سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28 أبريل 1936.. وفاة الملك فؤاد يجدد الحديث عن محاولات إيطالية لتنصيبه ملكا لألبانيا وطرابلس وعرض سورى للجمع بين حكم مصر ودمشق

الجمعة، 28 أبريل 2023 12:34 م
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28 أبريل 1936.. وفاة الملك فؤاد يجدد الحديث عن محاولات إيطالية لتنصيبه ملكا لألبانيا وطرابلس وعرض سورى للجمع بين حكم مصر ودمشق الملك فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الواحدة والنصف ظهر 28 إبريل، مثل هذا اليوم، 1936 حين توفى الملك فؤاد، بعد 19 عاما حاكما لمصر، بدأها سلطانا خلفا لأخيه حسين كامل فى 10 أكتوبر 1917، ثم تحول إلى ملك فى 14 مارس 1922، وفى 29 إبريل 1936 صدرت جريدة الأهرام، بصورة كبيرة له بالصفحة الأولى بعنوان «مات الملك»، وبجوارها صورة بنفس الحجم لابنه فاروق بعنوان «عاش الملك»، وكان فاروق فى لندن يتلقى تعليمه ولم يكن قد عاد منها إلى القاهرة ليودع والده فى لحظاته الأخيرة.
 
صدرت الصحف المصرية بملفات خاصة عن الفقيد، وفى 3 مايو 1936 صدرت مجلة «آخر ساعة» بموضوعات مختلفة، كان أكثرها إثارة مقالا طويلا بدون توقيع، لكن يبدو أن كاتبه هو محمد التابعى صاحب المجلة، وعنوانه «الملك فؤاد والعرش فى طرابلس وألبانيا وسوريا»، ويكشف فيه قصة محاولات تنصيبه ملكا على هذه البلاد، اثنان منها قبل أن يصبح حاكما فعليا لمصر، والثالث بعد أن أصبح ملكا عليها.
 
يبدأ المقال قائلا: «لم يكن يخطر فى بال أحد ولا فى بال الأمير فؤاد نفسه أن صاحب السمو النجل الثالث للخديو إسماعيل سوف يتربع فوق عرش مصر، فقد كان يحجب هذا الأمل شقيقان يكبران سموه، أولهما توفيق والثانى حسين كامل، وورث توفيق الملك بعد أبيه إسماعيل، فلم يبق من أمل فى العرش لفؤاد ولا لحسين، إذ كان لتوفيق ولد يرث الملك بعد أبيه وهو عباس حلمى، ولكن فؤاد لم يكن يسعى إلى عرش مصر بل تسعى إليه عروش، وكان الأمير ذو الأمل الوثاب يجد من يرشحونه للملك حتى فى أوروبا».
 
يذكر المقال: «لعل أول عرش رشح له الأمير فؤاد هو عرش طرابلس تلك «الأيالة» التركية التى انتزعها الإيطاليون من الباب العالى على شاطئ أفريقيا الشمالى.. كان ذلك سنة 1911، وكانت علاقات الأمير فؤاد بالأسرة المالكة الإيطالية قوية، وتقدم إلى ملك إيطاليا باقتراح يقول: إن الأمير فؤاد المصرى المسلم قد لا يمانع إذا عرضت عليه الحكومة الإيطالية عرشا تقيمه فى طرابلس، ويجلس عليه سموه ملكا على هذه البلاد الواسعة مشمولا بالحماية الإيطالية، وأن الطرابلسيين قد يرون فى هذا الحل صونا لكرامتهم القومية، ولاقى الاقتراح قبولا وترحيبا فعلا، ولكنه فشل فى آخر مراحله.
 
كانت المحاولة الثانية إيطالية أيضا.. يقول المقال: «الأسرة المالكة لم يثنها فشل اقتراح تولية الأمير فؤاد على عرش طرابلس عن أن تبحث عن عرش جديد تهديه إلى صديقها المصرى العظيم، وكان عرش ألبانيا يتطلب ملكا قوى البأس يستطيع أن يحكم هذه البلاد، صديقا لإيطاليا التى بدأت فى ذلك الوقت تتطلع إلى تقوية نفوذها لدى جاراتها من الدول الأوروبية، ومن هنا نشطت الحكومة الإيطالية فى ترشيح الأمير فؤاد لعرش ألبانيا، ولكن دول أوروبا الكبرى وقفت فى وجه هذا الترشيح، إذ خشيت من أن تفوز إيطاليا من الملك الجديد بكثير من الامتيازات التى توسع نفوذها الأوروبى، وفشل هذا الاقتراح أيضا وانتهى الأمر باختيار البرنس «دى ويد» ملكا لألبانيا».
 
بعد فشل هذه المحاولة جاء الدور على مصر.. يذكر المقال: «اندلعت ألسنة الحرب العظمى فأطاحت تاج مصر عن جبين عباس حلمى، وأنزلته عن العرش الذى ورثه عن أبيه بإعلان بسيط من ناظر خارجية إنجلترا، وارتقى العرش السلطان حسين كامل فى ظرف من أصعب ما مر بمصر من الظروف، وكان المفهوم والمعتقد أنه إذا حان الأجل فإن الذى يخلف السلطان حسين كامل هو ولده البكر الأمير كمال الدين حسين، ولكن فى أحد شوارع الإسكندرية وفى يوم من أغسطس 1917 التقى صاحب هذه المجلة «التابعى» بالكابتن جلبرت دافيز، الذى كان مدرسا للتاريخ بالمدارس الثانوية المصرية قبل الحرب، وأصبح بعدئذ من رجال قلم المخابرات السياسية بالجيش البريطانى».
 
قابل الأستاذ التابعى كابتن دافيز فى أحد شوارع الإسكندرية، وكان بينهما حديث قصير، وقال رجل المخابرات السرية فى نهاية ذلك الحديث: «توجد الآن مساع جدية تؤيدها إيطاليا حليفة إنجلترا لتنصيب الأمير فؤاد على عرش مصر، خلفا لأخيه السلطان حسين كامل، ولم يمض شهران حتى كان الأمير فؤاد سلطانا لمصر».
 
يذكر المقال ما وصفه سرا لا يعرفه إلا القليلون، ويذاع لأول مرة وهو:  «زار مصر منذ بضع سنوات دولة حقى باشا العظيم رئيس الوزارة السرية سابقا، ولسنا نذكر على وجه التحقيق هل تشرف دولته بمقابلة جلالة الملك فؤاد الأول والتحدث إلى جلالته مباشرة، أو ألقى اقتراحه على بعض رجال السراى، ولكن الذى نعلمه على وجه التحقيق أن حقى بك عرض عرش سورية على الملك فؤاد باسم كتلة من الزعماء السوريين، الذين رأوا أنه ليس للقضية السورية من حل ينقذ السوريين إلا بأن يتولى فؤاد الأول عرشها إلى جانب عرش مصر، ولكن جلالته اعتذر حينذاك عن القبول».








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة