قال الدكتور أسامة البحيري أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا، إنّ كتاب في الشعر الجاهلي هو نقطة تحول في تاريخ الدراسات الأدبية في مصر والعالم العربي في طريقة تقديم المعلومات العلمية والمنهج الذي اتبعه المفكر المصري الراحل طه حسين.
وأضاف البحيري في حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، في حلقة اليوم من برنامج "في المساء مع قصواء"، على قناة cbc: "طه حسين نموذج ملهم في الثقافة العربية، ولو تحدثنا عن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعمه لذوي الهمم، فنحن لدينا نموذج ملهم، وهو طه حسين الذي وصل بالأدب العربي إلى العالمية وقدم إنجازات كبيرة حصل بسببها على لقب عميد الأدب العربي".
وتابع أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا: "بعد رحلته الطويلة من قريته إلى الجامعة المصرية وجامعة مونبيلييه في فرنسا والعودة أستاذا إلى جامعة القاهرة، وإذا به يفجر مفاجأة مدوية بسبب كتاب في الشعر الجاهلي وما إن طُبع الكتاب حتى حدث الانفجار العظيم والدراسات الأدبية".
وأكد أن القضية التي فجرها من خلال كتابه لم تكن جديدة في موضوعها ولكن في طرحها والمنهج الذي أتبع فيها، حيث انتقل من تناول الانتحال في الشعر الجاهلي إلى بعض الأمور المتصلة بالعقيدة الإسلامية، فحدثت ضجة عظيمة وجرى حذف بعض الفقرات وأعيد طرح الكتاب تحت عنوان "في الأدب الجاهلي".
وقال الدكتور أسامة البحيري أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا، إنّ أكثر من 6 كتب جرى كتابتها للرد على كتاب في الشعر الجاهلي، منها كتاب لمصطفى صادق الرافعي، وكتاب نقد الشعر الجاهلي لمحمد فريد وجدي، والشهاب الراصد لمحمد لطفي جمعة.
وأضاف البحيرى: "هذا الكتاب في وقته يعد نقطة فارقة في البحث العلمي قبله وبعده، فقد كانت الجامعة المصرية في بدايتها تتمتع بالحرية الأكاديمية، كما أنّ طه حسين استمد بعض أقوال القدمات والمستشرقين وعدد بعض الأشياء للدلالة على وجهة نظره بخصوص انتحال الشعر الجاهلي العربي وأن الشعر لم يكن يمثل الحياة الجاهلية أدق تمثيل".
وتابع أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا، أنّ طه حسين صدم المجتمع الأدبي في عصره بسبب هذا الكتاب، وتوالت الردود في سلسلة من الكتب التي فندت مقولاته، مشيرًا إلى أنّ الدكتور عبدالرحمن بدوي أصدر كتابا بخصوص صحة كتاب الشعر الجاهلي، وقال فيه إن هذه القضية ناقشها المستشرقون منذ عام 1861، أي قبل ميلاد طه حسين بأكثر من 30 عاما، بل إن التراث العربي ناقشها منذ القرن الثاني والثالث الهجري.
وقال الدكتور أسامة البحيري أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا، إنّ قول المفكر المصري الراحل طه حسين في كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" بعدم وجود بعض الشعراء الجاهليين مثل عنترة، من المبالغات التي يُشتط في طرحها، موضحًا أن الوجود التاريخي للشعراء ثابت.
وأضاف البحيرى: "هناك جزء كبير من الشعر الجاهلي ثابت وصحيح بالنسبة إلى أصحابه، وجاء في مدونات توصف بالثقة مثل المفضليات والأصمعيات وديوان الحماسة لأبي تمام والدواوين التي جمعها الرواة الثقاة".
وتابع أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب في جامعة طنطا، أنّ هناك شعر يجمع بين الصحة والانتحال، أي شعر ثابت لأصحابه لكن نُحل على ألسنة بعض الشعراء شعرا زادوه في أشعارهم، وهناك قسم ثالث من الشعر، وهو ما أخذه طه حسين وعممه على تراث الشعر الجاهلي كله وهو الموضوع المفتعل الذي جرى التنبيه إليه في أواخر القرن الثاني الهجري، حيث جرى تفنيد العصبيات القبلية وزيادة القصاص والرواة فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة