صناعة البوليستير المعاد تدويره تحمى البيئة وتوفر 2 مليار دولار سنويا.. خبراء: لدينا 11 مصنعا تنتج يوميا 300 طن تصدر للخارج.. الأمم المتحدة تدعم مبادرة تصنيع الملابس من الريسايكل بمشاركة 120 بيت أزياء عالمى

الثلاثاء، 04 يوليو 2023 06:00 م
صناعة البوليستير المعاد تدويره تحمى البيئة وتوفر 2 مليار دولار سنويا.. خبراء: لدينا 11 مصنعا تنتج يوميا 300 طن تصدر للخارج.. الأمم المتحدة تدعم مبادرة تصنيع الملابس من الريسايكل بمشاركة 120 بيت أزياء عالمى  غزل ونسيج- أرشيفية
تقرير - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر البوليستر الريسيكل منتج صناعى من المخلفات، كما يعتبر مفيد جدا لحماية البيئة وسط مساعى للتوسع في الصناعة من البوليستر الريسيكل ، بدلا من البوليستر الفيرجن المصنع من مشتقات البترول، وتحرص منظمة الأمم المتحدة على سرعة زيادة إنتاجه، وكلفت بيوت الأزياء العالمية بتصنيع ملابس منه، لتأثيره القوي علي تقليل التلوث والانبعاث الحراري، و تبدأ صناعته من الزجاجة البلاستك أو PET، وذلك من خلال عدة مراحل .

في الوقت نفسه تسابق دول العالم الزمن للتحول بشكل كبير نحو الاقتصاد الأخضر في كل المجالات خاصة الملوثة للبيئة، والتي تساهم في نسب عالية من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، حيث أن 5 زجاجات بلاستيك، يمكنها تصنيع تي شيرت، وبدأت بعض الشركات العالمية التصنيع في هذا المجال ويتم كتابة هذا الشعار .

 هذا التوجه العالمى يتطلب ضرورة التوسع في تصنيع البوليستر الريسيكل في مصر، تزامنا مع تطوير مصانع الغزل والنسيج بتكلفة 31 مليار جنيه، ولا سيما أن مصر بها كميات مخلفات كافية لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير الخارجي؛ ما يوفر سنويا نحو  مليار دولار بخلاف مليار دولا أخرى يمكن إضافتها كصادرات  .

وحول تفاصيل الصناعة كشف أشرف بدوى الخبير الاقتصادى، أن مصر تستورد  أقطانا قصيرة بمبلغ يعادل 564.44 مليون دولار؛ لتوفير الخامات لمصانع الغزل والنسيج، بجانب استيراد شعيرات بوليستر، أو ما يسمي ال filament ،بما يعادل  993.13 مليون دولار ، وشعيرات بوليستر قطنيه أو ما يسمي staple  بمبلغ  773.38 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى أقمشة الكروشيه التي تصل 263.420 مليون دولار، بالإضافة إلى إكسسورات الملابس الجاهزة التي تصل إلى 172.9  مليون دولار .

أشرف بدوى: لابد من التوسع في تصنيع البوليستر الريسكيل كبديل عن المستورد
 

أضاف المهندس أشرف بدوى لـ"اليوم السابع" أنه لابد من التوسع في تصنيع البوليستر الريسكيل كبديل عن المستورد ، لا سيما أن إجمالى وارداتنا من مدخلات وخامات صناعة الغزل والنسيج والملابس ،تصل سنويا لنحو 3 مليارات دولار، وبالتالي من المهم التركيز على تدشين مصنع بوليستر، سواء بوليستر عادى أو بوليستر ريسيكل؛ لتوفير الاحتياجات المحلية لمصانع الغزل والنسيج الجديدة ،وكذلك لمصانع القطاع الخاص كبديل مناسب عن الاستيراد في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية ، معتبرا أن وزارة قطاع الأعمال العام من خلال الشركة القابضة للغزل والنسيج منوطة بدراسة تدشين مصنع البوليستر ؛لتوفير الخامات لمصانعها لضمان خفض تكاليف الإنتاج  وضمان تحقيق قيمة مضافة للصناعة.

كشف أن مصنع البوليستر لا يتعد رأسماله 23 مليون جنيه وإنتاجه اليومي يتعدى الـ 60 طن بوليستر شعيرات من المخلفات، لكونه مطلوبا محليا وعالميا وصديق للبيئة، وذلك تزامنا مع التوسع في زراعه القطن قصير ومتوسط التيلة شرق العوينات لا سيما ان دول العالم تزرع الصنفين من الأقطان الطويلة والقصيرة.

وأضاف أنه فيما يتعلق البوليستر يمكن تصنيعه محليا عبر البوليستير الريسيكل وهذا سيكون كمثل ضرب عصفورين بحجر واحد فالبوليستر الريسيكل يحمى البيئة بشكل كبير ويدعم مفهوم الاقتصاد الأخضر، لأنه يتم تصنيعه من زجاجات المياه، بدلا من القائها في الشوارع والمياه ولا يحتاج لطاقة كبيرة وغير ملوث للبيئة تماما، بل ويساهم في حماية البيئة وبالتالي يمكن تصنيعه محليا وتوفير نحو 2 مليار دولار قيمة فاتورة البوليستر سنويا .

 وأشار إلى أن هذا الأمر ليس صعبا خاصة أن تصنيع البوليستر الريسيكل لا يحتاج إلى تقنيات عالية ، بل مصانع صغيرة  وهى موجودة في مصر وتحتاج إلى جمع الزجاجات وتنظيفها، ثم تكسيرها وتصنيعها خيوط وتصنيع الملابس منها او خلطها بالأقطان ، لافتا ان هذا التوجه سيساعد مصر أيضا على الحصول على دعم دولى، ولا سيما أن الأمم المتحدة تدعم مبادرة تصنيع الملابس من البولستر الريسيكل، وهناك نحو 120  بيت أزياء يصنعون بالفعل الملابس من البوليستر الريسيكل بدلا من البولسستر الفيرجن كما يتوافق مع تنظيم مصر لقمة المناخ مؤتمر الاطراق cop 27  في مدينة شرم  الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل  .

 

وحول عدد المصانع القائمة أشار إلى أن مصر لديها أكثر من 11 مصنعا للبوليستر الريسيكل، وهو البديل للبوليستر الفيرجن وتنتج يوميا ما يعادل 300 طن بوليستر ويتم تصديره بالكامل للسوق التركي، لافتا إلى أن العديد من دول العالم اتجهت حاليا نحو استخدام البوليستر الريسيكل  لأسباب كثيره جدا، منها نسبه التلوث الكربوني أقل 35%، وتلوث التربة .

 

وقال أشرف بدوى إن هناك كميات من مخلفات البلاستيك غير المستغلة في مصر، ومن المهم الاستفادة منها أولا لحماية البيئة، وثانيا لتدعيم مشروعات الاقتصاد الأخضر، وثالثا لحماية الأراضي الزراعية والأنهار والمحيطات من مخلفات البلاستيك  .

وأوضح أن استيراد البوليستر يكلف 44 جنيها، وتصنيعه محليا يكلف 28 جنيها، وبالتالي من المهم تصنيعه محليا وادخاله ضمن منظومة تطوير شركات ومصانع الغزل والنسيج الجديدة، كاشفا أن الإنتاج العالمي للشعيرات أو fibres  ، ارتفع من 58 مليون طن سنه 2000 إلي 109مليون طن مترى، ومتوقع ارتفاعه الي 154 مليون طن متري حتي سنه 2030 ، حيث كانت نسبه البوليستر الريسكل، أو مايسمى اختصارا  rPET  المستخرج من الزجاجات البلاستك من 2017 إلي 2019  كانت 13.7%،وصلت سنه 2020 إلي 14.5%  .

وكشف إن تصدير البوليستر الريسكل للسوق التركي بنسبه تتعدي 70% ، ونحن نستورده غزول وأقمشةمن السوق التركي والصيني وجميع دول شرق آسيا ، فلماذا لا نستغل هذا الكنز الذهبي كما قالت فرنسا ودول أوروبا بأن مصر تعوم فوق منجم من الذهب ، اسمه المخلفات البلاستيكية أو الـPET.

هشام العوضى يؤكد أهمية البوليستير لصناعة الغزل والنسيج
 

 من جانبه يرى الخبير الاقتصادى هشام العوضى أن صناعة الغزل والنسيج العريقة وكثيفة العمالة ، من الصناعات متعددة المجالات و منها صناعه الألياف الصناعية كالبوليستر والاكريلك  ،و غيرها خاصة صناعة البوليستر الذي يصنع من مشتقات البترول ، لافتا أن صناعة البوليستر  لها اتجاهين ، الاتجاه الأول و هو تصنيعه في صورة فيلامنت filaments ،وهي شعيرات مستمرة تخرج من "فونيات" ثم تتحول الي صناعه غزول كما يسمي تسويقيا textured ، والتي كان ينتجها مصنع الحرير الصناعي بكفر الدوار، وبالتالي من المهم إعادة تشغيله مره أخري بكامل قوته بالإضافة للقطاع الخاص .

وأضاف هشام العوضى أن هذه النوعية تدخل في صناعه المفروشات التي تدخل بصناعة الموبيليا والستائر والسجاد ، موضحا أن  الاتجاه الأخر هو تقطيع filament  إلي شعيرات بطول القطن أو الصوف ،و تدخل كمخلوط مع هذه النوعية من الألياف الطبيعية أو تشغيله بدون خلط لتعطي بعد أخر في ملمس القماش و كما يدخل في صناعه خيوط الحياكات حيث يعتبر صناعة البوليستر الشعر عمود أساسي في صناعة الملبوسات ، سواء للتصدير أو السوق المحلي.

وأشار إلى أن السوق الأمريكي يفرض ضريبة جمركية علي الملبوسات الصينية و الهندية المصنوعة من البوليستر في حين أن الملابس المصرية معفاة من أي جمارك نظرا للاتفاقية التجارية مع أمريكا الكويز ،وكذلك صادرات مصر إلى السوق الاوروبي كذلك .

دوليا هناك توصيات واقتراحات من الأمم المتحدة بالوصول إلي إنتاج  بوليستر ريسيكل rPET   بنسبه 45% من إنتاج البوليستر، وسيصل إلي 90% في 2030 .

وطالبت الأمم المتحدة بالأسرع في إنتاج البوليستر الريسكل حفاظا علي البيئة، وتقليل الانبعاث الكربونية، والمحافظة علي الأراضي الزراعية ، وعلي البيئة الطبيعية والمحيطات، حيث يتم إلقاء بما يعادل 8 ملايين طن مخلفات، بالإضافة إلي وجود 158 مليون طن مخلفات بالمحيطات، كما التهمت الطيور والزواحف البحرية  60% من تلك الملوثات .

  وأسند برنامج الأمم المتحدة لـ 100شركه من بيوت الازياء المشهوره، عمل وعرض ملابس من البوليستر الريسكل، وتحمل هذا الشعار .

زينب حسان :  تدشين مصنع بوليستر يقلل بشكل كبير من وارداته من الخارج  
 

 

أكدت الدكتورة، زينب حسان، استشارى صناعة الغزل والنسيج، أن البوليستر جزء أساسى من صناعة الغزل والنسيج، وبالتالى من المهم التركيز عليه، تزامنا مع خطط التوسع فى زراعة الأقطان القصيرة شرق العوينات، دون التأثير على جودة وسمعة القطن المصرى طويل التيلة، والحرص على تحسين سمعته عالميا، لا سيما فى ظل المنافسة الصعبة .

أضافت زينب حسان لـ"اليوم السابع" أنه لا بد من تدشين مصنع بوليستر، بجانب المصانع التى يتم تدشينها للغزل والنسيج والملابس، لمعرفة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج ،والتى تعرضت لعملية تأخير فى التنفيذ، مما زاد التكلفة التقديرية لها من 23 مليار جنيه لنحو 31  مليار جنيه .

 وأشارت إلى أن تدشين مصنع بوليستر يقلل بشكل كبير من وارداته من الخارج، مع السعى لتصنيع البوليستر الريسيكل لحماية البيئة ولا سيما أن هناك توجه عالمى كبير فى هذا المجال، كبديل عن الاستيراد وتوفير العملة الصعبة مع السعى لتسويق المنتجات الجديدة من المصانع التى تأخر تنفيذها نحو عامين سواء فى المحلة أو كفر الدوار أو دمياط .

وأوضحت أن صناعة الغزل والنسيج من الصناعات التى تحتاج دعاية كبيرة لضمان تواجد المنتج، مع ربطه بجوده وقيمة القطن المصرى طويل التيلة، والذى ما يزال يحمل اهتماما عالميا به أكثر من قطن البيما الأمريكى نفسه، وهذا سيكون سر تفوق صناعة مصر مستقبلا فى هذا المجال .

وحسب تقرير إداره المشروعات الصناعية سنه 2006 فإن كميه المخلفات الصلبة 16مليون طن سنويا منهم نفايات بلاستك سنويا تقدر  970 ألف طن سنويا بنسبة 6% من إجمالي البلاستك، حيث يتم فقط إعادة تدوير 30% فقط، والباقي يتم دفنه في الأراضي الزراعية وغيره وتلويث  البيئة، ولو استغلت مصانع الغزل تلك الكمية محليا وتصديرها غزول وغيره يتوفر مليارات للدولة ، بدلا من تصديره للسوق الأوربي وتركيا.

وتتضمن  خطوات تصنيع البوليستر الريسيكل، أولا وجود خطوط غسيل وفرز ومعالجة للزجاجات البلاستك ثم تكسيرها الي أجزاء صغيره تسمي شيبسي او chips وعددهم 700 كساره وتنتج حوالي 262 الف طن سنويا  والكسارات منتشرة بربوع مصر منها 5% تعتبر رسميه والباقي غير رسميه ، كما   تعتبر زجاجه المياه المعدنية مثاليه لإنتاج بوليستر مستواه عالي الجودة  وهو منتشر بربوع مصر والقري السياحية والشواطئ.

وأشار إلى أهمية تبنى مشروع تطوير مصانع الغزل والنسيج  بقطاع الاعمال العام ، هذا التوجه وإنتاج البوليستر الريسيكل  وتحديث ماكينات الصناعة ، وفتح مصانع لخطوط تكسير وتنظيف تلك الزجاجات وتكسيرها بالمدن الساحلية وخلق فرص عمل وهي  لا تحتاج الي رؤس أموال ضخمه وصرف المليارات من خزانه الدولة علي مشاريع ومجمعات استمرت لسنوات ولم تعمل حتي الآن .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة