الحبيبة أو ربما تصنعت البكاء لتبرر تركها له بحجة حرصها على مشاعر وأحلام ست الحبايب وخرجت من العلاقة مثلما تخرج الشعرة من العجين.
 
بعد سنة ونصف من العلاقة التالية وبعد قصة حب ملتهبة يتخللها ذكريات جميلة فى العمل والسينمات وتجمعات الأهل والأصدقاء فجأة وبدون مناسبة راحت تسخر من أنفه ونظاراته المسكينة التى تسقط منه مرارا خاصة عندما ينحنى للأمام وأخذت تلح إلحاحا سخيفا فى أن يذهب إلى طبيب عيون لإجراء ليزك والاستغناء عن النظارات، رفض كريم معللا لها أنه متصالح مع مشكلته منذ طفولته ولكى يحايلها قال لها إن النظارات تخفى انفطاس أنفه على الأقل بنسبة ٢٥٪؜ ولكن وللأسف هيهات لم تقتنع.
 
قالت له أمه: مش قلت لك يا حبيبى البنت دى صغيرة ومش عارفة هى عايزة إيه وغير ناضجة ... هى إيه؟ هبلة ولا بتستهبل ؟ يعنى من سنة ونص ماخدتش بالها أن مناخيرك مفطوسة؟ ولا يعنى فجأة عدى عليها وابور ظلط وفطسها؟ قطيعة تقطع البت دى واللى زيها، معلش يا ابنى ما حدش بيتعلم بلاش.... التجربة دى حتعلمك تاخد بالك من موضوع فرق السن وتحسبه دايما فى اختياراتك بعد كدة.
 
عموما يا ماما أنا مش حاخد قرار سريع واتركها لأن أنا فعلا موضوع أنفى مضايقنى من صغرى، لذلك أنا لازم استشير دكتور جراحة تجميل
يا ابنى سيبها واخلص من سخافاتها وبعد كدة استشير جراح... أنا أكره أن ابنى يعمل عملية جراحية علشان خاطر أى مخلوق كان على وجه الكرة الأرضية
صح عندك حق بس أنا فعلا عايز أعملها
براحتك .. أنا عملت اللى عليا ونصحتك... أنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء
ماما... اعملى معروف بلاش إحباط
خلاص يا ابنى توكل على الله.. انت حر
 
بدأ كريم مشوار البحث عن جراح تجميل نابه وله نتائج جيدة ودخل على مواقع الانترنت لكى يقرأ تقارير المرضى ذوى عيوب الأنف والذين أجروا جراحات ناجحة عند طبيب بعينه وأثنوا على نتائجه فى جميع مواقع الانترنت... لم يستشر أمه وذهب إلى الطبيب وحده واستمع الى رأيه ثم صوره صور فوتوغرافية من ٦ جهات مختلفة ثم اختفى لمدة ربع ساعة وجاء معه ٦ صور أخرى لأنف كريم بعد التعديل المنشود... انبهر كريم ووافق فورا على إجراء الجراحة مع الأخذ فى الاعتبار أن الطبيب سوف يستعين بقطعة عظمية صغيرة  
 
لا تتعدى ٦سنتيميتر طولا و٢ سنتيميتر عرضا من قشرة عظمة الساق، وما شجعه وجعله لا يتردد هو أنه سيغادر المشفى فى خلال ٤٨ ساعة من إجراء الجراحة وطمأنه الطبيب انه سوف يعود الى عمله بعد اسبوع من الجراحة.
حدد الطبيب موعد الجراحة بعد أن أجرى له عدة تحاليل وأشعات وطلب منه يتوقف عن تناول أى مكملات غذائية او فيتامينات لها مفعول مضاد للأكسدة وكذلك المسكنات حتى لا تحدث مضاعفات مثل النزيف أثناء أو بعد الجراحة
استطاع كريم بصعوبة أن يحصل على إجازة مرضية لمدة أسبوع من عمله وقام بترتيب خطة محكمة مع احد اصدقائه لإقناع أمه أنهما فى مهمة عمل لمدة يومين فى أسوان حتى يتلافى أى محاولات منها لإثنائه عن عزمه فى إجراء الجراحة
 
استيقظ كريم يوم الجراحة مبكرا وغادر منزل الأسرة ومعه حقيبة تحمل كل أغراضه واتجه بمفرده إلى المشفى وكله أمل واطمئنان لأنه سوف يتخلص من صداع دام أكثر من ثلاثين عاما عندما أدرك وهو طفل بريء أن لديه عيب خلقى لا يد له فيه وأن هذا العيب ربما يؤثر على مستقبله مع الجنس الآخر
 
وقع كريم على استمارة "قبول عن اطلاع " على الأعراض الجانبية والمضاعفات للتخدير العام دون أن يجهد نفسه فى قراءة تفاصيل أى منها ولكن عندما تسلم نفس الاستمارة ولكن عن مضاعفات الجراحة بدأ يلمح بعضها دون أن يقصد فوجد أن الجراحة ربما تحتاج إلى تعديل مرة أخرى بعد عام خاصة إذا اصاب المريض صعوبة فى التنفس أو اعوجاج فى الحاجز الأنفى أو عدم تناسق بين جهتى الأنف أو احتقان دائم وربما متكرر أو عدم تناسق حجم فتحتى الأنف ...أو... أو... الخ.
 
لم يستطع كريم استكمال قائمة المضاعفات وخلع لباس المشفى واتجه فورا نحو مكتب إدارة المشفى لكى يسترد ما دفعه بعد خصم المصروفات واتجه بعدها نحو منزل الأسرة معترفا لأمه بالذنب الذى كاد أن يقترفه فى حق نفسه وبكت أمه لأنها شعرت بالفشل بالرغم من كل نصائحها التى كانت ترددها له منذ نعومة أظفاره ولكن مازالت قوى الشر الخارجية أعتى من ذكائها ودهائها فى تدريبها الطويل له على مواجهتها
 
شعر كريم بعد هاتين التجربتين أن لا مفر من زواج الصالونات وليدع قلبه جانبا ويستمع الى صوت العقل وتوصيات أمه وهنا كانت التجربة الثالثة حين وجد نفسه فى صالون بيتها الفخيم ورائحة الزهور من الحديقة التى يطل عليها الصالون، أعجب بأناقة البنت وأسرتها وشعر لأول مرة أنه يتضاءل أمام ترفهم ورغد عيشهم ولكن اطمأن كثيرا عندما قال ابوها " احنا بنشترى راجل"... ولكن للأسف بعد سنة اكتشف أنه لا يستطيع أن يتواصل معها لاختلاف ثقافتهما وانتقاده المتواصل لأصدقائها كما اكتشف أن الكيمياء بينهما مضطربة وأدب والدها الجم كان يجعله يتغاضى عن ذلك الاضطراب الكيميائي... انتهت العلاقة بشكل مؤلم وقالت له أمها" رضينا بالهم والهم مش راضى بينا"، كانت تلك العبارة هى الطامة الكبرى له بدأ يشعر بعدها ان حالته ميئوس منها.
 
أثناء انغماسه فى سيل الذكريات المؤلمة تذكر هشام صديق طفولته المقيم فى الولايات المتحدة والذى يشغل منصب مرموق فى جوجل فهو مطور برامج ومتمكن من هندسة الذكاء الاصطناعى والأهم من هذا وذاك أنه كان دائما مستشاره العاطفى أثناء فترة المراهقة والجامعة
 
واحشنى يا كريم.. أخبارك؟
زفت
اعوذ بالله
مش عارف اتجوز
هو فى أسهل من الجواز؟ ده حتى الحشرات بتتجوز.. وبعدين ده انت كنت فى الجامعة مقطع السمكة وديلها اوعى يكون فى عندك مشكلة صحية؟
لا مش للدرجة دى .. الصحة بمب والحمد لله وبعدين علاقات الجامعة دى كانت خالية من أى التزامات وكنا كلنا عيال
بس عندك ! !!!انت هنا فى ملعبي
مش فاهم ؟ تقصد ايه؟ حتبعت لى عروسة من أمريكا؟
وحياتك حا أجيب لك عروسة مصرية ابا عن جد بس احتمال ما تكونش قاهرية ممكن تكون من اسكندرية او من منطقة القنال ولو مفيش عندك مانع ممكن من الصعيد او الريف بس انت تؤمر
يا عم انت جاى تهزر؟
 
صدقنى أنا باتكلم جد أنا عندى بيانات جميع سكان الكرة الأرضية هنا فوق مكتبي
 
هو انت بتعمل نفس السيناريوهات دى علشان تتجوز ولا انت بتجرب في؟
 
يا عم فكك منى أنا عايش حياتى بادخل علاقات واخرج منها وازعل شوية لغاية لما الحظ يبعت لى واحدة تنسينى اللى قبلها وهكذا
 
أمرك عجيب صحيح... يعنى انت دلوقتى وصلت لسن٣٧ سنة ومش عايز تستقر مع واحدة تفهمك وتفهمها وتعملوا أسرة وأولاد
 
أكيد عايز بس أنا هنا باعمل زى بقية الأمريكان لغاية لما أوصل للعلاقة اللى تناسب ظروفى وتركيبتى النفسية والكيميائية والاجتماعية
 
أنا ما قدرش اعمل زيك لأن أمى ليل نهار تزن فى ودانى علشان اتجوز، وبعدين خلليك معايا فى مشكلتى ... ازاى جوجل يجوزنى ويجيب لى عروسة على الفرازة؟
 
مش جوجل هو اللى حيجيب لك العروسة... الذكاء الصناعى هو اللى حيختار العروسة عن طريق حاجة اسمها similarity matching  بالعربى الفصيح "مطابقة الاشباه".... يعنى جوجل عنده جميع البيانات الخاصة بجميع سكان الكرة الارضية الحاصلين على حسابات من جوجل سواء على الفيسبوك او تويتر أو غيره ... و عن طريق الذكاء الصناعى أقدر اعمل تطوير لبرنامج يدخل على جوجل يدرس جميع بروفيلات المصريات المقيمات فى مصر من أول الأعمار والميول والهوايات والتوجهات وحتى لو كذبت ممكن اكتشف ميولها الحقيقية من الليكات والشير والصور اللى بتنزلها على البروفيل وبعدها ابدأ استخلص منهم إذا كانت مطابقة لبروفيلك وميولك وهواياتك وليكاتك والشير وغيرها.... ومش بس كدة ده انا اقدر ارتب لك البنات بدرجات، ومين أكترهم ممكن يكونوا مناسبين وبعد كدة الأقل فالأقل
 
تصور انت فتحت لى سكة بيزنس من غير ما تشعر... أنا بافكر جديا ان احتكر الفكرة دى لصالحى وطبعا لو نجحت أكيد حاقول ان انت اللى أوحيت لى بيها ونسميها فى الدول العربية "الخاطبة الالكترونية" أما فى بقية بلاد العالم نسميها Electronic Matching dating
تخيل لو كل واحد فينا له نص حلو مخفى فى مكان ما فى العالم او حتى فى بلده وييجى واحد زى حالاتى يبعت له اسم وعنوان العروسة او العرايس المناسبين ومن غير غش او خداع لأن الذكاء الصناعى مالوش مصلحة فى إتمام الجوازة
 
بس كدة حيبقى مش نص حلو ده حيكون أنصاص حلوين كتير يعنى احتمال يكون عندى فى القاهرة لوحدها أكتر من 500 نص حلو، قول نحذف منهم ٥٠ حسابات مزيفة حيفضل ٤٥٠ على الأقل
 
نام كريم لأول مرة منذ سنوات قرير العين ومطمئنا أن الخاطبة الإكترونية سوف تبعث له "نقاوة عينها" كما يقولون فى الأغاني
 
الو حضرتك الانسة منة الخربوطلي
تمام
أنا كريم فريد، أنا منبهر بمحتوى بروفيلك على الفيسبوك واكتشفت أنك من القلائل اللى بتعملى تقريبا نفس الليكات بتاعتى ومش بس كدة ده الحاجات اللى انت بتشيريها عجبتنى جدا ...
معلش ماتآخذنيش .. هو انت صديق عندى على الفيسبوك
لا أنا مش صديق بس حضرتك حسابك مفتوح للجميع وبروفايلك لفت نظري
اشكرك على ذوقك ويا ريت تعمل لى طلب صداقة علشان نتعرف أكتر؟
أكيد اشكرك وإن شاء الله نتقابل قريبا
بعد شهر من المحادثات والتى تخللها لقاءات معدودة اطمأن كريم وشعر براحة وانسجام إلى ان جاء اليوم الذى انفجر فيه عندما وصل منزله وصاح صارخا "يا خيبتك يا اخيب عريس "، الله يخرب بيتك يا هشام ازاى ماخدش باله ثم اسرع نحو تطبيق بوتيم ليحادث صديق العمر
الله يسامحك .. أول عروسة مسيحية .... فالح بس تقول لى انك عليم بأحوال البشر أجمعين على سطح الكرة الأرضية
 
معقولة ؟ إلا ما كان فى صورة للمسيح أو كنيسة أو حتى صليب واحد يوحد ربنا على بروفايلها ....مش عارف أعمل لك ايه انت اللى نحس.. ثم ايه المشكلة يعنى ؟ انت راجل والشرع حلل لك ان شالله حتى تتجوز يهودية.
 
ومين قال لك ان انا زعلت؟ انا لما عرفت بالصدفة ان نص اكليل اخوها قى الكنيسة فرحت وقلت لها ان دى فرصة ممتازة علشان اتعرف على اسرتها، ومن هبلى رحت اشتريت ورد وخاتم وركعت على ركبة ونص وسبلت لها بعيونى المفعصين وقلت لها ... تتجوزينى يا منة ؟وبعدها سمعت الرفض المذيل بالأصول والتقاليد والمجتمع والكنيسة والأسرة، وإن انا انسان عظيم ومفيش بنت تقدر ترفضنى و بقية الديباجة اللى انت عارفها... وخد عندك ياسيدى ... قالت لى انها من اول يوم عرفت ان انا مسلم من اسم جدى واستمرت العلاقة على اساس انها صداقة جميلة ومحببة لها ....المصيبة انها تانى يوم الموقعة المشئومة دى نشرت صور الكنيسة والعروسين والاسرة على الفيسبوك..يعنى لو كنت انت اتأخرت شهر قبل ما تشغل الحاج جوجل وتسلط عليه الذكاء الاصطناعى بتاعك كنت اكيد حتستبعدها من اللستة او حتى تخلليها فى ديل القائمة وتوفر عليا المشاوير والتكتيك والورد والخاتم وركبتى اللى وارمة من ساعتها
 
خلاص يا عم ماتزعلش نفسك .. ايه رأيك انا حادخل مرة تانية على تطبيق" مطابقة الاشباه " وحاشوف لك عروسة لها نفس المواصفات اللى عجبتك فى منة بالظبط وعلى هذا الأساس حيكون الاختيار اسهل والعدد المتاح أقل بحيث انك ماتفوت فى التجربة دى اكتر من خمس او ست مرات بالكتير ... ومش بس كدة ...لو عايز مواصفات اكتر متميزة فوق صفات منة ممكن يكون الاختيارات المتاحة اقل وبكدة حتفوت فى التجربة بالكتير مرة او مرتين بدل من ٦ مرات ايه رأيك ؟؟؟
 
لا ياعم شكرا انا قررت اسيبها على الله ونصيبى لسة فى الطريق... الله الغنى عن "مطابقة الاشباه" بتاعتك، انا عندى اهون عليا أقول لأمى تشوف لى خاطبة بحق وحقيقى تشوف لى نصفى التائه وبلاها الخاطبة الالكترونية بتاعتك تصبح على خير.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة