انعقدت أمس في المركز الدولي للكتاب ندوة لمناقشة أحدث إصدارات الكاتب شريف عبد المجيد وهى مجموعة مسرحية تحت عنوان احتمالات صدرت مؤخرا عن الهيئة المصرية للكتاب بحضور عدد من الكتاب والنقاد والمثقفين.
وقال الناقد رضا عطية إن المجموعة تتميز بالتكثيف لا سيما في الحوارات خاصا بالذكر آخر مسرحيات المجموعة التي جاءت تحت احتمالات والتي اعتبرها أبرز نصوص المجموعة وأكثر ما كتبه شريف عبد المجيد إثارة للإعجاب بالنسبة إليه.
وأضاف أن الكاتب تميز فى المجموعة المسرحية بلغة شعرية فى بعض المواضع مست ما أسماه "الحكم" التى أتت على لسان أبطال المسرحيات الثلاث التى تضمها المجموعة، متوقفا عند مسرحية احتمالات التى اعتبر الكاتب موفقا فيها بدءا من اختيار الأسماء الدالة على الشخصيات مرورا بطرح الكاتب مجموعة من الاحتمالات المختلفة للأحداث فى مسرحية واحدة معتبرا أن المجموعة تحمل أفكارا رائدة.
وقال الكاتب فتحى سليمان إن الكتابة امتازت بعنصر الحركة المسرحية الذى يقدم إضاءة بصرية واضحة بكل المشاهد بشكل واضح حتى في النص المكتوب فكأنك ترى المشهد المسرحى أمامك وهى سمة تميز نصوص مسرحية احتمالات.
وتعتبر المجموعة المسرحية احتمالات آخر أعمال شريف عبد المجيد وتتألف من 3 مسرحيات وفى المسرحية التى تحمل عنوان "احتمالات" يجعلنا شريف عبد المجيد نتساءل بعد صياغته أضلاع المثلث الدرامى الزوج والزوجة والغريب: هل الغريب سارق مدفوع من أحد الطرفين؟، هل هو حرامي تواجد بالصدفة؟، هل هما زوجان أم زوجة تخون زوجها؟، أم زوج يريد توريط زوجته ويشهر بها؟ من خلال فرقة مسرحية تعلق على الحدث وجعلنا نراه كل مرة في شكل مختلف وهو نص يحاول أن يجرب بعيدا عن الشكل المسرحي التقليدي.
النص الثاني في المجموعة جاء بعنوان "الوصية" عن فتاة عانس تكلم أمها طوال الوقت في حوار من طرف واحد وإن كانت اللعبة التي لعبها شريف عبد المجيد بأن جعل الحوار من طرف واحد غريبة فإنها أيضا تشحذ ذهن المتلقى وتجعله يعيد تصور ما يمكن أن يكون حول ذلك الحوار أحادى الجانب.
الجانب المضيء في هذه اللوحة الفنية هو الإحكام فأنت تدرك من البداية أن الحوار من طرف واحد لكنه حوار محكم على الرغم من ذلك وكأن هناك صدى صوت يعيد الطرف الثاني منه.
بعد فترة تكون قد أدركت أحد احتمالين إما أن الفتاة تدير حوارا متخيلا أو أنها تدير حوارا مع جثة ومن هنا يساورك إحساس ممتع بهذا الحوار، غير أن الأحداث تأخذ منعطفا آخر حينما تنضم جثة أخرى للجثة الأولى مع مفارقة جديدة وهي أن الفتاة تدير معها حوارا من طرف واحد هي الأخرى حتى يلقى البوليس القبض عليها.
في المسرحية الثالثة "كونشيرتو الزجين والراديو" يلعب الحوار دور البطولة وهو حوار بين زوجين في منتصف العمر يدور على وتيرة واحدة طوال الوقت، لكنه حوار محكم يبنى نفسه على فكرة الخروج من الأزمة المادية إلى براح الوفرة عبر حوار يتخذ أهميته من كونه واقعي يدور في أغلب بيوت الطبقة المتوسطة لكنه يدور على وتيرة يسيطر عليها اللعب الأدبى والحبكة والحوار المحكم الذى يقود إلى استمتاع خالص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة