العدل هو أن يتعامل الناس مع بعضهم بإنصاف دون انحياز شخص لآخر مها كانت درجة القرابة، أو الصداقة، أو المحبة، ومن الطبيعي أن يشعر الأطفال بالظلم منذ صغرهم، على الرغم من أنهم لا يعرفون ما يشعرون به لعدم قدرتهم على التعبير، فكيف نسعى أن نعلم أطفالنا العدل ونحن غير عادلين، فتقول الدكتورة سلمى أبو اليزيد استشاري الطب النفسي لـ"اليوم السابع" إن الخطوة الأولى في تعليم هذا السلوك للطفل أن نكون قدوة له، وهذه خطوة سهلة يمكن القيام بها في شهر رمضان.
كيف يكون طفلك عادلا في أربعة خطوات؟
وأكدت استشاري الصحة النفسية أننا عندما نكون عادلين يكتسب منا أطفالنا هذا السلوك، فتقاسمون ألعابهم مع أخواتهم وأصدقائهم، ولا يبخلون عن أحد بمعلومه تحتاجه، ويتعلمون الأنصاف عندما يرونك تعدل في الحكم بين الآخرين.وأضافت أن الطفل يبدأ بالشعور بهذا بين السن أربع إلى عشر سنوات، حيث يعرف التمييز بين الخير والشر، ويعتقد أن كل ما يريده فقط هو العدل، ويبدأ أن يتعلم عندما يمر بالكثير من المواقف، وتغرس في الأم الكثير من الصفات وأهمها الصدق، فمن بعدها يبدأ الطفل في الإدراك بأن لا مانع من أن مصالح الآخرين لا تتوافق مع مصالحة الشخصية.
التربية
وأكدت أن من الضروري جلوس الأم مع أطفالها سويا عندما توجه لأحدهما النصائح، حتى يعلم أن تلك النصيحة يجب أن يلتزم بها الجميع وليس شخصا بعينه، كما أنها يجب توزيع المهام المنزلية عليهم بالتساوي وحسب قدراتهم فمثلا الكبير يقوم بتجهيز الطعام معها والصغير يقوم بترتيب الألعاب، وليس تفضيل طفلاً عن الأخر، وأكدت أن هناك عدة طرق لتعليم الطفل العدل، ومنها:
التعلم باللعب
يمكنك الاستمتاع مع طفلك باللعب أو عن طريق الاستماع إليه بإنصات والتواصل معه، ومن أهم قواعد أي لعبه تقومون باللعب بها سويا أن يكون هناك قواعد يجب الالتزام بها مهما حدث، منها أن يكون لها وقت محدد، والاستمتاع بالفوز أو الخسارة، وتحمل عواقب الخسارة مثل الفوز.
العدل
السماح لهم بارتكاب الأخطاء
لا يحب الإباء أن يروي أطفالهم يقومون بارتكاب الأخطاء، وهذا ما يجعلهم يغضبون لهذا الأمر، ولكن من الحكمة أن تترك طفلك يجرب وبخطأ حتى يأخذ الثقة في نفسه، ويتعلم الاستفادة من أخطأه، ولكن هجومك عليه وقت الخسارة أو الفشل يجعله صعبا أن يقبل الخسارة.
التعبير عن المشاعر
تقول استشاري الصحة النفسية، إنه من أولى الخطوات التي تساعد الطفل في أن يكون عادلا هو أن يعبر عن مشاعره، وخاصة عندما يتعرض لموقف محبط وغير عادل، فسوف يساعده التعبير عن الغضب بشكل هادئ في التعامل فيما بعد بهدي والتفكير جيدا قبل أن يصدر حكم على أحد.
رمضان بيعلمنا
إن تكون عادلا
من أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها مع الطفل لتعليمه العدالة، هي أن تكون أنت نفسك عادلا مع الأشخاص والمواقف التي تتعرض لها أمام الطفل، مؤكدة أن الطفل يشعر بالعدل عندما تكون هناك قوانين وقواعد، إذا التزم بها شخص يكافأ وإذا أخطأ آخر يعاقب، فهذا هو العدل الواضح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة