"مش أى حد حفر على النحاس يبقى ختام.. دى مهنة لها أسرارها إللى محدش يعرفها" بهذه الكلمات البسيطة يمكن اختصار رؤية أنور موسى الشهير بشيخ الختامين بالبحيرة.
عندما تمر بسوق البندر بمدينة دمنهور لا بد أن يلفت نظرك عم أنور داخل دكانه العتيق، وأمامه "عدة الشغل" المكونة من المبرد الحدادى وأقلام الحفر والأختام النحاس المختلفة الأحجام والأشكال.
عدسة اليوم السابع رصدت فى بث مباشر عبر منصاتها الإلكترونية أسرار وخفايا صناعة الأختام النحاسية بالبحيرة.
ويروى شيخ الختامين بدايته مع هذه المهنة اليدوية القديمة التى تقاوم الاندثار فى عصر التكنولوجيا، ويقول: "مفيش حد علمنى المهنة دى أنا أخدتها بالممارسة لما بشوف الختامين فى السوق لغاية لما أتقنتها"، مضيفا: "مش أى حد يعرف يحفر الأسماء على النحاس لأنها مهنة تحتاج إلى صبر ومهارة علشان تطلع حاجة كويسة".
وعن استخدامات الأختام النحاسية، أكد أنور موسى أن صناعة الأختام كانت لها الصدارة فى الحياة العملية عبر التاريخ، ولكنها تراجعت كثيرا مع التطورات التكنولوجية، وارتفاع مستوى التعليم، وأصبحت المهنة قاصرة على أختام المواطنين البسطاء اللذين لا يجيدون القراءة والكتابة لتكون مع بصمة الأصبع بديلا عن الإمضاء على العقود واستلام المعاشات وغيرها منالمعاملات الحكومية .
وأضاف أن الاستخدام الشائع للأختام النحاسية يتمثل فى صنع أختام الموظفين الذين يختمون الأحراز بالشمع الأحمر مثل ضباط الشرطة ومفتشى الصحة وغيرهم من ذوى الضبطية القضائية.
وأوضح موسى أن صناعة الأختام النحاسية مختلفة تماما عن صناعة اكليشهات المؤسسات الحكومية والخاصة التى لها مهاراته المختلفة.
وبالنسبة لأسعار الأختام النحاسية أكد شيخ الختامين بالبحيرة أن متوسط سعر الختم يتراوح ما بين 10جنيهات إلى 30جنيه على حسب الخامات المستخدمة وحجمها.
وعن مكونات الأختام النحاسية، قال أنور موسى إنه يتم حفر اسم الشخص بشكل واضح ومطابق للبطاقة الشخصية، بالإضافة إلى حفر التاريخ الهجرى وهو تقليد متبع حتى الآن منذ العصور الإسلامية الأولى وهو أحد ملامح مواجهة التزوير.
وطالب شيخ الختامين بالبحيرة من الجهات المعنية إحياء صناعة الأختام النحاسية التى أوشكت على الاندثار لأنها جزء أساسى من الصناعات اليدوية التى تعكس تراث هذا البلد العريق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة