الشيخ على يوسف صاحب المؤيد.. صعود وهبوط رجل مثقف

الثلاثاء، 03 مايو 2022 06:30 م
الشيخ على يوسف صاحب المؤيد.. صعود وهبوط رجل مثقف على يوسف
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحد من أبرز العاملين في بلاط صاحبة الجلالة على مدار تاريخها، رجل استطاع أن يثير الجدل والخلاف حوله مبكرا، فأصبح واحدا من أشهر الشخصيات العامة في مصر، وكان صاحب أول قضية بطلان عقد زواج يهتم بها المجتمع المصرى، ووصلت صداها إلى تدخل قاضى القضاة نفسه في ذلك التوقيت، إنه الشيخ على يوسف.
 
ولد الشيخ على يوسف في قرية "بلصفورة" في محافظة سوهاج عام 1863، تلقى مبادئ العلم صغيراً في بني عدي بمديرية أسيوط، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1881 حيث أكمل دروسه في الجامع الأزهر على أنه لم يكتف بما تلقاه في الأزهر من علومه اللغوية والدينية فأخذ يطالع كتب التاريخ والأدب والشعر.
 
في سنة 1885م نشر ديواناً شعرياً سماه "نسمة السحر"، ثم ما لبث أن مال إلى الصحافة فأنشأ مجلة أدبية علمية أسبوعية اسمها الآداب في القاهرة صدرت في سنة 1885م اشترك معه فيها الشيخ أحمد ماضي، وكان علي يوسف الرئيس الأول لجريدة المؤيد التي أنشأها الزعيم مصطفى كامل، والتي صدر العدد الأول منها في 1 ديسمبر 1889 وأعلنت في هذا العدد إنها صحيفة تهدف إلى بث الأفكار المعتمدة والأخبار الصادقة والمبادرة إلى نشر الحوادث الداخلية. وشهدت المؤيد في أيام الشيخ يوسف صولات وجولات ضد معارضيه، وقد بدأت المؤيد بتمويل من "أحمد ماضي" صديق الشيخ، ثم وقع خلاف بين الشيخ وصديقه هدد «المؤيد» بالتوقف وأنقذ الموقف سعد زغلول الذي مكن الشيخ من مواصلة الإصدار.
 
وفي عام 1904 تزوج علي يوسف من صفية السادات دون معرفة أبيها الذي "جُن جنونه"، عندما نشرت الصحف الخبر ورفع دعوى أمام المحكمة الشرعية بطالب فيها بإبطال الزواج والتفريق بين الزوجين، وظلت القضية مطروحة أمام المحكمة واهتز الرأي العام لها وقضي "الشيخ أبو خطوة" بتسليم "صفية" إلى أبيها الشيخ السادات لحين الفصل في الدعوة بحكم نهائي. فيما رفضت السيدة صفية الانتقال إلى بيت أبيها خوفًا من وقوع أذى عليها وخيرها القاضي "الشيخ الرافعي" أن تقبل الإقامة في بيته أو في بيت مفتي الديار المصرية أو بيت "الشيخ الرافعي" وكلها بيوت ذات سمعة طيبة وتأمن فيها صفية على نفسها. ووافقت صفية – على الإقامة في بيت الشيخ الرافعي. ونشر علي يوسف قصة زواجه في الصفحة الأولى من جريدة "المؤيد" التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت، يوم النطق بالحكم أصدر القاضي "الشيخ أبو خطوة" قرارًا بإحالة الدعوة للتحقيق لإثبات أن "الشيخ السادات" من نسل "الحسين" – رضي الله عنه، ولإثبات أن "حرفة" علي يوسف، الصحافة، وبالفعل تم الحكم لصالح الشيخ السادات ولكن الغريب في الأمر أن الشيخ أتم بعدها زواج ابنته من علي يوسف.
 
لكن الأغرب أن الشيخ علي يوسف، ورغم كل ما فعله من أجل إتمام تلك الزيجة، عاش مع زوجته حتى وفاته عام ١٩١٣ لكنه لم يكن سعيدا معها رغم إنجابه منها ثلاث بنات، لكنه دائما ما كان يرى أنها تعايره بسبب الفوارق الاجتماعية، ما جعله يعتزل الصحافة كلها ويسعى لتسجيل نفسه فى قائمة الأشراف وبعد خلو منصب شيخ السادة الوفائية تولاه، تاركا السياسة والباشوية من أجل أن يكون ندا لصفية، وظل هكذا حتى وفاته في عام 1913.
 
تحدث عنه الكاتب الصحفى الكبير الراحل "أحمد بهاء الدين" في كتابه "أيام لها تاريخ" ساردا لمحة مختصرة عن "يوسف"، قائلًا: ترك قريته النائية "بلصفورة" فى الصعيد فقيرًا غاية الفقر، وجاء إلى القاهرة على ظهر مركب فى النيل، ليتلقى العلم فى القاهرة، لعله - إن أفلح - يصبح فقيهًا أو معلمًا، وإن فشل يتكسب الرزق بقراءة القرآن على المقابر، على أن آمال الفتى الفقير الزرى الهيئة كانت أعظم جدًا مما يظن الناس، فهو لا يلبث أن يتوقف عن مواصلة الدراسة فى الأزهر، ويهتم بالمسائل العامة، فيجرب قلمه فى رسائل يبعثها إلى الصحف، ثم تغريه الصحافة فيدخل فى ميدانها، ويعمل فى مجلة "القاهرة الحرة"، ثم يصدر مجلة "الآداب"، ثم لا تمضى سنوات حتى ينشئ أكبر جريدة يومية فى مصر هى "المؤيد"، ويكتب فيها كتاب الطليعة فى ذلك الوقت قاسم أمين، سعد زغلول، مصطفى لطفى المنفلوطى، مصطفى كامل، الطالب بكلية الحقوق قبل أن يتخرج ويصدر جريدته "اللواء".
 
ويفتح الزعيم الوطنى محمد فريد النار عليه، ففى مذكراته المنشورة فى الجزء الثانى من كتاب "اليقظة القومية"، تأليف محمد صبيح، يقول: "توفى الشيخ على يوسف يوم 25 أكتوبر 1913 بداء القلب، وهو فى نحو الستين سنة، فانهد بموته ركن النفاق والذبذبة"، ويوضح ظروف نشأة "المؤيد"، قائلًا: فى سنة 1889 أراد المرحوم رياض باشا إنشاء جريدة يومية إسلامية لمحاربة الاحتلال و"المقطم"، جريدة أنشأها الاحتلال، وكلف إبراهيم باشا مصطفى، ناظر مدرسة دار العلوم إذ ذاك، وحسن رفقى بك، طبيب شرعى المحاكم، فقدم له هذا الشيخ الفقير الرث الثياب، فساعد بالمال، وأسس "المؤيد"، وكان له فيه شريك يدعى الشيخ أحمد ماضى، توفى بعد ذلك، فاستقل الشيخ بالجريدة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة