د. داليا مجدي عبد الغنى تكتب: لا تدعه يتحدث عن نفسه

الجمعة، 21 يوليو 2023 03:52 م
د. داليا مجدي عبد الغنى تكتب: لا تدعه يتحدث عن نفسه د. داليا مجدي عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في يوم من الأيام كنت أتحدث مع أحد الشخصيات المُقربة إلى نفسي، وقررت أن ألعب معه لعبة الاختبارات النفسية والتي أحتفظ بها في كتاب عزيز لدي، لأنني استحوذت عليه من مكتبة أبي وأنا في المرحلة الإعدادية، ولازالت أقتنيه حتى الآن وأعتبره من كنوز مكتبتي، بسبب دقة تحليلاته النفسية، والحقيقة بدأت أطرح الأسئلة، وفي نهاية الاختبار أجمع الأرقام على الأجوبة، وتظهر لي نتيجة التحليل، وكم كانت هذه اللعبة مُمتعة بالنسبة لي للغاية، ولكن ما كان يُسبب لي بعض الضيق، إحساسي بعدم استمتاع تلك الشخصية بهذا الأمر، ولأنني وبحكم تركيبتي الشخصية لا أشعر بالمتعة المنفردة بدأت أمل من هذا الإحساس، ولكنني لم أبوح به للطرف الآخر، ربما لرغبتي في استكمال لعبتي، إلى أن فوجئت بتلك الشخصية وهي تُباغتني بعبارة: "حاولي أن تعرفينني من سلوكياتي وتصرفاتي، وتحكمي عليَّ من مواقفي معكِ، وليس من خلال إجابات على أسئلة معدة سلفًا".

وأعترف أنني شعرت بالضيق حينها، لأنني لن أستكمل اللعبة، التي أعتبرها ممتعة للغاية، خاصة وأنني لا أفضل فرض المواقف على الآخرين أو تلقينهم ما يجب أن يشعروا به، فأغلقت الكتاب وبداخلي إحساس بالخيبة، كالطفلة التي تُنحي لعبتها جانبًا رغمًا عنها، بسبب رفض الطرف الآخر مشاركتها في اللعب بها.

وأعدت الكتاب في مكانه في المكتبة، ومرت الأيام ونسيت الأمر برمته، لأنه لم يكن على قدر من الأهمية التي تستدعي تذكري إياه، ولكنني الآن أنحني لتلك الشخصية احترامًا، لأنني اكتشف أن الأسئلة وأجوبتها ووتقييها، هى فى الأساس عمل بشرى مهما كانت درجة تخصصه، فهو وضعها وفقًا لأحكامه الشخصية، ولأن الأسئلة كثيرًا ما لا يكون لها إجابة عند المتلقي، لأنه ربما لم يتعرض للموقف الذي يُطلب منه أن يُجيب عليه بصراحة، في حين أنه لا يوجد في الاختيارات عبارة "لم أتعرض لهذا الموقف من قبل، أو لا أعرف"، فهو مُلزم بالرد في كل الأحوال، وعندما تعاملت مع هذه الشخصية بحكم الأيام والمواقف والظروف، تيقنت أن التحليل وفقًا للاختبارات كان سيظلمها كثيرًا، لأنها أروع وأرقى في مواقفها من كل نتائج التحليلات.

وعليه، تعلمت درسًا هامًا، وهو ألا تحكم على إنسان من خلال حديثه عن نفسه، أو تحليله لشخصيته، أو إجاباته على أسئلة معدة مسبقًا، ونتائجها مقررة سلفًا، بل دع المواقف والسلوكيات والتصرفات هي التي تُجبرك على تحليل شخصيته بمنتهى الموضوعية والحيادية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة