لا توجد كلمات تعبر عما بداخلي من حزن.. ولن يوفيك أي رثاء يا أبا محمد.. رحلت بجسدك لكن روحك الطاهرة وحلمك باقٍ ولن أنساه ما حييت.
علام عبد الغفار.. أخي وصديقي وعشرة العمر.. شهدته وعاهدته دائما محاربا لم يهزمه إلا المرض.. انتصر في جميع معاركه الصحفية، وأذكر أحدها مواجهته القوية لفساد موظفين بتزوير أوراق وأختام وزارة الصحة في العهد السابق، علام ساعد العدالة بمعلومات لإسقاط «المزورين»، وحينها كان عمره لا يتجاوز الـ23 عاما، وثبتت براءته في الحكم الصادر ضده من محكمة جنايات القاهرة في 2010 بالسجن لمدة 15 عاماً ومعاقبة الموظفَين اللذَين زوّرا الأوراق بالحبس 5 سنوات.
علام حالم وكان لديه حلم.. جاء من أقصى قرية في الفيوم وبنى نفسه بنفسه وصار نائبا لرئيس تحرير اليوم السابع ومديرا لقسم المحافظات بالجريدة ومعدا ومديرا لبرامج بمختلف المحطات الفضائية، وشرفت بالعمل معه في أكثر من برنامج.. أما حليمة فهي والدته الراحلة.. فمنذ رحيلها شوقه لها لم يهدأ فكان بارًا بها وكلما جلسنا يروى تفاصيل كفاحها لتربيته وأشقائه، علام كان أكثر حلم بالنسبة له حضن حليمة الأم، وتحقق بعدما رزقه الله بابنته حليمة، لكنها لم تغنيه عن "أمه"، ولم يهدأ حتى رقد بجوارها في جنات ونهر عند مليك مقتدر.
على مدار 13 عاما رأيتك صحفيا نزيها.. محبا لأهل الله والقرآن.. محبا للخير فرغم مرضك لم تصد قاصدا لك.. طوال تلك الفترة بيننا الكثير والكثير من الذكريات يصعب حصرها.. فحتى الآن لا أصدق أنك بقيت الخبر الذي أكتبه أو الرثاء.. رحلت مبكرا يا أخي 35 عاما لكن إرادة الله أقوى ونعلم أنك في مكان أفضل.
علام عبد الغفار.. بداخلى حزن لن يزول إلا بلقائك.. ذهبت وتركت لي ميراثا كبيرا من الحزن بقدر حبي لك.. اكتب رسالتي التي لم أتخيل أن أكتبها في رثائك يوما يا أغلى من عرفت.. المعركة الوحيدة التي خسرتها وقوفك ضد المرض.. استرح بجوار حليمة فهذا كان حلمك يا عزيزي.. واذكرنا عند ربك بأن يفرغ على قلوبنا صبرا بعدم وجودك بيننا..
مع السلامة يا علام..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة