هناك أمور تسترعي الانتباه في الحياة، ومنها "الفلسفة"، ألا نُلاحظ أن الإنسان عندما يشعر بالإعجاب تجاه الغير، يتحول إلى فيلسوف، فنجده يُظهر فلسفته، وعُمق تفكيره، وقُوة مُلاحظته، ونقاء سريرته، وتواضعه، وأيضًا هيبته، وذكاؤه، وخفة ظله، وكل الصفات الجميلة لابد أن يُقرنها بالفلسفة، بمعنى أنه يتواضع لأسباب فلسفية، ويتكبر أيضًا لأسباب فلسفية، فكل سلوك يأتي بها لابد أن يكون ذا معنى عميق، حتى بساطته وتلقائيته يكون مبعثها الفلسفة.
والحقيقة أن الفلسفة تكون مُجرد أداة يستخدمها للفت الانتباه، ولكي يُجبر الآخر على الانجذاب له، والتعلق به، واحترامه، فهو يُريد ألا يمرّ مُرور الكرام، وألا يُصبح مثله مثل غيره، فلابد أن يتم وضعه في دائرة مُختلفة ومُتميزة من وجهة نظره.
وقطعًا لا شيء يجذب انتباه الآخر مثل عُمق التفكير والتفلسف، وخاصة لو كنت تتعامل مع شخص عميق التفكير، فلابد أن تستخدم كل أسلحة العقل، والفكر، والإحساس، ولا يُوجد سلاح أقوى من سلاح الفلسفة.
والمُضحك أن ذات الشخص عندما يُحقق مآربه ويحصل على إعجاب مَنْ يُريد، تبدأ الفلسفة تقل تدريجيًا، وتتلاشى مع الوقت، والغريب أن الآخر عندما تُناقشه في أمر ما ويتفلسف في أسلوبه، تجد مَنْ كان يتفلسف، يرفض هذا الأسلوب، بل ويسخر منه تمامًا.
فالواقع أثبت أن الفلسفة ما هي إلا أداة في أيدي الناس يستخدمونها للوصول إلى هدف مُحدد ليس إلا، ولكنها في أغلب الأحيان لا تكون مبدأ أو نهج في الحياة. فللأسف، البعض يُفرغها من فحواها.
لذا، لو قابلت من يتعمق في فلسفة الأمور أمامك، فتيقن أنه يسعى للفت انتباهك.