غضب الطبيعة يحاصر إسبانيا.. الموجة الحارة تحصد أرواح أكثر من 2000 شخص بداية من يوليو.. 13 مقاطعة تعلن حالة الطوارئ وحرائق الغابات تدمر 585 فدانا.. والحكومة تضع خطة لتأمين صناعة الثلج بعد "أزمة ذوبان"

الأربعاء، 10 أغسطس 2022 06:00 ص
غضب الطبيعة يحاصر إسبانيا.. الموجة الحارة تحصد أرواح أكثر من 2000 شخص بداية من يوليو.. 13 مقاطعة تعلن حالة الطوارئ وحرائق الغابات تدمر 585 فدانا.. والحكومة تضع خطة لتأمين صناعة الثلج بعد "أزمة ذوبان" غضب الطبيعة يحاصر أسبانيا
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى إسبانيا من ارتفاع قياسى فى درجات الحرارة أدت إلى وجود أزمات كبيرة تواجه البلاد، من وقوع ضحايا وحرائق الغابات إلى نقص الثلج فى المتاجر وانخفاض انتاج زيت الزيتون.

وأدت موجة الحر الشديدة التى تواجه البلاد إلى  إلى وفاة أكثر من 2000 شخص فى يوليو الماضى وحده ، و38 شخص منذ بداية أغسطس الجارى، حسبما أكدت بيانات أصدرها معهد كارلوس الثالث الصحي.

وأشار المعهد الصحى الإسبانى إلى أن يوليو يعتبر أكثر شهر شهد حالات وفيات منذ عام 2015، مع ما يقرب من ضعف عدد الوفيات فى عام 2019، و4 أضعاف عدد الوفيات فى العام الماضى، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حسبما نقلت صحيفة "كوبى" الإسبانية.

وقال لورنزو أرمينتيروس ، المتحدث باسم جمعية الأطباء العامين وأطباء الأسرة في إسبانيا: "حالات الوفيات ناتجة عن الإجهاد الحراري الذى أثر على أعضاء متعددة فى الجسم.

وتعتبر إسبانيا هي الدولة الأوروبية التي سجلت أعلى عدد من الوفيات في الأسبوع الماضي، وأوضح  الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة النوبات القلبية والجلطات الرئوية والانسداد.

وأشار الخبراء إلى أن معظم حالات الوفيات تزيد أعمارهم عن 85 عامًا ؛ وأنه في الوقت الحالي ، ولكن يتم الآن دراسة اسباب وجود هذا العدد الكبير من الوفيات الناتجة عن موجة الحر الشديدة فى اسبانيا بشكل خاص.

واعلنت 13 مقاطعة إسبانية حالة الطوارئ، بسبب تعرضها لارتفاع كبير فى درجات الحرارة مع  توقعات وجود عواصف ، كما تم رفع التحذير الأصفر فى 20 مقاطعة إسبانية أخرى.

وحذرت عدة مؤسسات من الصعوبات اليومية التى يواجهها المشردون خلال الاشهر الحارة، حيث وفقا لمؤسسة "اوجار سى" فهناك 33 الف شخص مشرد فى شوارع إسبانيا ومعرضون لخطر الجفاف وضربة الشمس والوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وحذر المدير العام لأوجار سي ، خوسيه مانويل كابالول ، "التشرد لا يمكن أن يعامل على أنه ظاهرة أرصاد جوية" لأنه في حين أن الحرارة تؤثر على جميع الناس على قدم المساواة ، فإن حقيقة عدم وجود منزل هي "عامل مشدد للمعاناة من الآثار التي يمكن أن تحدثها درجات الحرارة المرتفعة على صحة المشردين ".

 

أزمة نقص مكعبات الثلج

مكعبات الثلج
مكعبات الثلج

 

وفى ظل ارتفاع درجات الحرارة ، تعانى إسبانيا أيضا من نقص مكعبات الثلج بسبب الموجة الحارة فضلا عن ارتفاع أسعار أكياس تغليف الثلج، وهو ما جعل المتاجر الإسبانية تقيد شراء الثلج فى الآونة الأخيرة .

وقالت مجلة "سيمانا" الإسبانية، إن إسبانيا تواجه نقص كبير فى مكعبات الثلج ، وتعانى محلات السوبر ماركت والحانات والمطاعم من نقص حاد فى مكعبات الثلج فى الوقت الذى يحتاج فيه الإسبان إليه للتغلب على موجة الحر الشديدة، ولذلك فقد بدأت المتاجر للحد من بيع الثلج إلى 5 أكياس فقط لكل شخص.

وأوضحت المجلة، أن ارتفاع در جات الحرارة لم تكن السبب الوحيد لتقييد بيع الثلج فى الوقت الحالى ولكن أيضا نظرا لارتفاع أسعار الأكياس البلاستيكية التى يتم تغليف الثلج بها وارتفاع أسعار النقل والكهرباء.

وأضافت المجلة أن الاحتياطات التى تحتفظ بها الشركات المصنعة للثلج أصبحت فى تناقص مستمر بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام والطاقة ، حيث سلسلة إنتاج أكياس مكعبات الثلج تأثرت بشكل كبير ، حيث أن سعر البلاستيك الضرورى لتغليفه ارتفع بشكل ملحوظ، مع ارتفاع الوقود المستخدم فى النقل والكهرباء، وهو ما يؤدى إلى صعوبة تخزينه فى الأشهر الباردة.

ولكن بالإضافة إلى انخفاض الاحتياطيات ، يتعين على مصانع مكعبات الثلج أن تواجه طلبًا أكبر، وتؤكد محلات السوبر ماركت الإسبانية أن الطلب قد زاد بنسبة تصل إلى 30٪ بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، مما يترجم إلى المزيد من المواطنين والمؤسسات الذين يطلبون هذا المنتج. لهذا السبب ، يكاد يكون من المستحيل العثور على أكياس من الثلج في بعض محلات السوبر ماركت.

وأشارت المجلة إلى أن  الطلب على مكعبات الثلج ارتفع  إلى 8 ملايين كيلو جرام في اليوم في الوقت الذى يتوفر فيه 2 مليون كيلو جرام فقط، حيث أن ارتفاع الحرارة أدى إلى استهلاك الثلج بشكل متزايد في البلاد، ما خلق أزمة لدى المتاجر الكبرى من توفير كافة الطلبات.

 

حرائق الغابات

وتستمر حرائق الغابات فى البلاد بسبب أيضا ارتفاع درجات الحرارة ، وتواصل فرق مكافحة الحرائق العمل محاولة إخماد حرائق الغابات في بويرو (آكورونيا) ، التي دمرت بالفعل أكثر من 2200 هكتار  أى أكثر من 44 الف فدان، وواحد في سانتا كروز ديل فالي (أفيلا) ، الذي أحرق أكثر من 500 هكتار و يستمر في الانتشار في هذه المنطقة الحساسة بشكل خاص من وجهة النظر البيئية.

وتعتبر إسبانيا ما يقرب من 40% من إجمالى المناطق المحترقة فى الاتحاد الأوروبى، حيث تم حرق حوالى 236 الف هكتار أى 585 الف فدان ، وفقًا لبيانات من نظام معلومات الحرائق الأوروبي (EFFIS) في كوبرنيكوس.

انخفاض انتاج زيت الزيتون

كما تأثرت زراعة الزيتون فى إسبانيا بارتفاع درجات الحرارة فى البلاد، وأكد مزارعو الزيتون في إسبانيا أن التغييرات المناخية من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف أدت إلى خفض إنتاج زيت الزيتون انخفضت بمقدار 20 ألف طن.

وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أن موجات الخر الشديدة التى تضرب إسبانيا هذا الصيف أثرت علي إنتاج زيت الزيتون هذا بالإضافة إلي الحرب فى أوكرانيا ، وفقا لوزير الزراعة لويس بلاناس.

وقال بلاناس "إذا لم يكن هناك انخفاض في درجات الحرارة أو هطول الأمطار في الأسابيع المقبلة ، فقد يكون محصول الزيتون هذا العام أقل بشكل ملحوظ من السابق".

قال بلاناس انه ومن المرجح أن يؤدي استمرار انقطاع إمدادات زيت عباد الشمس في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية كما ارتفعت أسعار زيت الزيتون المكرر  بنسبة 8.3٪ في يونيو ، وفقًا للمجلس الدولي للزيتون.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة