خدمة وشوشة: بنتى "صغيرة على الحب" أتصرف إزاى؟

في رسالة مقتضبة بها القليل من التفاصيل والكثير من الحيرة وربما الارتباك، أرسل الأب يقول "بنتى عمرها 12 سنة عرفت أنها بتحب، وبتتواصل مع طفل زيها، من ساعتها وأنا هتجنن بحاول ما اتصرفش غلط لكن مش عارف التصرف الصح يكون إزاي".

***

وعرضنا المشكلة على الدكتورة ريهام عبد الرحمن، الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي جامعة القاهرة والتي قالت: بداية أقدر كل ما تمر به من مشاعر عدم التصديق للأمر، وسرعة الأيام التي تمضي فتجعل الطفلة الصغيرة فتاة في بداية مرحلة المراهقة، وفي هذه المشكلة تحديدًا أوصيك أولاً بالحكمة والصبر، أنا أُدرك أن تصرفها كان خاطئا بالطبع ولكن مثل هذه المشكلات التربوية لا يتم احتواؤها إلا بالحكمة والصبر على الأبناء، يقول سيدنا على ابن أبي طالب: "لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم". والمرونة في التربية لا تعني ترك الحبل على الغارب، ولكن تعني التحلي بالصبر والأخذ بمقتضيات العصر في تربية أبنائنا، والذي باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تهدد استقرارهم النفسي وتدعوهم للتقليد الأعمى للآخرين.. وهنا لابد من توخي الحذر.

أيضًا عليك معرفة أن هذه المرحلة تعد من أخطر المراحل العمرية فهي بداية مرحلة المراهقة، والتي يحدث معها الكثير من الاضطرابات الوجدانية والتي تتطلب من الأسرة تقديم الدعم والاحتواء لسد مساحات فارغة يدخل منها الآخرين.

كما يجب عليكم كأسرة بمتابعة الأبناء وعدم تركهم على مواقع التواصل الاجتماعي دون داعي أو ضرورة، بالإضافة لتخصيص وقت محدد للانترنت.

أنصحك أيضًا بمصاحبة ابنتك فقد تلجأ بعض الفتيات في هذه المرحلة للتعلق العاطفي بالآخرين، نظرًا لغياب الأهل وانشغالهم بالخلافات الأسرية أو المهام والمسئوليات، وأيضًا بسبب رغبتهن في التقليد الأعمى للأصدقاء كأن تقلد ما تفعله صديقتها وهنا لابد من قيام الأم بالتعرف على صديقاتها وأخلاقهم.

ولأن هذه المرحلة مهمة جدًا في عمر الأبناء فلابد من الاهتمام بتوعيتهم وإرشادهم نحو الصواب، وملىء أوقاتهم بكل ما يشغل فراغهم ويشعرهم بالثقة بالنفس كممارسة رياضة معينة والاشتراك في المسابقات.

وأخيرًا.. مهما حدث من ابنتك تحلى بالهدوء والصبر حتى في مواقف العتاب واللوم، فذلك يجعلها تطمئن لك وتثق بك في أن تحكي كل ما يحدث معها وبالتالي تكون صادقة وتتجنب الكذب خوفًا منك.

صفحة وشــوشة