"أبو بدر" أول باحث يجمع تراث السيرة الهلالية بلهجة بدو سيناء فى كتاب مطبوع

الخميس، 14 مايو 2020 02:00 ص
"أبو بدر" أول باحث يجمع تراث السيرة الهلالية بلهجة بدو سيناء فى كتاب مطبوع الباحث السيناوي أبو بدر
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الساحة الثقافية، نشر أول كتاب يحمل نصوص للسيرة الهلالية بلهجة بدو سيناء، مجموعة وموثقة فى عمل مطبوع قام به الباحث فى مجال التراث "مسعد ابو بدر"، ونشرته هيئة قصور الثقافة.

"أبو بدر"، الذى يعمل موجه مادة لغة عربية بشمال سيناء، استطاع بعد رحلة بحثية جمع نصوص "السيرة الهلالية" من رواة يتوارثون التغنى بها على انغام الربابة ابا عن جد فى مجالس ودواوين البدو بسيناء، وكشف لـ اليوم السابع، تفاصيل هذه الرحلة البحثية.

قال الباحث السيناوى مسعد ابوبدر، ان عشقه للسيرة  الهلالية  بدأ مع سماعه لجار له يسمى " حسن"، وهو يغنيها على الربابة فطرب لها وأخذت نصوصها بقوة كلماتها والحان قائلها تحفزه على حفظها، والسعى وراء من يتغنون بها لجمعها مكتوبة .

وأشار الباحث، انه  اعتمد فى جمع المادة التى نشرت من نصوص السيرة الهلالية  على رواة التقى بهم مباشرة وهم : سلمي أبو جبيل، وعيد عبد الكريم، ومبارك جمعة، ورفيع عيد، صبيح جمعة، فى رحلة بحث متقطعة استمرت 6 سنوات.

وأوضح ان نصوص السيرة الهلالية تختلف مكان لأخر فهى  صورة للبيئة التي أنتجتها، وصاغتها لتعبر فيها عن ثقافتها وقيمها ومثلها في الحياة، وان ما جمعه ونشره من نصوص بلهجة بدو سيناء كلها لم يسبق نشره، وهى متناقلة ، و تراث شفاهي لم يدون حتى استطاع ان يقوم بتوثيق جانب منه، وصدر كتاب "السيرة الهلالية" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما يرويها أهلنا في سيناء، في (176) صفحة، وهو الإصدار الأول.

وقال إن محور البحث هو رواية  بدو سيناء للسيرة  الهلالية، و تبدأ بمولد الطفل "بركات"، ثم تأخذ الرواية في سرد مغامراته حتى يصبح هو "أبو زيد"، الفارس البطل ذا الحيل والمكر والدهاء، ثم تمضي الرواية في سرد مغامرات "أبو زيد" في ريادته بلاد الغرب وعودته منها، لتبدأ الملحمة بخروج  "بني هلال"، واكتساحهم كل عقبة في طريقهم، حتى استولوا على "تونس الغرب"، وتنتهي بمقتل "أبو زيد"، ثم "ذياب".

أضاف الباحث، أن جمع هذه الرواية كان عملا عسيرا، فهي نص لا يجتهد الراوى في خلق الأحداث ولا في صياغتها، ويحكي ما قد سمع، وهنا الصعوبة الثانية، فهى نص شفهي لم تدون قبل هذا الإصدار البكر في فيتناوب الرواة في قوة ذواكرهم.

وقال "ما وجدته عند رأوه لم  أجده عند راو آخر، وقمت دور التجميع والتوليف والتنسيق بين ما نقص هنا وزاد هناك".

 أضاف ان الحظ كان فى صالحة عندما وقع على رواة حفظه أكمل بعضهم رواية بعض، حتى استقام العمل استقامة حسنة لتخرج الرواية بإبداع محلي صرف، وحكاية شعبية سيناوية متفردة، تخالف سائر الروايات الشعبية المعروفة للسيرة الهلالية في مصر أو خارجها، متفردة في لغتها، وقيمها، وشعرها، وأحداثها، وإن كان فيها أحداث مشتركة مع الروايات الشعبية الأخرى.

 وأشار الباحث السيناوى فى مجال التراث مسعد ابو بدرن، انه ليس رواية  السيرة الهلالية التى لم يسبق جمعها ونشرها ورقيا من تراث سيناء الشفاهى،  فلا تزال كنوز من  الروايات والأساطير والحكايات الخرافية والحكايات الشعبية وسيرة الزير سالم والألغاز، لم توثق  .

وقال أن ما قام به يسد مكانا كان شاغرا في مكتبة التراث الشعبي على مستوى الوطن العربي، ويعكس جانب من تراث مناطق مصرية هو قديم ولكنه يقدم لأول مرة ويوثق .

ولفت الباحث إلى ان من بين ما استوقفه من نصوص وهو يقوم برحلة البحث  فى السيرة الهلالية بيات فيها تعبير عن حزن المرأة على الفراق، وحكمتها ومدى معرفتها بصفات الرجال ودورها أيضا في أحداث السيرة، حيث كان للمرأة عموما دور مهم فى السيرة الهلالية، ويقول النص :

قالت (شيحة) تودع أخاها سلامة وأبناءها الثلاثة:

في جيرة الله يا الثلاثة وخالهم

في جيرة الله يا كبار العرايب

الناس بتودع اثنين واللا ثلاثه

وانا بودع اربعة ملّا مصايب

أوصيكوا عن اللقش بينكو

ثرا اللقش في بعض المكان يغيظ

أوصيكوا عن مقعدٍ في ظل حيطة

ثرا البنّا يبني والأساس يعيب

اوصيك يا ابو زيد لا تجمّعوا سوا

والعين في المجمّعين تصيب

أوصيكوا لا توقدوا نار في الخلا

ثرا النار توري والطريق يجيب

وإن جيتوا تدخلوا سوق مدينة

يونس ثراه شرّاي حسيب

وإن جادلكوا عالم في طريقكو

مرعي في ذاك الجدال يجيب

وإن رعيتوا جمالكو

ثرا يحيى في رعي الجمال رغيب.

 

IMG_8064
 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة