القهوة العربية عند بدو سيناء واجب الضيافة الأول بكل مجلس ومنزل.. شربها مزاج ولتقديمها قوانين متوارثة.. تشرب بدون سكر وللضيف 3 فناجين.. الفنجان لا يوضع على الأرض.. حبوب البن تحمص ثم تطحن وتغلى أمام الضيف.. صور

الثلاثاء، 15 مارس 2022 06:00 ص
القهوة العربية عند بدو سيناء واجب الضيافة الأول بكل مجلس ومنزل.. شربها مزاج ولتقديمها قوانين متوارثة.. تشرب بدون سكر وللضيف 3 فناجين.. الفنجان لا يوضع على الأرض.. حبوب البن تحمص ثم تطحن وتغلى أمام الضيف.. صور
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لمشروب القهوة العربية عند بدو سيناء خصوصية، فهو يعتبر واجب الضيافة الأول فى كل مجلس وديوان ومنزل، ولشرب فنجان القهوة مزاج، ولتقديمها قوانين ومعانى لايزال حتى اليوم يلتزم بتنفيذها كل من يقدمها لضيفه فردا كان أو مجموعة، كما أن استقبال الضيف لها من يد مضيفة قوانين وواجبات، تبدأ بأن تقدم قهوة عربية سادة بدون سكر وباليد اليمنى بكمية قليلة فى قعر الفنجان، بعد تجهيزها فى أدوات مخصصة لذلك أمام الضيف بداية من إشعال النار ثم تحميص حبوب البن وصولا لتقديمها فى الفنجان.

قال حمدى نصر، عميد الصحفيين بسيناء والباحث والكاتب فى التراث الشعبى، أن تقاليد إعداد وتقديم القهوة فى بادية سيناء، هى امتداد لتقاليد متوارثة فى تناولها يلتزم بها أهالى الصحراء فى عموم الدول العربية.

وقال أن أهم الممنوعات عندما تكون ضيفا فى مجلس تقدم فيه القهوة العربية، أن تتناول فنجان القهوة بيدك اليسرى، لافتا إلى أن بدو سيناء يحتفظون حتى اليوم بقوانين يطبقونها فى تناول القهوة وهى أنه فى المجلس الذى به عدد من الحضور يبدأ بصب القهوة من اليمين إلا إذا كان هناك من الحضور شيخ قبيلة أو رمز ذا حيثية، فتكون البداية له ثم يتبعه من هو على يمينه، ولا يجوز تخطى الدور فى تقديم القهوة للجالسين، حتى لو كان من عليه الدور طفل صغير يجب عرضها عليه وله أن يرفضها، كما أنه من الخطأ الفادح استخدام اليد اليسرى لتناول فنجان القهوة من مقدمها أو إعادتها.

وأشار "نصر"، إلى أنه بعد الانتهاء من شرب الفنجان عدم وضعه على الأرض، بل يجب الاحتفاظ به فى اليد حتى يعود مقدم القهوة لجمع الفناجين الفارغة وصب القهوة فى الفنجان أقصاه 3 مرات.

ومن عادات أهل سيناء أنه قبل تقديم القهوة للضيوف، أن يقوم صاحب المجلس بشرب فنجان قهوة أمام الجميع ليطمئنوا بأن القهوة ليس فيها ما يضر، ومن الضروريات أن يكون الفنجان نظيفا تماما، وليس به أى خدش أو كسر مهما كان صغير، وعند الاكتفاء من شرب القهوة إعادة الفنجان مع هزه قليلا تعبيرا عن الاكتفاء، وتابع أن تقديم القهوة لثلاث مرات للحضور.

وأشار إلى أن القهوة العربية مرة يضاف عليها الحبهان والزعفران، والسائدة فى بادية سيناء أن يمتنع الضيف صاحب الحاجة عن تناول القهوة، معلنا انه لن يتناولها إلا بعد الاستجابة لمطلبه، وهنا يكون على المضيف الترحيب به، والوعد بتحقيق المطلب مادام ممكنا والوفاء بهذا الوعد.

وتابع الحديث الباحث والجامع لمفردات تراث بدو سيناء جازى سعيد الترابين، بقوله أن أهل سيناء يحتفظون بموروث غنى مادى ومعنوى عن القهوة، ففى كل مجلس لابد من توفر أدوات القهوة العربية، وتصنع فى الديوان بداية من التحميص على النار مرورا بطحنها ثم غليها وتقديمها للضيف، ويوجد مخزون من الحكم والأشعار والأمثال المتوارثة حول أدبياتها وحكاياتها.

وأوضح الجامع للتراث، أن البدوى عندما يكتفى من القهوة يهز الفنجان هزة خفيفة لصاحب القهوة، وهى بمعنى اكتفيت، ويسمى صاحب القهوة ( سلطان)، ويسمح له بالجلوس بوسط الديوان لوحده، فيقال له ( قفاك وجه) أى يعتبر قفاه وجه، لافتا أنه المتوارث من حكايات القهوة قديما أن أحد رموز القوم جلب له قهوجى أصم وأخرس، فكان عندما يصب القهوة للضيوف يسمع الناس بماذا يتحدثون، فكان الضيف عندما ينتهى من شرب فنجان قهوة ويناوله له يهز الفنجان بيده إشارة بدون كلام إلى انه اكتفى فأنتبه أن هذه هى إشارة الاكتفاء بينما بدونها يعنى استمرار ومواصلة صب القهوة فأصبحت عادة متوارثة، لذلك دائما إذا اكتفى الضيف من شرب القهوة عند مناولته يقوم بهزه.

ويقول المحقق فى تراث سيناء حسن سلامة أن طريقة عمل القهوة تبدأ بتجهيز واختيار البن الجيد من الأسواق، وتحفظ فى صندوق خشبى أو فى أداة حفظ مصنوعة من جريد النخل، وعند وصول أى ضيف أو غريب مار، يتم إشعال النار بحطب النباتات النامية فى المكان ومنها الرتم والعجرم والمتنان، وهذا فى المجالس بالقرى والأماكن خارج المدن وفى الوقت الحاضر يكتفى البعض بإشعال الفحم فى الموقد إذا كان المكان مفتوح وليس مغلق.

أضاف أنه بعد أن تخبو ألسنة اللهب وتتحول النار لحمر، يوضع البن فى المحماس وهى أداة تحميس حبوب البن المعدنية، وتمسك بيد طويلة، ويقلب على الجمر حتى يتغير لونه بدون احراق، لافتا إلى أنه أمام الضيف يعد إحراق القهوة من الأعمال المذمومة فى حقه، وبعد تجهيزها توضع فى الهون وهو إناء فخارى مجوف من الداخل وتهرس فيه حبات البن وتدق بمسحانة وهى أداة الطحن من الخشب، ثم تنتقل للطبخ فى بكرج كبير نسبيا من النحاس، يملأ بالماء ويوضع على الجمر حتى تغلى جيدا، ويتم تحويلها فى بكرج صغير يسمى الصباب، لأنه خفيف فى الحمل للصب للضيف، والتحرك داخل الديوان، ومن القواعد الأساسية لابد أن يحمل البكرج باليد اليسرى والفناجين باليد اليمنى وتقدم فيها القهوة.

 

 

اعداد القهوة
اعداد القهوة

 

اعدادها فالصحراء
اعدادها فالصحراء

 

القهوة العربيه مشروب اهل الصحراء
القهوة العربيه مشروب اهل الصحراء

 

تجهيز البن للطحن
تجهيز البن للطحن

 

حاضره فى كل ديوان
حاضره فى كل ديوان

 

حمدى نصر
حمدى نصر

 

دلة قهوة وحبوب بن
دلة قهوة وحبوب بن

 

صب القهوة
صب القهوة

 

طحن القهوة
طحن القهوة

 

على الجمر
على الجمر

 

فى انتظار الضيف لتناول القهوة
فى انتظار الضيف لتناول القهوة

 

فى كل مجلس
فى كل مجلس

 

فى واجهة المجالس
فى واجهة المجالس

 

مشهد من الماضى
مشهد من الماضى

 

من مشاهد تقديمها
من مشاهد تقديمها

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة