نقطة الانطلاق من أرض مصر.. قمة القاهرة للسلام تحقق "توافقا" عابرا للأقاليم حول ثوابت فلسطين والجانب الإنسانى.. وتفتح الباب أمام السعودية لتوسيع نطاق الحشد عربيا وإسلاميا.. والإجماع الإقليمى هدف قمة الرياض

السبت، 11 نوفمبر 2023 01:30 م
نقطة الانطلاق من أرض مصر.. قمة القاهرة للسلام تحقق "توافقا" عابرا للأقاليم حول ثوابت فلسطين والجانب الإنسانى.. وتفتح الباب أمام السعودية لتوسيع نطاق الحشد عربيا وإسلاميا.. والإجماع الإقليمى هدف قمة الرياض قمة القاهرة للسلام
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدو القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، أحد المحطات الهامة، نحو الوصول إلى حل الأزمة التي تشهدها غزة، منذ أكثر من شهر، إثر العدوان الوحشي على القطاع، من قبل قوات الاحتلال، وما يحمله من طبيعة انتقامية، جراء عملية "طوفان الأقصى"، وأهدافا أخرى غير معلنة، أبرزها تصفية القضية الفلسطينية، أظهرتها دعوات السلطات الإسرائيلية "المبطنة"، وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهي الدعوة التي من شأنها تقويض "حل الدولتين"، والقضاء على أي أمل من شأنه إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يعكس أهمية التحرك على المستوى الذي يتجاوز "الإقليمية" المحدودة.

ولعل الحديث عن تجاوز الحالة "الإقليمية" المحدودة، يسلط الضوء على الدور الكبير الذي لعبته الدولة المصرية، عبر دعوتها العالمية، لعقد قمة دولية، تحت عنوان "القاهرة للسلام"، والتي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة، في أكتوبر الماضي، والتي تمثل نقطة الانطلاق لتحقق توافقا "عابرا للأقاليم"، حول ثوابت القضية، في أكثر اللحظات الحاسمة في تاريخ الأزمة، حيث أعقبت اندلاع أعمال العنف بأيام قليلة، ليساهم عاملي التوقيت والأحداث، في استجابة واسعة النطاق، وهو ما يمثل نجاحا على مسارين رئيسيين، أولهما يتجسد في القدرة الهائلة للدبلوماسية المصرية على تحقيق توافق عالمي، من شأنه تضييق هوة الخلاف بين المعسكر الغربي، والمعروف بانحيازه لإسرائيل، من جانب، ودول المنطقة، والتي ترى مركزية القضية الفلسطينية، أولوية قصوى، لا يجوز الحياد عنها بأي حال من الأحوال.

بينما يعتمد المسار الثاني الذي تبنته الدولة المصرية في إطار تحركاتها، وفي القلب منها قمة "القاهرة للسلام"، على تمهيد الطريق أمام القوى الإقليمية الأخرى، للقيام بدور أكبر، من شأنه تحقيق "إجماع" حول الثوابت المذكورة، بالإضافة إلى إضفاء المزيد من الزخم والشرعية للحق الفلسطيني، في مواجهة الغرب الأوروبي والولايات المتحدة.

وبين التوافق "العابر" للأقاليم، والذي تحقق على أرض مصر، باعتباره نقطة الانطلاق لحل الأزمة، وتعزيز الثوابت الفلسطينية والإنسانية، من جانب، والإجماع الإقليمي المنشود، تبدو الأهمية الكبيرة لقمة الرياض، والتي تجاوزت بدورها الإطار العربي نحو إطار أكثر اتساعا، يشمل حكومات العالم الإسلامي، والتي تمثل أكثر من ملياري مسلم حول العالم، حيث تضفى مواقفها الداعمة للحق الفلسطيني، والداحضة لدعوات الاحتلال المشبوهة، بمثابة إضافة قوية للمعسكر الإقليمي، ورسالة للعالم، تؤكد شرعية القضية، والدعم الكبير الذي يحظى به حل الدولتين، والرفض التام لأي محاولات من شأنها تصفية القضية.

وفي الواقع تمثل قمة الرياض فرصة مهمة لتحقيق حالة من "الإجماع" داخل رقعة جغرافية واسعة من الأرض، ويعيش عليها ملايين الملايين من البشر، وهو ما يمثل نقطة "بناء" جديدة على الأساس التوافقي الذي نجحت القاهرة في إرسائه أمام دول العالم، عندما أغلقت الباب أمام المحاولات الإسرائيلية لاستغلال التعاطف السريع مع عدوانها الوحشي، تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، في شق الصف الدولي، من أجل تحقيق المزيد من المكاسب التي تتجاوز مجرد ارتكاب المزيد من الانتهاكات، لحفظ ماء الوجه أمام الداخل، وصولا إلى تصفية القضية، لتحقيق مزيد من التوسع.

وقمة الرياض خطوة هامة لتحقيق المزيد من الزخم حول القضية الفلسطينية، عبر تجييش الدعم لفلسطين، ليتجاوز المنطقة العربية، نحو إطار إسلامي أوسع، بعدما نجحت قمة "القاهرة للسلام" في تحقيق زخم عالمي، تمكنت من خلاله من تغيير مواقف الغرب، من الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته الوحشية، نحو مزيد من التوازن، انطلاقا من تعزيز الشرعية الدولية، القائمة على حل الدولتين من جانب، والجانب الإنساني، عبر حشد المساعدات لسكان القطاع من كل دول العالم، وعلى رأسهم الدول المعروفة بانحيازها لإسرائيل، من جانب آخر، ناهيك عن كشف القناع من وراء الدعوات المشبوهة لتهجير أهل غزة من أراضيهم، وما يحمله في طياته من أهداف سياسية تتمثل في تقويض القضية، إلى جانب ما يمثله من جريمة "إبادة جماعية" طبقا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة