قال يواكيم رايتر، رئيس قطاع الشؤون الخارجية لمجموعة فودافون العالمية، إن الشركة تتجه لمضاعفة عدد مدارس الشبكة الفورية في مصر لتكون الرائدة في أفريقيا من حيث عدد المدارس.
وأضاف فى حوار خاص مع "اليوم السابع": "أطلقنا تطبيق BrightSky لتمكين وتوفير الدعم للناجين من العنف وتوجيههم نحو المساعدة العاجلة، مضيفاً "خصصنا دعمًا بقيمة 255 مليون دولار أمريكي لدعم البلدان التي تشهد انفتاحاً ديمقراطياً".. وإلى نص الحوار:
* نحن نعلم أنك كنت تزور مدرسة من مدارس الشبكة الفورية، أخبرنا المزيد عن مفهوم INS والشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
- مدارس الشبكة الفورية INS، هي برنامج تعليمي رقمي مجاني يديره مؤسسة ڤودافون لتنمية المجتمع بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويهدف البرنامج إلى تمكين المعلمين واللاجئين والطلاب في المجتمعات المضيفة من الوصول إلى محتوى تعليمي رقمي محلي عالي الجودة.
ويوفر هذا البرنامج الطاقة الشمسية ووسائل الاتصال بالإنترنت في الفصول الدراسية داخل مخيمات اللاجئين التي يمكن أن تكون معزولة جغرافيا.
ويشمل ذلك أيضا، توفير أجهزة الكمبيوتر والتابلت للطلاب والمعلمين لتسهيل وصلوهم إلى المحتوى والأدوات التي تساهم في تنمية مهارات التعليم الرقمي الفعال، إلى جانب المحتوى غير المتصل بالإنترنت، كما يتضمن البرنامج أيضًا تدريب المعلمين على أدوات التعليم الرقمي، انطلاقًا من إيماننا بضرورة المساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة الهدف الرابع والمتمثل في تحقيق التعليم الشامل والإقرار بحق كل طفل في الحصول على تعليم ذي جودة عالية.
وفي الوقت نفسه، تعد قضية تعليم اللاجئين واحدة من المشاكل الأكثر إلحاحًا في العالم حاليًا، ونسعى جاهدين للتصدي لهذه التحديات وتوفير فرص تعليمية متكافئة للجميع، خاصة اللاجئين، ولا سيما أن التقارير تشير لوجود أكثر من 110 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم اليوم وهذا يمثل زيادة بنسبة 20٪ عن العام الماضي. بمعنى آخر، يجبر شخص واحد من بين كل 78 شخصًا في العالم على مغادرة وطنه الأصلي. يعتبر الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا نصف العدد الإجمالي للأشخاص اللاجئين، وهؤلاء الأشخاص يقضون متوسط 20 عامًا في النزوح، مما يؤثر بشكل كبير على فترات دراستهم الأساسية.
وتختلف مصر عن باقي الدول في طبيعة تعاملها مع اللاجئين حيث لا توجد بها مخيمات ويعيش غالبية اللاجئين في المناطق الحضرية والمدن الكبرى في القاهرة والجيزة والإسكندرية، لذلك تُعد مصر الدولة الوحيدة التي توفر مدارس الشبكة الفورية في المدارس العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم. وبالتالي فإن غالبية الطلاب المستفيدين من الدعم هم طلاب مصريون ويصل عددهم إلى 46 ألف طالب بالإضافة لما يزيد عن 1,200 معلم.
وفودافون تتجه لزيادة عدد مدارس الشبكة الفورية فى مصر لتكون الرائدة في أفريقيا من حيث عدد المدارس.
وتسعى فودافون لزيادة عدد مدارس الشبكة الفورية في مصر لتصل خلال الفترة القادمة إلى 48 مدرسة وسيبلغ عدد المستفيدين من هذه المدارس حوالي 100 ألف طالب شهريا.
ومن المؤسف حقًا أن عدد اللاجئين في العالم يشهد زيادة مستمرة. فوفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن عدد السودانيين الذين نزحوا لمصر منذ اندلاع الأزمة في السودان في أبريل 2023 بلغ 310 ألف لاجئ، لذا نلتزم بزيادة عدد مدارس الشبكة الفورية لتضم 300 مدرسة في نهاية مارس 2026 باستثمارات تبلغ 13 مليون يورو تضخها مؤسسة ڤودافون بالإضافة لتوفير وسائل تواصل مجانية بالمدارس.
رئيس قطاع الشؤون الخارجية لفودافون العالمية والزميل أحمد يعقوب
* إذا كنت ستشترك مع الأمم المتحدة في مشروع مختلف، ماذا سيكون هذا المشروع ولماذا؟
- تتعاون مجموعة ڤودافون ومؤسسة ڤودافون للتنمية المجتمع مع الأمم المتحدة في مجموعة من البرامج المختلفة مثل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة العنف المنزلي وتعزيز الوعي بأهمية التدخل الفعّال لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر على واحدة من كل 3 نساء حول العالم، وتتطلب تعاونًا دوليًا فعّالًا للتصدي لها، وقامت ڤودافون بتصميم تطبيق BrightSky كجزء من برنامج Apps against Abuse الذي يسعى لتمكين الأشخاص وتوفير الدعم للناجين وتوجيههم للمساعدة العاجلة وهي متاحة في 13 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا وأفريقيا، ويتلقى التطبيق 60 ألف تدوينة يوميًا وتم تسجيل ما يقرب من 100 ألف استخدام لدليل الخدمة و400 ألف مشاهدة للدليل.
علاوة على ذلك، نشارك في حملات توعية تستهدف مكافحة السيطرة القسرية وسوء المعاملة، وتعمل على نشر الوعي بالقضية وتشجيع المجتمعات على التحدث والتصدي لها بفعالية. وتجمع مشاركتي مع الأمم المتحدة في هذا المجال بين التكنولوجيا والتوعية الاجتماعية لتحقيق تأثير إيجابي وإسهام فعّال في مكافحة مشكلة العنف ضد المرأة.
* هل تم تمثيل مجموعة ڤودافون في الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتديات صناعة الاتصالات؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي التحديات الأكثر إلحاحا التي تمت مناقشتها؟ هل تواجه مجموعة ڤودافون أي تحديات محددة تختلف عن باقي القطاع، وما هي تلك التحديات؟
- حضرت مع زملاء آخرين من شركة ڤودافون هذه المنتديات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وخلال هذه المشاركة، تم تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا الرقمية في دعم الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكانت رسالتنا الرئيسية هي ضرورة التبني الواسع للتكنولوجيا الرقمية كأحد الحلول الرئيسية للقضاء على الفقر، خاصةً مع وجود ما يقرب من 2.6 مليار شخص لا يزالون غير قادرين على الاتصال بالإنترنت. تحدثنا أيضًا عن دور التكنولوجيا المالية، مثل منصة M-Pesa التي يطلق عليها في مصر "فودافون كاش" في دعم الأفراد وتمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث يستخدم هذه المنصة أكثر من 56 مليون عميل يقومون بأكثر من 26 مليار معاملة بقيمة 364 مليار دولار أمريكي سنويًا.
تحدثنا أيضًا في عدة فعاليات أخرى خلال مشاركتنا في الجمعية العامة، منها فعالية "الديمقراطية تُنجي" التي تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وقمة HeForShe 2023، وشاركنا في لجنة لاكتشاف التحيز في الذكاء الاصطناعي، وأشرنا إلى تخصيصنا لاستثمار مشترك بقيمة تزيد عن 255 مليون دولار في البلدان التي تشهد انفتاحاً ديمقراطياً.
* هل هناك تحديات محددة في أفريقيا؟
- خلال مشاركتنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدثنا عن التحديات الجسيمة التي تواجهها النساء في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خاصة فيما يتعلق بمعدلات الوفيات أثناء الولادة. وتباحثنا حول الضرورة الملحة لمواصلة خفض معدلات وفيات الأمهات خلال الولادة. وأشرنا إلى أن احتمالية وفاة المرأة أثناء الولادة تزيد بشكل مقلق في هذه المنطقة مقارنة بأماكن أخرى في العالم، وأن هذا يتطلب تدابير عاجلة وفعالة.
أكدنا أيضًا على ضرورة الدخول في شراكات أو التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية ومؤسسات تمويل التنمية لمعالجة هذه التحديات الاجتماعية الكبيرة، وأن الإنترنت يمكن أن يكون بوابة للوصول إلى خدمات اجتماعية هامة بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات المالية. أشرنا أيضًا إلى أن شركات الاتصالات لا تستطيع بمفردها ملء الفجوة الرقمية المتنامية في أفريقيا، وأن الشراكات تعد السبيل للأمام في تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
ومن أجل ذلك الغرض تم إطلاق برنامج m-mama الذي تديره مؤسسة ڤودافون لتنمية المجتمع والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ويهدف إلى تحسين الرعاية الصحية للنساء الحوامل في المناطق الريفية، كما يسعى لتدريب فريق الإسعاف والمساعدة المنزلية في حالات الطوارئ المرتبطة بالحمل، ويتوفر هذه البرنامج على نطاق وطني في تنزانيا وليسوتو، وحقق نجاحًا كبيرًا في تقليل معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة في تنزانيا، حيث ساهم في خفض وفيات الأمهات بنسبة 38% وانخفاض وفيات الأطفال حديثي الولادة بنسبة 40%، وتجري الجهود حاليًا لنشره في كينيا.
وأعلنت مؤسسة ڤودافون التزامها بتقديم مبلغ 6 ملايين دولار أمريكي لتوسيع مبادرة صحة الأمومة m-mama في ملاوي على مدار السنوات الخمس المقبلة.
* نقرأ أخبارًا عن الشراكة بين ڤودافون وأمازون للاتصالات الأقمار الصناعية. أخبرنا المزيد عن هذه الشراكة وكيف ستفيد العملاء؟
- تعتبر الشراكة بين ڤودافون وأمازون في مجال الأقمار الصناعية تطوراً هاماً في صناعة الاتصالات الحديثة، وتعكس تقدماً كبيراً في مجال البنية التحتية للأقمار الصناعية، حيث يتميز الجيل الجديد من مقدمي الخدمات بوضع الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض، مما يوفر اتصالات أسرع بشكل ملحوظ بحيث يمكن مقارنتها بشبكات 4G أو 5G. ,تستخدم ڤودافون تكنولوجيا الأقمار الصناعية لتحسين خدمات الاتصال في المناطق النائية والمعزولة حيث يكون من الصعب الوصول إليها بسهولة عن طريق البنية التحتية التقليدية. ويعتبر هذا المنهج، المعروف بخدمات التوصيل، منهجًا أساسيًا لربط المواقع البعيدة بشبكة الاتصالات دون الحاجة إلى بنية تحتية تقليدية مكلفة.
من جهة أخرى، تتعاون ڤودافون أيضًا مع شركة AST SpaceMobile التي تتيح الاتصال مباشرة بالهواتف الذكية 4G و5G عبر تكنولوجيا الأقمار الصناعية. هذا يعني توفير اتصالات عالية السرعة ويُعتمد عليها في المناطق التي قد لا تكون مشمولة بالتغطية التقليدية لشبكات الهاتف المحمول، ونتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا في تحسين الاتصال بالإنترنت وتقديم خدمات أفضل للمجتمعات النائية، وتعزز الاتصالات في المدارس والشركات، وتعزز الخدمات الطارئة وتساعد في حالات الكوارث.
يواكيم رايتر رئيس قطاع الشؤون الخارجية لمجموعة فودافون العالمية
* هل ترى أن هذه الأنواع من الشراكات تشكل مخاطر على أعمال الاتصالات المتنقلة وربما توفر المزيد من الفرص لشركات التكنولوجيا؟
- نعتبر صناعة الأقمار الصناعية شركاء لنا وليسوا منافسين. تتمتع شركات الاتصالات بعلاقات قوية مع العملاء، وخبرة ثرية، وبنية تحتية قوية تسمح لنا بتقديم خدمات الاتصال بكفاءة.
AST SpaceMobile تُعتَبَر الخدمة الوحيدة التي تتيح الاتصال المباشر بالهواتف الذكية، وهم يسعون للاستفادة من البنية التحتية للمبيعات ودعم العملاء المقدمة من شركائنا من مشغلي الاتصالات. وسيتيح معظم مقدمي خدمات Low Earth Orbit إمكانية الاتصال لمشغلي الشبكات، أو بالمثل مثل Starlink، سيطلبون من العملاء شراء هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية للوصول إلى خدماتهم. ويظل الاتصال أفضل وأسرع كلما كان الشخص أقرب إلى المحطة الأساسية، ولذلك، تبقى الشبكات الأرضية التقليدية التي يقدمها مشغلو الاتصالات ضرورية لتلبية احتياجات العملاء.
* الآن بعد أن أصبحت ڤودافون مصر جزءًا من ڤوداكوم، كيف سيفيد ذلك ڤوداكوم وفودافون مصر؟
- يسهم نقل ملكية ڤودافون مصر إلى مجموعة فوداكوم في تبسيط هيكل الشركة وتقريب فريق الدعم الإداري لأعمالنا في مصر، وتوفر هذه الخطوة لشركة فوداكوم فرصة للتعامل مع شركة رائدة أخرى في سوق جذابة، مما ينعكس إيجاباً على تنويع محفظتها الاستثمارية وتسريع وتيرة نموها. نعتقد أن ڤودافون مصر ستستفيد بشكل كبير من التعاون الوثيق مع فوداكوم، حيث يمكنها تسريع النمو في قطاعات مثل الخدمات المالية وإنترنت الأشياء.* نظرًا لخبرتك في العديد من البلدان، إذا كنت ستقدم نصيحة لقادة الصناعة في مصر على كلا الجانبين حول كيفية جعل هذه الصناعة أفضل للمستهلكين والمستثمرين والبلد، فماذا ستكون هذه النصيحة؟
- لا شك أن هناك عدد من العوامل التي تساهم بشكل كبير في دعم قطاع الصناعة، يأتي في مقدمتها تعزيز الابتكار الذي يؤدي إلى تحسين الجودة والكفاءة وتقديم منتجات وخدمات أفضل للمستهلكين، فضلاً عن التعليم وتطوير المهارات في مجالات ذات صلة بالصناعة مما يساعد على توفير قوى عاملة مؤهلة ومدربة، تساهم في زيادة الإنتاجية والجودة، إلى جانب استمرار العمل تحسين البنية التحتية الصناعية وضمان وجود بيئة تنظيمية ملائمة لتشجيع الاستثمار من خلال توفير حوافز ومناخ استثماري جاذب للمستثمرين الأجانب بما يدعم نمو الصناعة وتدفق رؤوس الأموال.
لابد أيضًا من التأكيد على أن تسهيل الوصول إلى الإنترنت هي خطوة أساسية لتحسين جودة الخدمات وزيادة فرص العمل، لذا فإنه لابد أن تتعاون دول المنطقة لإتاحة الوصول إلى شبكات الهاتف المحمول، والتي لا تتعدى نسبتها 6% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين يواجه نحو 48% منهم صعوبات في الوصول إلى الإنترنت.
ويمكن مواجهة هذا التحدي بالعمل على عدة محاور، منها توفير ترددات في النطاقات المستهدفة بأسعار منافسة ومتوافقة مع المعايير العالمية، إلى جانب توفير أجهزة الجيل الخامس (5G) والجيل الرابع (4G) للمستخدمين بأسعار اقتصادية معقولة. وهذه الخطوة ستساعد في تعزيز خطة التحول الرقمي، بالإضافة إلى العمل على خفض الضرائب المرتفعة على استيراد الهواتف المحمولة والتي تصل إلى 38%، وكل ذلك يعيق تحقيق خطة التحول الرقمي. لذا، أدعو جميع القائمين على هذه الصناعة إعادة النظر في هذه القرارات، مع مراعاة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع عند توفير الاتصال بالإنترنت لجميع المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة