خدمة وشوشة: "أشعر بالعجز أمام سوء سلوك ابنتي"

السبت، 11 مارس 2023 09:00 م
خدمة وشوشة: "أشعر بالعجز أمام سوء سلوك ابنتي" وشوشة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا أم لأربعة أبناء، أكبرهم عمره 10 سنوات وأصغرهم عمرها 9 شهور، مشكلتي وهمي الكبير في ابنتي الثانية، عمرها 8 سنوات وعنيدة جدًا وتفسد وتخرب كل شيء في البيت، ودائمًا ما تنزل الشارع من دون إذني ولا علمي. تنقل أي كلام يدور في البيت إلى والدتي التي أسكن معها في نفس البيت. أخوها الأكبر منها يسمع الكلام ولا يفعل مثلها أبدًا. والدها ضربها مرة واحدة في حياته، لأنه مل من أفعالها وقلة أدبها فنزلت عند جدتها وتركتنا ورفضت أن تطلع مرة أخرى لشقتنا، رغم أنه لا يضربها أبدًا في المعتاد بالعكس. 
 
حاولت أن أجعلها تشعر بغلطها، فأخذت إخوتها وخرجنا أمامها وتركناها، لكنها لم تهتم. هي لا تخاف مني ولا من أبيها، رغم أني أضربها كثيرًا وأطلب من أبيها أن "يشد شوية" لأنها بنت ولا ينبغي أن نتركها هكذا تنزل الشارع، لكنه غالبًا ما يعند معي ويقويها علي. 
 
آخر ما اكتشفته وجعل صبري ينفد أنني اكتشفت أنها تسرق من أموالي وتنزل لتشتري ما تريد. ضربتها كثيرًا وأبوها كذلك، وعاقبتها بالحرمان مما تحب ولكن والدها رغم انزعاجه من تصرفاتها يشتري لها ما تريد ليعند معي فقط. أنا تعبت ولا أعرف ماذا أفعل جربت كل شيء من ضرب وحرمان وتجاهل وخصام وكل الأساليب لم تفلح، أشعر بالعجز خاصة أني أخصائية تخاطب وأتعامل مع الأطفال".
 
***
القارئة العزيزة، نقلنا مشكلتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية والذي قال: في البداية وبعد قراءة رسالتك أسعدني ما ذكرتينه في النهاية بخصوص طبيعة عملك كأخصائية تخاطب، فالشخص الذي يعمل في مجال الطفولة غالبًا يتمتع بملكات خاصة في التعامل مع الطفل ومنها الصبر واحتمال الأخطاء الواردة من الطفل وتكرار المحاولة مع عدم اليأس فهذا هو مفتاح النجاح لوظيفتك، كما أنها أمور هامة لنجاح مرحلة التربية أن ندرك احتياجات الطفل، فأرجو أن يعينك الله في مهمتك وأن تكون البداية التي تعينك هي اتباع الإرشادات والنصائح الواردة.
 
بعد دراسة رسالتك وجدت أننا أمام عدة مشكلات مترابطة وليست مشكلة واحدة، فلا ننتظر إلى العلاج كدفعة واحدة، ولكن لابد من توضيح بعض الأمور بشكل منفصل، ففي البداية نحن ننظر لمشكلة عدم الاتفاق على منهج تربوي واحد من الوالدين، فقد ذكرتِ أن للأب دور كبير في هذا فعندما تأمرين الابنه بشيء الأب قد يأمر بالعكس أو لا يشجعها على الاستماع لأوامرك، ولا يخفي عليك أن هذا الفعل يصيب الطفل بما يسمى تضارب القيم التربوية، وقد ظهر هذا الأمر جليًا وبوضوح بقولك "مش بتخاف مني أو من أبوها" فننصحك أولاً بإقامة جلسة حوار هادئ بينك وبين الوالد لمناقشة هذا الأمر وهذه هي البداية الأنجح بإذن الله.
 
أنتِ قد ذكرتِ محاولة استخدام جميع الوسائل التربوية من ضرب وحرمان وخصام وغيره، ولكننا نقول أن المربي الناجح دائمًا ما يوازن الأمور ويركز على الإيجابيات ويبنيها وينميها حتى وإن كانت بسيطة. هنالك قاعدة تربوية نفسية متعارف عليها أن التركيز على السلوك يزيد من وجوده وإهماله يضعفه، فكنا نتمنى ذكر إيجابيات الطفلة لاستخدامها كمدخل هام لتعديل سلوك الابنة، فهي في نهاية مرحلة الطفولة والاقتراب من بداية مرحلة المراهقة وهو سن معروف عنه تقلبات الحالة المزاجية باستمرار لدخول مرحلة جديدة تتطلب اهتمام ورعاية وتفهم نفسي خاص لطبيعتها.
 
لذلك من الضروري مناقشة الطفلة بهدوء حول سلبياتها، وهذل لم تذكرينه أيضًا، ليس بالضرب ولا الحرمان ولا الخصام ولا التجاهل وإنما بالود والمحبة، فعلينا باختيار التوقيت المناسب والطريقة المناسبة، يفضل أن يكون ذلك في مكان عام خارج المنزل، ثم نغلف نصائحنا وتوجيهاتنا بالعطف والود والمحبة.
 
صـفحة وشوشة
صـفحة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة