أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 يوليو 1904.. عاصفة زواج الشيخ على يوسف من صفية السادات تهب بنشر الخبر فى جريدتى «المقطم» و«المؤيد»

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 يوليو 1904.. عاصفة زواج الشيخ على يوسف من صفية السادات تهب بنشر الخبر فى جريدتى «المقطم» و«المؤيد» على يوسف وصفية السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت جريدة «المؤيد» يوم 16 يوليو - مثل هذا اليوم -1904 خبرا صغيرا نصه: «جرى بعد ظهر يوم الخميس الماضى، عقد قران صاحب هذه الجريدة على إحدى كريمات حضرة صاحب الفضيلة الحسيب النسيب السيد عبدالخالق السادات، فى حفلة قاصرة على بعض العلماء والأخصاء، وقصدت العروس الكريمة بعدئذ المنزل المعد لها فى جهة الظاهر حيث تمت رسوم القران».
 
كان الشيخ على يوسف هو العريس، وهو وفقًا لأحمد بهاء الدين «الرائد الأول للصحافة المصرية الكبيرة»، مضيفا فى كتابه «أيام لها تاريخ»: «ترك قريته النائية فى الصعيد بلصفورة فقيرا غاية الفقر، وجاء إلى القاهرة على ظهر مركب فى النيل ليتلقى العلم فى القاهرة، لعله -إن أفلح- يصبح فقيها أو معلما وإن فشل يتكسب الرزق بقراءة القرآن على المقابر، لكن الصحافة أغرته فدخل ميدانها ليكون أول مصرى صميم يملك جريدة يومية كبرى، يكتب فيها كتاب الطليعة فى ذلك الوقت، قاسم أمين، سعد زغلول، مصطفى لطفى المنفلوطى، مصطفى كامل الطالب بكلية الحقوق، كذلك كان أول صحفى يصل بقلمه إلى مركز أدبى رفيع فى الدولة، فقد توثقت صلاته بأكبر الشخصيات المصرية المعاصرة، واتصلت أسبابه بعد ذلك بالخديو عباس الثانى، ثم بالخليفة التركى فى القسطنطينية».
 
يذكر «سليمان صالح» فى الجزء الأول من كتابه «على يوسف وجريدة المؤيد»، أن على يوسف أخذ يوطد علاقته بالخديو حتى أصبح جليسًا له، وأحد نصحائه ووسطائه فى قضاء مصالحه كما هو الحال فى تجارة الخديو بالرتب والألقاب، ومن هؤلاء الوسطاء أيضًا إبراهيم المويلحى وأمير الشعراء أحمد شوقى».. يؤكد «صالح» أن هذه التجارة، كانت إحدى وسائل عباس للحصول على المال اللازم للإنفاق منه على الحركة الوطنية، وكان «يوسف» أحد الذين استخدمهم فى هذه التجارة. 
 
تزوج «يوسف» فى شبابه زيجة متواضعة، لكنه مع تغير الأحوال وصعوده الاجتماعى الكبير، فكر فى الزواج مرة ثانية من جميلة ثرية تناسب وضعه الجديد، فهداه البحث إلى «صفية» صغرى بنات عبدالخالق السادات شيخ الطريقة الوفائية، وكانت طبقًا لـ«بهاء الدين» من «بيت ثراء وعراقة، وبيضاء اللون، جميلة الوجه، بدينة جدًا، على طراز الجمال الذى كان مفضلًا عند الشرقيين فى ذلك الزمان ولها».. تمت الخطبة وحسب «بهاء الدين»: «قدم الشيخ على يوسف الهدايا–المهر والشبكة–وكانوا يسمونها «النيشان»، ومرت سنة وسنتان وأربع سنوات، والشيخ على لايكف عن سؤال الأب: «متى يزف إلى عروسه؟، والسادات يماطل ويسوف ويخلق العراقيل، وضاق الشيخ يوسف بالأمر ورأى أن الوضع أصبح مهينًا لكرامته، كما ضاقت العروس بالأمر مثله».. ويؤكد سليمان صالح: «نتيجة لهذا التسويف لجأ الشيخ على يوسف إلى صديقه محمد توفيق البكرى نقيب الأشراف وزوج ابنة الشيخ السادات «شقيقة صفية»..وقام البكرى بوضع خطة لإتمام الزواج فى بيته، وبحضور عدد كبير من العلماء، حيث تولى الوكالة عن صفية أحد شيوخ الأزهر المعروفين وهو الشيخ حسن السقا، أى أن العقد كان قد تم بشكل شرعى، وكان الهدف من هذه الخطة هو وضع الشيخ السادات أمام الأمر الواقع».
 
استشاط السادات غضبًا حين قرأ خبر الزفاف منشورا فى «المقطم» فى اليوم التالى «الجمعة 15 يوليو 1904»، ويذكر حلمى النمنم فى كتابه «رسائل الشيخ على يوسف وصفية السادات»: «يوم الجمعة لم تكن جريدة المؤيد تصدر، وكان صاحبها ورئيس تحريرها هو الشيخ على يوسف نفسه، وفى اليوم التالى مباشرة، السبت 16 يوليو، نشرت الخبر فى باب الحوادث المحلية».. يصف «بهاء الدين» حالة السادات: «فقد الرجل لبه وجن جنونه: أتهرب ابنته من بيته بغير علمه، أتتزوج من رجل غريب رغم أنفه؟.. أيأخذها على يوسف على هذا النحو قسرًا ويخطفها إلى بيت الزوجية خطفا؟.. أيتآمر أهل بيته جميعًا على إنفاذ هذه الخطة المدبرة؟.. يلفت «بهاء» النظر إلى خطورة الحادث وقتئذ: «هذا الحادث «1904» كان يبدو خطيرًا جدًا بما نستطيع نحن أبناء هذا العصر أن نتصور، وقد زاد خطورته أن الهاربة كانت من هذا البيت العريق، ذى الاسم الدينى الذى كان الناس يحفظون أنسابه ويتبركون به، وأن الهارب رجل لامع شهير من أبرز الشخصيات السياسية والمجتمع». 
 
عبر «السادات» عن غضبه فى بيان نشرته «اللواء»، والأهرام «يوم 17 يوليو 1904، جاء فيه حسب حلمى النمنم: «إنه قد صار عقد قران كريمتنا وتأهلها بصاحب جريدة المؤيد، وحيث إن ماورد بهما من حضور العلماء والأخصاء الموهم أن ذلك بإطلاعنا ورضانا، مع أن ذلك محض اختلاق، لأن ذلك كان بمنزل السيد محمد توفيق البكرى بدون عملنا ورضانا، ولذلك أبلغنا جهات الاختصاص».. يذكر «النمنم» أن جهات الاختصاص هى النيابة العامة، حيث قدم الشيخ السادات بلاغًا يتهم على يوسف بأنه اختطف ابنته، وطالب ببطلان عقد الزواج.. وعقدت المحكمة الشرعية برئاسة الشيخ أحمد أبى خطوة أول جلساتها يوم 1 أغسطس 1904، لنظر دعوى السادات، وشهدت مفاجآت كثيرة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة