بذلت السلطات الروسية جهوداً غير عادية لحماية الرئيس فلاديمير بوتين من عدوى الفيروس منذ بداية تفشى فيروس كورونا، خاصة مع مخاوف بسبب عمر الرئيس الروسى الذى يقترب من الـ70 عاما.
وأثارت صور اجتماع بوتين مع نظيره الفرنسى الجدل مع الاخذ فى الاعتبار جلوس الاثنين على بعد 4 أمتار على طرفى طاولة وهو ما فسره علماء أنه أما ضمن اختياطات كورونا أو ما هى إلا لعبة فرض سيطرة.
يعتقد الدكتور بن نوبل، الأستاذ المساعد فى السياسة الروسية فى يونيفرسيتى كوليدج لندن، أن الكرملين يشعر بالقلق من احتمال اصابة بوتين بكوفيد - ويرجع ذلك أساسًا إلى التداعيات السياسية إذا أصيب البالغ من العمر 69 عامًا بمرض خطير أو مات.
قال الدكتور نوبل لصحيفة الإندبندنت: "نظرًا لمركزية بوتين فى عمل النظام الحالى - والذى يعتمد غالبًا على الروابط غير الرسمية أكثر من المؤسسات الرسمية - فإن مرضه يشكل تهديدًا وجوديًا لاستمرار عمله".
قال الدكتور نوبل: "أصبحت مسألة الصحة الشخصية، بالتالى، مسألة تتعلق بالأمن القومى، لا سيما بالنظر إلى عدم اليقين بشأن من سيتولى المسؤولية فعليًا إذا أصيب بمرض خطير ".
من الآمن أن نقول أن الرئيس الروسى كان أكثر وعيًا بمرض كوفيد من العديد من قادة العالم، فى أوائل عام 2020، كان على أى شخص يرى بوتين شخصيًا أن يقدم اختبار سلبيًا، وبعد بضعة أشهر، كان على الأشخاص الذين يزورون منزله خارج موسكو أو يقابلونه فى الكرملين المرور عبر نفق تطهير خاص.
فى تلك المرحلة، كان الرئيس يعمل بشكل أساسى من المنزل بدلاً من الكرملين، ويستضيف اجتماعات عبر الفيديو من غرفة وصفها منتقدوه بأنها "حصن".
خلال العام الماضى، اضطر مئات الأشخاص إلى عزل أنفسهم فى روسيا، قبل أن يكونوا على مقربة من بوتين، كان على البعض عزل أنفسهم حتى لو لم يكونوا على اتصال مباشر بالرئيس، ولكن قاموا بذلك كإجراء احترازى لأنهم كانوا على اتصال بأشخاص آخرين كان يحتمل أن يتلقوا بالرئيس
وفرض الكرملين فى وقت لاحق حجرًا صحيًا إلزاميًا لمدة أسبوعين للأشخاص الذين من المقرر أن يلتقوا وجهًا لوجه مع بوتين.
فى وقت لاحق من أبريل2020، تم فرض الإغلاق العام فى البلاد، فأغلقت المتاجر غير الضرورية، وتم حظر التجمعات الشعبية وتحولت نسبة كبيرة من السكان إلى العمل من المنزل.
وفى الوقت نفسه، تم وضع 60 من أفراد طاقم شركة طيران "روسيا" الذين يخدمون الرئيس بوتين وغيره من كبار المسؤولين فى الحكومة الروسية، فى الحجر الصحى لأول مرة فى 26 مارس 2020 فى فندق بعيد عن موسكو.
ومنذ ذلك الحين، قضى مئات الطيارين والمسعفين والسائقين وموظفى الدعم الآخرين، وكذلك زوار الرئيس، فترات فى الحجر الصحى فى عشرات الفنادق فى جميع أنحاء روسيا، لحماية الرئيس بوتين من كوفيد- 19.
وقام فريق الخدمة الروسية فى شبكة بى بى سى بحساب المبلغ الذى تلقاه مكتب الرئيس الروسى وهى هيئة تنفيذية مسؤولة عن حسن سير الجهاز الرئاسى، حيث وصل المبلغ إلى حوالى 84 مليون دولار بهدف اتخاذ تدابير مكافحة الوباء.
واكتشفت الخدمة الروسية، أنه تم استخدام ما لا يقل عن 12 فندقاً لغرض الحجر الصحى لموظفى الكرملين.
وتقع هذه الفنادق فى موسكو والمنطقة المحيطة بها وشبه جزيرة القرم وكذلك فى موقع ليس ببعيد عن مدينة سوتشى الجنوبية، موقع الألعاب الأولمبية الشتوية التى جرت فى عام 2014 وأحد المواقع المفضلة للرئيس بوتين.
ولم تكن هناك فنادق خاصة فى قائمة الحجر الصحى، فجميع الفنادق التى يقضى فيها الزوار وموظفو الخدمة فترة الحجر تابعة لديوان الرئاسية. وتستمر بعض الحجوزات فى هذه الفنادق حتى مارس 2022.
يبدو أن طاقم طيران شركة "روسيا" هم النزلاء الرئيسيون فى هذه الفنادق. ويخدم الطاقم مسؤولى الدولة وبوتين نفسه.
كان من المفترض أن تكون الذكرى الخامسة والسبعون للانتصار فى الحرب العالمية الثانية احتفالاً كبيراً فى روسيا. وكان من المفترض أن يتم الاحتفال فى الميدان الأحمر فى يوم النصر فى روسيا.
ولكن بدلاً من ذلك، تم تأجيله إلى 24 يونيو 2020 وجرت الاحتفالية على نطاق ضيق وصافح قدامى المحاربين والمشاهير الرئيس بوتين وحصلوا على أوسمة فى هذه الذكرى.
وذكرت بلومبيرج أنه قبل اللقاء وجهاً لوجه مع الرئيس بوتين، اضطر أكثر من 200 شخص، من بينهم 80 من المحاربين القدامى فى الثمانينات والتسعينات من أعمارهم إلى البقاء فى الحجر الصحى لمدة أسبوعين قبل الحدث.
كما وردت تقارير عن دخول مسؤولين حكوميين إقليميين إلى الحجر الصحى قبل زيارة الرئيس بوتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة