شرق العوينات شريان جذب استثمارات القطاع الخاص.. زراعة 50 ألف فدان قطن قصير التيلة بقيمة 2 مليار جنيه توفر آلاف فرص العمل وتخفض واردات الأقطان للنصف بواقع 1.5 مليار دولار .. وشركات قطاع الأعمال جاهزة للشراكة

الإثنين، 30 يناير 2023 07:00 م
شرق العوينات شريان جذب استثمارات القطاع الخاص.. زراعة 50 ألف فدان قطن قصير التيلة بقيمة 2 مليار جنيه توفر آلاف فرص العمل وتخفض واردات الأقطان للنصف بواقع 1.5 مليار دولار .. وشركات قطاع الأعمال جاهزة للشراكة القطن قصير التيلة شرق العوينات
تقرير يكتبه عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رصيد جديد يضاف للزراعة المصرية من خلال المساحات الكبيرة شرق العوينات، والتي تتمتع بوجود نحو مليون فدان وأكثر جاهزة لزراعة الأصناف التي تحتاجها البلاد كبديل عن الصادرات، ومنها زراعات القمح والمحاصيل الزيتية والقطن قصير التيلة وغيرها سواء في شرق العوينات، أو في توشكى، حيث تمتلك شركة جنوب الوادى إحدى شركات قطاع الأعمال العام نحو 120 ألف فدان في تلك الأرض جاهزة لشراكة القطاع الخاص.

وتركز الدولة على التوسع بشكل أساسى على زراعات القمح لخفض نسبة الواردات منه، وبالتالي توفير عملة صعبة من جانب وتخفيف الطلب على الدولار من جانب اخر، علاوة على التوسع بشكل في زارعة أصناف من الأقطان قصيرة التيلة بعد نجاح تجربة صنفين مستوردين من الخارج.

وبحسب المصادر ووفق النتائج النهائية لزراعة الأقطان قصيرة التيلة فإن تكلفة زراعة 1000 فدان تصل لنحو 40 مليون جنيه شاملة كافة التكاليف بداية من استيراد البذور وتهيئة الأرض وعملية الزراعة والحصاد والنقل والحليج أيضا ،وبالتالي فإن فتح المجال للقطاع الخاص لزراعة 50 ألف فدان سيساهم في ضخ نحو 2 مليار جنيه كل موسم يمكنها تحريك الاقتصاد خاصة صناعة الغزل والنسيج ،من خلال توفير نصف واردات مصر من الخارج البالغة نحو 1.5 مليار دولار ،علاوة على تشغيل وتوفير نحو 10 آلاف فرصة عمل دائمة ومؤقتة .

ومؤخرا كشفت مصادر لـ"اليوم السابع" أنه انتهت عمليات حصاد ونقل الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات على مساحة 1250 فدان، حيث تم نقل الكميات التى تم جنيها إلى محلج أبو تيج بمحافظة أسيوط، لحلجها، بمتوسط إنتاجية للفدان بلغت نحو 10 قناطير، وهى نفس إنتاجية الموسم الماضى، مما يؤكد نجاح التجربة بنسبة 100%.

وهذا يعد نجاحا تاريخيا من خلال النتائج المبهرة وغير المسبوقة للتجربة الثالثة لزراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات والتى تم تنفيذها بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، لوزارتى قطاع الأعمال العام والزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، مما يضع مصر فى مصاف الدول المنتجة، بل والمصدرة لتلك النوعية من الأقطان القصيرة والتى يتم استخدامها فى الصناعة بنسبة 98.5% مقارنة بـ1.5% للأقطان طويلة التيلة، وذلك حال التوسع فيها وزارعة نحو 100 ألف فدان بعيدا عن القطن طويل التيلة فى مناطق وادى النيل والدلتا.

 وأضافت مصادر لـ"اليوم السابع" أن الإنتاجية تراوحت من 10 إلى 14 قنطار، فى كامل المساحة، التى تم جنيها بالحصادات الالية أو الجنى اليدوى، وهى إنتاجية توازى الإنتاج العالمى لنفس النوعية من الاقطان، لافتة أنه سيتم رفع نتائج التجربة للحكومة لاتخاذ قرار تعميها الموسم المقبل، بعدما أشرفت عليها وزارة قطاع الأعمال العام، من خلال شركة مصر لحليج وتجارة الأقطان التابعة للقابضة للقطن والغزل والنسيج، بالتنسيق مع وزارة الزراعة التى أوفدت الدكتور سعيد عبد التواب من مركز البحوث للإشراف على التجربة ومتابعتها، وبالتنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية .

وبحسب المصادر فإن إجمالى كميات القطن قصير التيلة، التى تم نقلها بلغت نحو 12500 قنطار قطن، تبلغ قيمتها نحو 80 مليون جنيه خاصة أن سعر القنط\ار بلغ نحو ـ7 آلاف جنيه؛ نظرا لارتفاع سعر القطن قصير التيلة المستورد وتحقق التجربة أرباحا تبلغ نحو 25 مليون جنيه على الرغم من ارتفاع التكاليف وشراء حصادة آلية بـ10 ملايين جنيه، وبالتالى يمكن زيادة الأرباح الموسم المقبل .

وأشارت المصادر، إلى أنه لكى يتم تعميم التجربة وزراعة 100 ألف فدان تدريجيا لابد من توفير الامكانيات، سواء للزراعة أو الحصاد، حرصا على عدم وجود فاقد كبير نتيجة تأخر الحصاد والذى يتم بالجنى اليدوى، لافتة إلى أنه لابد من توفير حصادات الية حديثة كافية مع توفير محلج قطن منشارى وليس أسطوانى لحليج القطن القصير وتكلفته لا تزيد عن 5 ملايين جنيه ويحلج 55 قنطار فى الساعة ولابد أن يكون بجانب الزراعات ؛لتوفير قيمة النقل وقريب فى الوقت نفسه من النقل البرى أو النهرى، خاصة أن المحالج الاسطوانية لا تحلج بجودة القطن قصير التيلة.

وعلى صعيد التصنيع حقق القطن قصير التيلة المنزرع شرق العوينات على مساحة 1250 فدانا، نتائج ممتازة خلال عملية تصنيعه كغزول في بعض شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج على الرغم من وجود بعض الشوائب في القطن، جراء عمليات الحلج بدون تنظيف في محلج أبو تيج بمحافظة أسيوط  .

كشفت المصادر لـ" اليوم السابع"، إن القطن حقق نتائج ممتازة في لون ومتانة التيلة في المصانع؛ مما يجعله بديلا مناسبا لكافة الأقطان المستوردة متوسطة وقصيرة التيلة، لاسيما في ظل الارتفاع الكبير في أسعار القطن عالميا واحتياج الشركات المحلية لكميات كبيرة منها .

وأضافت المصادر إنه سيتم زراعة نحو 10 آلاف فدان من الأقطان القصيرة شرق العوينات، بالرغم من احتياج السوق المحلى لإنتاج مساحات تصل لنحو 100 ألف فدان ؛مما يوقف تماما عمليات استيراد القطن من الخارج، إلا إن صعوبة استيراد كميات كبيرة من البذور خلال الوقت الراهن ،تحول دون التوسع في المساحات بشكل كبير .

وشددت المصادر على أهمية أن يتم حليج تلك النوعية من الأقطان في محالج ملحق بها وحدات تنظيف، حيث أن محلج أبو تيج لا توجد به وحدة تنظيف ،وبالتالي تم حلج الأقطان وبها بعض الشوائب، مشيرة لأهمية أن يكون حلج اقطان شرق العوينات في محالج الروترى، والتي تتمكن من إزالة الشوائب خلال عملية الحليج  وهو ما يمكن تنفيذه في محلج الفيوم المطور، والذى لا يعمل إلا نحو 3 أشهر في السنة فقط .

ويؤكد الخبير الاقتصادى أشرف بدوى أن مصر نجحت بشكل تام  فى زراعة نوعية ممتازة من الأقطان شرق العوينات على مساحة 1250 فدانا ، مما يفتح الباب للتوسع فى الزراعات الموسم الجديد ، بهدف خفض الواردات، وتوفير المادة الخام للمصانع المحلية .

وحول سبل الاستفادة من أقطان شرق العوينات، أكد المهندس أشرف بدوى، خبير صناعة الغزل والنسيج، إن زراعة تلك النوعية من الأقطان التى تنتمى لفئة الأقطان المتوسطة والطويلة عالميا، يعد حلما  طال انتظاره لمده سنوات، لافتا  أن مصر  نجحت فى زراعة القطن بشرق العوينات بمواصفات قطنية مميزة وانتاجيه 9.8 قنطار زهر للفدان، وبطول تيلة ليست بالقصيرة ولكنها من متوسط التيلة إلى طويل التيلة ، حيث تتراوح من 28 ل 32 ملي.

وأضاف أشرف بدوى لـ" اليوم السابع" أنه من المعروف عالميا ،أن نسبة الاستهلاك العالمي للأقطان القصيرة يمثل 98.5% من الاستهلاك العالمي ، ومصر تستورد أقطان قصيرة ومنتجاتها من نفس نوعية الأقطان التى تم زراعتها بنجاح من غزول وأقمشة بنحو 3 مليارات دولار  سنويا ، موضحا إنه من المعروف أن التكلفة الأكبر لمصانع الغزل هي سعر الأقطان ،والذي يمثل من 55% إلى 65% من التكاليف الكلية للغزول  .

وأشار إلى أنه في حاله التوسع فى تلك النوعية المناسبة لمصانعنا والشبيهة بالقطن اليونانى فإن زراعه 50 ألف فدان ينتج ما يقارب 500  ألف قنطار زهر  وبكميه شعر تصل الي 700 الف طن شعر كفيلة بتوفر المادة الخام للمصانع المحلية بل والتصدير منها أيضا .

ومن جانبها قررت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس ، توزيع كميات الاقطان التي تم حلجها من الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات على شركات الغزل خاصة مصر للغزل والنسيج بالمحلة وشبين الكوم، وذلك بقية تبلغ نحو 56 مليون جنيه قيمة تكلفة زراعة الأقطان شرق العوينات .

وكشفت مصادر لـ"اليوم السابع"، أن الأقطان التي تم حلجها في محلج أبو تيج باسيوط تم نقلها بالفعل ،وتصل لنحو 17 ألف قنطار قطن ،حيث تبلغ قيمتها الفعلية نحو 80 مليون جنيه وفق الأسعار المتداولة في السوق، لافتة إلى أن شركة مصر لحليج وتجارة الأقطان وافقت على قرار القابضة بتوزيع الأقطان على الشركات الشقيقة بسعر التكلفة ،لا سيما في ظل صعوبة استيراد اقطان قصيرة لتصنيع الغزول والخيوط السميكة .

وأوضحت المصادر، أن تيلة الأقطان الجديد الناتجة من تجربة شرق العوينات تصل لنحو 32 ملي قطن ناصع البياض وهو قطن مطلوب محليا وعالميا، موضحة أن وجود بعض الشوائب في الأقطان نتيجة الجمع اليدوى لجزء كبير من المساحة ،بالإضافة للجمع بماكينات قديمة وترك القطن لفترة طويلة بدون جمع ؛مما عرضه للأتربة بجانب تخزين القطن وتركه قبل نقلة لمدة طويلة مما يستلزم اجراء عملية تنقية له فى شركات الغزل والنسيج  .

ومن جانبه أشار الدكتور سعيد عبد التواب الخبري بمعهد القطن إلى أن مصر تمتاز بالأقطان الطويلة ،وهى تمثل عالميا 1.5% من الأقطان حيث يستخدم العالم الأقطان القصيرة بواقع 98.5%، لافتا إلى أن 5 دول فقط تنتج الأقطان الطويلة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قطن البيما ،فيما تحل مصر ثانيا تنتج نحو 20% من الأقطان الطويلة عالميا وتتفوق على الصين والهند .

وأضاف أنه في حالة زراعة نصف مليون فدان الموسم الجديد، وهو المتوقع نظرا لارتفاع سعر القطن الموسم الحالي ،وتحقيق عوائد مجزية للمزارعين فإن مصر ستحتل المرتبة الأولى عالميا في الاقطان الطويلة .

وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالأقطان القصيرة فإن مصر خارج التصنيف في هذا المجال، لا سيما أن مساحات القطن القصير لا تقارن بأي دولة أخرى من حيث المساحة، موضحا إنه يمكن أن تدخل مصر صادرات الأقطان القصيرة حال التوسع في الزراعات خاصة شرق العوينات وزراعة 100 أو 200 ألف فدان منها وهو أمر يمكن تحققه شريطة توافر الإمكانيات.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة