صحابى محدث وفقيه وحافظ ومفسر، وابن عم النبى صلى الله عليه وسلم، لقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، إنه الصحابى الجليل عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم، الذى ولد قبل هجرة النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث سنوات، وكان من أهم ما يميزه شدة الذكاء والفهم الثاقب والبلاغة والفصاحة والجمال.
حكاية اليوم من حلقات برنامج "حكايات بيت النبوة" الذى يقدمه محمد السيد، عن الصحابى الجليل عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم، الذى لحق هو ووالده بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة بوقت قليل، فلقى رسول الله في الجحفة بعد أن كان من المستضعفين في مكة، وكان يبلغ من العمر في ذلك الوقت تسع سنين، ثمّ شهد فتح مكّة، وغزوة حُنين، والطائف، وحجة الوداع وهو ابن عشر سنوات، ثمّ لزم صُحبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم حتى توفي رسول الله وهو ابن ثلاثة عشر سنة.
على الرغم أن عبد الله بن عباس رافق الرسول الله صلى عليه وسلم ما يقارب من 30 شهرا فقط، الا أنه روى عنه الكثير من الأحاديث، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء له بأن يملأه الله علما ويجعله من عباده الصالحين، وأن يفقهه في الدين، كما كان ابن العباس ملازما للنبى الى حد أنه كان يعد له ماء الوضوء إذا أراد الرسول أن يتوضأ، ويصلى خلفه، ويصاحبه عند السفر.
بعد وفاة النبي، أخذ ابن عباس يطلب العلم والحديث من الصحابة، حتى صار من أشهر مفسرى القرآن من الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سنًا، وشهد له الجميع بسعة علمه، ورجاحة عقله، حتى لقبوه بألقاب عديدة من بينها حبر الأمة و ترجمان القرآن لكثرة علمه وفقهه في الدين، وأصبح مرجعا للناس يجتمعون إليه ويسألونه و يتعلمون منه تفسير القرآن والأحاديث النبوية.
حظي ابن عباس بمنزلة عالية عند المسلمين، خاصة الصحابة التابعين، فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعد من أهل البيت، وأحد صغار الصحابة، ودعا النبي له بالحكمة مرتين، وأجلسه في حجره ومسح على رأسه ودعا له بالعلم، فدعا له بالفقه وفهم تأويل القرآن قائلًا:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، ودعا له بعلم القرآن والحكمة أيضًا: "اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة"، وبلغ الخلافة الأموية، وفي الخلافة الراشدة كان مقربًا من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ثمَّ ولَّاه الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إمامة الحج عام 35 للهجرة، وولَّاه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على البصرة في العراق أيضًا، وبعد واحد وسبعين عامًا في خدمة دين الله، توفِّي حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في الطائف – كما ورد في بعض كتب التراث الإسلامي-.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة