وسط ظلمات المقابر وسط حالة السكينة الكاملة هناك بقرية قلهانة بمركز اطسا بمحافظة الفيوم وفى إحدى القبور المفتوحة التى تستعد لاستقبال الموتى ينام بداخلها محمد رمضان أحد رجال القرية الذى قرر أن يتطوع لخدمة القبور الموجودة على أطراف القرية بين الزراعات فيجمع الحشائش والقمامة ويمهد الطرق وبتخلص من أى أذى على الطريق بإماطته مما جعل مقابر قريته تتحول إلى مكان منظم ونظيف كما أضاف الأمان إلى المكان فأصبح المترددين عليه من الأهالى لا يخافون وحشة المقابر لأن "الشيخ محمد موجود".
يقول الشيخ محمد رمضان، لـ"اليوم السابع" إنه يحب المقابر ويجد راحته وسط الموتى يترك منزله بالأيام ليجلس بالمقابر ويمشى بين طرقاتها ينظف الطرق ويمهدها ويستخدم المنجل لإزالة الحشائش، ثم يقوم بإبعادها وأبعاد أى قمامة موجودة بين المقابر بعد جمعها والتخلص منها، كما يقوم باستخدام الفأس فى تسوية الطرق بين المقابر.
وأضاف محمد رمضان أنه يفعل ذلك منذ عدة سنوات ويجلس يدعو للموتى ويقرأ لهم القرآن مشيرا إلى أنه من فرط سعادته بينهم لا يشعر بالجوع وقد يجلس لساعات طويلة بلا طعام إلى أن يأتى أحد الأهالى من زوار القبور ويعطيه بعض الطعام.
وأشار محمد رمضان أنه يقوم بالدخول إلى اى قبر من القبور المفتوحة الجاهزة لاستقبال الموتى وينام نوم عميق ورى العديد من الرؤى المبشرة منها رؤى أنه فى مكان ملئ بالخضرة والزهور والروائح العطرة.
وأكد محمد رمضان أن هناك العديد من الموتى التى تطل رائحة المكان عطرة لفترة بعد دفنهم وهو يرى أنه من علامات حسن الخاتمة.
وقال محمد جمعة أحد أهالى قرية قلهانة، إن الشيخ محمد رمضان أحد رموز القرية ويحبه جميع أبنائها حيث أنه يفنى وقته وحياته فى خدمة القبور التى تخص جميع عائلات القرية وان القبور رغم أنها على أطراف القرية وبين الزراعات إلا أن وجود الشيخ محمد رمضان جعل الجميع يترددون لزيارة المقابر فى أى وقت ودون خوف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة