حكاية طارق لطفى مع "خلدون".. الإتقان بدأ من عبقرية الصوت لـ شيطان يصعد على المنبر

السبت، 30 أبريل 2022 04:32 م
حكاية طارق لطفى مع "خلدون".. الإتقان بدأ من عبقرية الصوت لـ شيطان يصعد على المنبر طارق لطفى
ذكى مكاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يومًا تلو الآخر يثبت الفنان طارق لطفى بما لا يدع مجالاً للشك أنه واحد من أفضل الممثلين لما يمتلكه من موهبة كبيرة، دومًا ما يخرج منها ما يتلاءم مع كل شخصية يقدمها إلا أنه ومع شخصية "خلدون" في رائعة الكاتب عبد الرحيم كمال المسماة بـ "جزيرة غمام" يقدم شخصية جديدة للغاية البعض قال عنه الشيطان وأكثر المتفائلين وصفوه بتابعه وخادمه المطيع، فهو من يمهد الطريق لقدوم "الزوبعة" التي تفتك بالجميع بإثارة الفتن ما بين الجميع.

 

طارق لطفى
طارق لطفى

 

شخصية "خلدون" الذى أتى اسمه من الخلود، وكأنه الشيطان الذى يغوي أبناء ادم بكيفية الخلود وعدم الامتثال لأمر الله مثلما فعل ابليس مع ادم وحواء حينما أغواهم بالأكل من التفاحة بقوله : " قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى "، لم تكن بالسهلة مطلقاً خاصة لما فيها من تناول بعمق فهو ليس الشيطان الذي يغوي فقط، وإنما هو الشر المطلق، وفى نفس الوقت يتعرض لانكسارات أحياناً وتحديات من قبل عرفات ثم يصطدم بالعايقة وغيرها من الأمور التي تجعل الشخصية في قالب مختلف يحتاج ممثل يقنع المشاهد بكل منطقة فيها.

 

خلدون
خلدون

 

طارق لطفى لم يكتف بالانفعالات أو التعبيرات الذى يقدمها أثناء لعب الشخصية، وإنما بدأت العبقرية من الصوت، الذى يبدو أنه كان المفتاح لتجسيد الدور، فلم يكتف باللوك فقط أو التمثيل وإنما مهد استقبال المشاهدين للعبه الدور من خلال صوته المميز الذى يصاحب ظهوره، ويختلف حدته مع اختلاف المشهد فيهدأ لحظة الغواية مثلما فعل مع البطلان أو الشيخ يسري وصولاً لحيله على عرفات، إلى نبرة ترتفع حدتها مع التهديد حينما يشعر بقوته، مثلما ظهر أثناء عرضه الزواج من ابنة "العجمي" في مشهد تم تصويره بحرفية من قبل المخرج حسين المنباوي أظهر فيه خروج "خلدون" زهياً بشعوره بالانتصار في حين بدت الحسرة على وجه العجمى. 

 

طارق لطفى فى جزيرة غمام
طارق لطفى فى جزيرة غمام

 

كل ذلك مهد الطريق إلى مشهدين سيظلا مخلدين ضمن الأفضل بحلقة الأمس من "جزيرة غمام"، الأول مع خطبة الجمعة التي لخصت كل الأمور التي يتبعها شياطين الإنس والجن وأمر بها الجميع من ضرورة التخوين، وإشاعة الفرقة بين الاصحاب، والشك في الزوجة، إلى التحريض على البخل وقت الشدة، وغيرها من الأمور الذى كتبها المؤلف ببراعة وقالها الممثل في مشهد مميز.

في حين جاء المشهد الثاني مع السحر الذى يقوم به من اجل تنفيذ تهديده ووعيده للعجمي بخصوص ابنته ليجعلها تخرج حافية في الشارع، ليعود لاستخدام صوته وأنفاسه ويقدمها في مشهد زاد من حلاوته حالة المنافسة التي اشتعلت في القالب الدراما للأحداث مع ظهور "عرفات" وهو يحاول فك طلاسم "خلدون" وإنقاذ درة.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة