عبد الوهاب الجندى

الأنين قادم من غياهب الأنقاض

الجمعة، 10 فبراير 2023 07:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحت المباني المُدمرة، سُمع صوت الأنين، قادمًا من غياهب الأنقاض، أملاً في العودة إلى الحياة، والخروج الآمن من تحت الركام، وذلك بعد أن تزلزلت الأرض ومن عليها، وتشتت الناس في كل مكان، وكأن القيامة قد اقتربت، هنا وقعت إحدى أسوأ الكوارث التي حلت بالمنطقة منذ قرن، نتيجة للزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وشمال سوريا.

في السادس من فبراير الجاري، ضرب زلزال بقوة 7.8 درجات شمال تركيا وجنوب سوريا المجاورة، تلته هزّة ارتدادية بقوة 7.5 درجات، ويقترب عدد الضحايا -حتى كتابة هذه السطور- 23 ألف قتيل.

مشاهد مأسوية تبُكى الحجر والشجر، قادمة من تركيا وسوريا التي تعيش حالة حرب، انتشرت الصور الحزينة التي توضح مدى المأساة التي تعرض لها البلدين بسبب الزلزال المدمر، وناقشت تبعاته الإنسانية الجسيمة.

الكثير من الصور توضح مدى المعاناة، ولكن من بينها صورة من منطقة كهرمان مرعش التركية، مركز الزلزال، يظهر فيها رجل يمسك بيد ابنته الصغيرة المتوفاة بينما يحاول رجال الإنقاذ والمدنيون البحث وسط أنقاض المبنى المدمر.

إنه "مسعود هانسر" الذى شوهد جالس بين الأنقاض ممسكا بيد ابنته "إرمك" البالغة من العمر 15 عامًا، وهي مستلقية على فراشها تحت ألواح من الخرسانة والنوافذ المحطمة والطوب المكسور الذي كان يومًا شققًا، قمة في الحزن والوجع لا يتحملها أحد.

أما في سوريا الحزينة، فقد انتشر مشهد رجل سوري يحمل طفلة ميتة بين ذراعيه، وهو يبتعد عن حطام مبنى من طابقين، ووضع هو وامرأة الطفلة على الأرض تحت غطاء لحماية حثتها من المطر، هنا أصبح من "الترف" العثور على جثث الأبناء ودفنها.

ووسط كل هذا ينادي "أصحاب الخوذ البيضاء": "هل يوجد أحد في الأسفل"؟، ليخيم الصمت على الجميع منتظرين صوت الأنين من غياهب الأنقاض، لكن جهود الإنقاذ بسبب استمرار عشرات الهزات الارتدادية والطقس الشتوي القارس البرودة والأضرار التي لحقت بالطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة ومنها.

تذكر وأنت تتنعم في الأمن والأمان، أن المساعدات المادية ليست كافية، بل صلى وتضرع إلى الله بالدعاء، من أجل الثكالى الذين فجعت بهم الأقدار.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة