أكَّد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أنَّ مصر تؤكِّد للعالم أنها رمَّانة ميزان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال ثقلها التاريخي وما تتمتع به من ثقة ونزاهة وشرف جعلها وسيطًا موثوقًا به لدى مختلف أطراف الصراعات.
وأشار في بيان أصدره بمناسبة القمة الدولية الطارئة التي استضافتها القاهرة بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وحضرها قادة ورؤساء حكومات ومبعوثو عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر الجاري.
كما أوضح المفتي في بيانه أن الرئيس السيسي يسعى بصورة جادة تسبق الزمن إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، يتَّفق على نبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة، ويحترم قواعد المجتمع والقانون الدولي والضمير الإنساني.
وفي سياق متصل أعلن المفتي في بيانه أنَّ القيادة السياسية المصرية عازمة على تكملة ما بدأته صباح اليوم بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذ أرواح إخواننا الفلسطينيين، ودعمًا لثباتهم على أرضهم ضد محاولات التهجير التي تهدف إسرائيل تحقيقها لتصفية القضية الفلسطينية، ومحاولة لإيقاف مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم.
وذكر المفتي أن البيان الختامي لقمة القاهرة أعلن عن إطلاق نداءٍ عالمي للسلام، وإعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية بحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تُفضي خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. حيث كشف بيان القاهرة عن قصور جسيم لدى المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية نتيجة سعيه لإدارة الصراع، وليس لإنهائه بشكل دائم، واكتفائه بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مدى أكثر من ثمانين عامًا من الاحتلال ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل. وزادت وتيرة المكاشفة الصادقة في بيان القاهرة للحضور الدولي حينما أكد البيان الختامي أن الحرب الجارية تؤكد وجود خلل في قيم المجتمع الدولي عند التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسًا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددًا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهميةً من حياة باقي البشر.
وشدد المفتي على أنَّ ما ورد في بيان القاهرة الختامي يعلن أن العالم مزدوج الآليات في التعامل مع القضايا الواحدة، حيث يهرول قادة الدول الكبرى لدعم إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والذخيرة والمواقف الدبلوماسية التي تحول دون قدرة المنظمات الدولية على اتخاذ قرار يحمي شعبًا مستضعفًا يقاوم الإبادة الجماعية دون هوادة ولا رحمة تحت قصف جوي على مدار الساعة.
واختتم المفتي بيانه بالتأكيد على أن قمة القاهرة بمثابة إعلان صريح للعالم أن مصر لن تألو جهدًا فى استمرار العمل مع جميع الشركاء لأجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع، وسوف تحافظ مصر دومًا على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض في سلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة