حصد نوبل.. لماذا رفض جان بول سارتر الجائزة الأعرق فى العالم؟

جان بول شارل ايمارد سارتر، فيلسوف وروائى وكاتب سيناريو وناقد أدبى وناشط سياسى فرنسى، ولد بباريس فى مثل هذا اليوم 21 يونيو عام 1905، ومن أبرز مواقفه هو رفضه استلام جائزة نوبل بعد أن حصل عليها فى عام 1964، وهذا ما اعتبره الوسط الثقافى فى العالم بالأمر الغريب.

ولكن كان لجان بول شارتر رأى ووجهة نظر مختلفة، حيث قال حينها :" "أنا أرفض الجائزة، وسأحتفظ بأسبابى لأقولها للصحافة السويدية"، وكان وقتها يأكل فى أحد المطاعم قرب منزله فى باريس، ولكنه أوضح بعد ذلك السبب وهو "لأنه يعتبر أنه لا يستحق أي شخص أن يكرم وهو على قيد الحياة".

ولكن هذا الرفض لم يغير من رأى الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة فى شيء حيث إنها لا تنتظر رأى المرشح فى ذلك، غير أنه رفض أيضًا حضور حفل الإعلان عن الجائزة واستلام قيمتها.

كانت فلسفة سارتر تقوم على الوجودية على فكرة أن البشر "محكومون بأن يكونوا أحرارًا"، وكانت حياته مليئة بالمحطات، حيث إنه فى عام 1939 تم تجنيد سارتر فى الجيش الفرنسى حيث خدم فى الأرصاد الجوية، وأسره الجيش الألمانى عام 1940 وأمضى تسعة أشهر كأسير حرب، نال بعدها الحرية وعاد إلى الحياة المدينة، تمكن حينها من الحصول على عمل كمدرس فى Lycée Pasteur خارج باريس.

بعد عودته إلى المدينة، اشترك مع مجموعة من الكتاب فى تأسيس مجموعة سرية عرفت باسم الاشتراكية والحرية Socialisme et Liberté لكن تم حل المجموعة بعد فترة قصيرة، قرر عندها أن يتجه إلى الكتابة بدلًا من تأسيس الجمعيات ذات النشاطات السياسية المقاومة.

بعد الحرب العالمية الثانية انخرط سارتر فى النشاط السياسى، وقد كان يعبر بصراحة عن معارضته للحكم الفرنسى فى الجزائر، وزار كوبا حيث التقى فيديل كاسترو وتشى جيفارا، وعارض الحرب الفيتنامية وشارك فى محكمة تهدف إلى فضح جرائم الولايات المتحدة عام 1967، استمر سارتر بالكتابة وقد كانت منشوراته الرئيسية بعد عام 1955، ظهر كتابه "نقد السبب الجدلى"، ورحل عن عالمنا فى 15 أبريل 1980.