عبد الوهاب الجندى

"مصر ـ السعودية".. علاقة قوية مستمرة أكبر من محاولة تعكيرها

الإثنين، 13 فبراير 2023 08:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتسم العلاقات السعودية المصرية بالقوة والاستمرارية، نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فمنذ البدء في بناء الدولة السعودية الحديثة عام 1902، حرص الملك المؤسس الراحل عبد العزيز آل سعود، على تعزيز العلاقات بين القاهرة والرياض، أكد ذلك بقوله الشهير: "لا غنى للعرب عن مصر – ولا غنى لمصر عن العرب "

وخلال خطاب الملك المؤسس للشعب السعودية بعد عودته من زيارة مصر عام 1946، قال: "ليس البيان بمسعف في وصف ما لاقيت، لوكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن جيش مصر العربي هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هي حضارتكم وحضارتكم هي حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند للعرب وركن من أركان حضارتهم، بهذه الروح أعود إليكم وليس لي وأنتم تستقبلوني وأنا استقبل البيت الحرام إلا أن أدعو الله يحفظ الكنانة وأن يبلغها مُناها من الهناء والسعادة".

وتؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادات المصرية والسعودية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وقد شهدت العشرين عاماً الماضية العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين على جميع المستويات.

ومما لا شك فيه، أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات، في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي .

التقارب والاستمرارية في العلاقات بين القاهرة والرياض، جاء نتيجة للتشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية، ولعل ذلك واضح في القضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

في الآونة الأخيرة شهدت العلاقات المصرية - السعودية، محاولات يائسة من بعض المغرضين وأطراف خارجية، في تشويه العلاقات وإحياء الفتنة بين البلدين الشقيقين، لكن منذ أن تصدى لذلك الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حيث أكد عام 2013، على عمق العلاقات بين الرياض والقاهرة، ورد على تلك المحاولات قائلا: "ممن يريدون الفتنة بين البلدين والشعبين وهيهات لهم ذلك، نحن مع ما ريده الشعب المصري، ولن نخذله وسنقف معه ضد الإرهاب ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية".

تأكد ذلك بالزيارات والمشاورات بين قيادة البلدين على جميع الأصعدة، ومنذ فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية، شهدت العلاقات طفرة كبيرة في تعزيزها، وخلال اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قال: "موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وما يربط البلدين نموذج يحتذى به في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، والعلاقات المميزة الراسخة بين المملكة ومصر، أكبر من أي محاولة لتعكيرها".

كافة التصريحات الصادرة من ملوك السعودية على مر العصور، تؤكد اعتزاز الرياض بالعلاقة القوية مع القاهرة، فعلى سبيل المثال قال الملك الراحل سعود بن عبد العزيز آل سعود خلال لقائه ببعثة مصر الاقتصادية عام 1954: "إن مصر عزيز على قلوبنا كل ما يصيبها من خير نعتبره خير لنا، وكل ما يصيبها من سوء يصيبنا".

أما الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود، قال مقولته الشهير بعد اندلاع حرب أكتوبر عام 1973: "عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لها".

أما الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود قال خلال زيارته للقاهرة عام 1975 مشيرا إلى بطولات الشعب المصري في معاركه مع الاحتلال الإسرائيلي: "إن هذه البطولات والتضحيات لم تكن من أجل مصر العزيزة وحدها، بل من أجل الأمة العربية والإسلامية بأسرها".

في الختام، العلاقات المصرية السعودية قوية مستمرة رغم محاولات يائسة لتعكيرها، فلا تنساق وراء الفتن.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة