يوم مش عادى قصة قصيرة لـ نورا طارق

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 09:00 ص
يوم مش عادى قصة قصيرة لـ نورا طارق نورا طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت فيروز تغنى "كيفك أنت" فى الراديو وعندما بدأت تقول "كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد.." شعرت سماح بالضيق وهى تعد قهوتها الصباحية، حيث أثارت كلمات الأغنية مشاعر الحنين بداخلها للحبيب الهارب حسين ابن الجيران وصديق الطفولة وزميل الجامعة الذى قطع معها وعد بالزواج ولكن بعد عودته من أمريكا وحصوله على درجة الماجستير بعد حصوله على بكالوريوس فى الهندسة المعمارية،  فوجئت بعد خمس سنوات من سفره بأن والدته أخبرتها بأنه تزوج أمريكية وأنجب منها طفل وإنه لم يجرؤ على إخبارها بهذا فى خطاب لها ويبلغ باعتذاره عن حنث وعده لها وإنه طلب من والدته أن تعيد لها هداياها .
 
بكت سماح ولم ينتشلها من بئر الذكريات الذى غرقت فيه سوى مشمش القط الأسود ذو العيون الزرقاء الذى قابلته صدفة وهى تسير فى الشارع تفكر فى حياتها بعد إبلاغ والدة حسين لها بإنفصاله عنها حينها خرجت سماح للشارع تسير فى الطرقات لتفكر فى غدر حسين لها وعندئذ لفت نظرها مواء قط أسود كبير الحجم ينظر إليها بحنان وكأنه يطالبها بأن تنتشله من حياة الشارع فأحبته سماح من أول نظرة واصطحبته معها وأطلقت عليه اسم "مشمش".
 
انتشلها مواء "مشمش" من تفكيرها فى حسين، وقالت له :" مشمش..حاضر من عينيا أكلك جاهز أهو" ثم وضعت له الصحن الصغير الملىء بطعامه المفضل وهو الدراى فود.
 
واكتشفت سماح أن القهوة "فارت" أثناء غرقها فى بئر الذكريات وأعدت واحدة غيرها ثم جلست على المقعد المقابل للمنضدة لتحتسى القهوة وتفكر فى حياتها بعد عيشها لوحدها بعد وفاة والدتها ووالدها، ولكنها اعتادت الوحدة وتأقلمت معها حتى إنها اكتفت لم تتزوج رغم بلوغها عمر الأربعون عاماً، واكتفت بحياتها المهنية وهو عملها معلمة فى مدرسة إبتدائية لتتعامل مع الأطفال الذين تعتقد إنهم عوضوها شعور الأمومة ثم تعود إلى منزلها لتمارسها حياتها كسيدة عجوز اكتفت من متع الحياة.
 
وبينما وهى شاردة فى فنجان القهوة الذى تحتسيه صباح يوم عطلتها الأسبوعية، سمعت حركة خفيفة وكأن شخص ما دخل من باب منزلها، مما جعلها تشعر بالخوف والترقب وسحبت سكيناً وسارت على مهل حتى فوجئت برجل طويل ملثم ويرتدى زى أسود ومعه رجل آخر يرتدى نفس الزى، وسارع أحدهم فى الإمساك بها محذرها بألا تصرخ وألا أفقدها حياتها وسحبت على الفور السكين منها، وقالت لها: بقولك إيه بهدوء ومن غير شوشرة، قوللنا على مكان الدهب والفلوس اللى عندك فى البيت بسرعة.
 
خوف سماح جعلها تتلعثم فى الكلام وقالت له: مفيش حاجة فى البيت لا دهب ولا فلوس، والله مرض ماما الله يرحمها خلانى صرفت كل اللى ورايا واللى قدامى.
 
رد الملثم غاضباً: شكلك كده هتتعبينى معاكى، بقولك هاتى الفلوس والدهب بسرعة.. ثم وجه حديثه للص الآخر، وقال له: بقولك إيه أدخل أنت فتش البيت كويس ونشوف هى صادقة ولا كدابة.
 
وسحبها الملثم وأجلسها على مقعد وربطها بحبل متين وحذرها من الصراخ للاستنجاد بالجيران، ثم عاد الملثم الآخر وقال : مفيش لا دهب ولافلوس خالص.
 
وقال الملثم الآخر: إيه النحس ده.. ثم وجه حديثه لسماح وقال لها: قوليلى ملكيش قرايب يدفعوا فدية كتير.. قالت سماح : لا معنديش
 
ووجه لها الملثم سؤالاً آخر: طب مفيش حاجة أنتيكة عليها القيمة نقدر ناخدها نبيعها ونسيبك.. وردت سماح وهى تبكى وقالت : لا مفيش.
 
وقال الملثم: ولا شايلة حاجة فى البنك حتى.. وردت سماح :لأ.
 
ولطمها الملثم فى وجهها حتى أسقطها على الأرض، وبدأت تبكى بشدة وفمها ينزف دم من شدة اللطمة وتنظر للقط مشمش الذى أخذ ينظر إليها ويموء، ثم قال الملثم للص الآخر: خلص على القط ده مش ناقصة دوشة لحد ما نشوف آخرتها معاها.
 
وعندما اقترب الملثم من القط وجده ينظر إليه بغضب شديد وتحول لرجل ضخم بزى محارب وأخذ يضربه ويضرب زميله وهما فى حالة ذهول مثلما كانت مندهشة سماح من تحول القط واستطاع أن يربطهما ثم ساعد سماح على التخلص من قيودها واسعفها وبدأ يقص عليها حكاية تحويله لقط حيث قال:" أنا كنت رجل محارب قديم فى الهند وعمرى دلوقتى 300 عام وكنت فى شبابى دائماً بسعى لمساعدة المحتاجين و كنت محبوب من الناس، وكان ليا أعداء من الأشرار واللى واحد منهم استعان بساحر وحولنى لقط أسود يفضل عايش للأبد عشان يذلنى لحد ما لقانى رجل طيب خدنى وسافر بيا لهنا وقعدت معاه فى بيته واحتوانى زى ابنه، ولما مات ولاده رمونى فى الشارع وكنت بحاول أعيش على بقايا الأكل لحد ماقابلتك وخدتينى معاكى وحسيت بطيبة قلبك وقد إيه كنت ضحية الظروف وحبيب ندل، كنت دايماً أحاول أقولك على الحقيقة بس كنت خايف تصابى بهلع لحد ما اضطريت اظهر عشان أدافع عنك ودلوقتى لازم تقومى تبلغى البوليس عشان الحرامية دول ياخدوا جزائهم وأنا هرجع دلوقتى لقط ولما تحتاجينى هتلاقينى دايماً جنبك.
 
 وتحول مشمش لقط مرة أخرى، وحاولت سماح أن تستعيد قواها واتصلت بالشرطة التى سرعان ما جاءت وألقوا القبض على اللصان وبعدما أنهت سماح التحقيق فى قسم الشرطة وعادت منزلها استقبلها شمشون القط بابتسامة وقالت له :شكراً يا شمشون.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة