عبد الوهاب الجندى

بابا نويل لا تذهب إلى غزة.. فإسرائيل قتلت الطفولة

السبت، 23 ديسمبر 2023 04:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد العالم للاحتفال برأس السنة الجديدة، ودائما ما تظهر أشجار الكريسماس المزينة بالأضواء من كل الألوان، لوضعها فى الساحات والميادين، ويجهز نفسه الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء والملابس الحمراء "بابا نويل"، مشجعًا "الأيائل" التى تجر له مزلاجته السحرية المحملة بالهدايا والألعاب، ليقوم بتوزيعها على الأطفال في كل بقاع العالم، هنا يكون له الحرية في دخول البيوت، إما هابطًا من مداخن مدافئ المنازل أو طارقًا للأبواب، لكن إذا ذُكرت غزة، فإن الأمر مختلف تمامًا، فلم تعد هناك أطفال تحتفل، أو تنتظر هدايا الشخصية الخيالية "سانت كلوز"، أو يعلمون حتى أن العام الجديد 2024 قد اقترب من الدخول، فهم مشغولون بحماية أنفسهم من قنابل إسرائيل الفسفورية، التي تتساقط على منازلهم، أو من أزيز الرصاص الخارج بنادق جنود الاحتلال في شوارع القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي،

لذلك أنصح هذه الرجل بعدم الذهب إلى هناك، فلم يعد هناك أي مكان للاحتفال، إن شئت قل: "إسرائيل قتلت الطفولة"، فمنهم  من قتل، ومنهم من دفن تحت الردم، ومنهم من أصيب وبترت أطرافه، ومنهم من تيتّم، ومنهم من نزح، ومنهم من بقي تحت القصف من دون أمن أو أمان، منتظرا الاحتفال ليس بالعام الجديد، وإنما قرار أممي يجبر إسرائيل على وقف القصف، ونشر طائرات الاستطلاع الذي لا يتوقف "زنها" فوق رؤوس الفلسطينيين.

الأرقام الصادمة حول شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والضفة الغربية، تشير إلى أن 70% من بين أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 55 ألف جريح، هم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

أما التقارير الدولي والأممية، توضح أن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد"، وتشير تقديراتها إلى أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم".

من بقى من أطفال قطاع غزة دون الخامسة في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة، وسط انهيار كامل للمنظومات الغذائية والصحية في المدينة.

فبينما ينتظر أطفال الدول هدايا بابا نويل، في المقابل ينتظر أطفال غزة، لقمة عيش، أو جهاز طبي أو حتى قماشة بيضاء، لدفن ما تبقى من أجسادهم نتيجة للقنابل الإسرائيلية.

أنصح هذه الرجل ذو اللحية البيضاء والثوب الأحمر، أن لا يقرع الأجراس هذه العام، وأن يبلغ البيت الأبيض حين يزور أطفاله محملا بالهدايا، بأن أهالي غزة وأطفالها يعانون من الإجرام الإسرائيلي، وتموت قلوبهم حزنا على الدعم الأمريكي الغير محدود لآليات الحرب الإسرائيلية، وأن لا يذهب إلى القطاع فلم يعد هناك أي شيء عن الطفولة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة