د./ داليا مجدى عبد الغنى تكتب.. رفقًا بالقوارير

الجمعة، 11 فبراير 2022 04:24 م
د./ داليا مجدى عبد الغنى تكتب.. رفقًا بالقوارير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من أجمل وأحبّ الحوارات إلى قلبى حوارات الفنان الكبير "حسن يوسف"، والحقيقة أنه رغم تاريخه الفنى الحافل، وأفلامه الكوميدية التى تربينا عليها، إلا أ ما يُثير إعجابى هو حواره عن زوجته الفنانة الجميلة المُعتزلة" شمس البارودى"، فكم يُبهرنى اللقب الذى اعتاد أن يُلقبها به عندما يُسأل عنها، وهو "شمس حبيبتي"، فهو من المستحيل أن يذكر اسمها منفردًا بدون كلمة "حبيبتى".

فللأسف، عندما نُقارن ذلك بما يحدث من بعض الأزواج مع زوجاتهم نشعر بالحزن، فهناك العديد من الأزواج لا يتوانون للحظة عن إهانة زوجاتهنّ وتجريحهنّ رغم أن تلك الزوجة تتفانى بكل ما أوتيت من قوة لإرضاء زوجها وخدمته، حتى لو كلفها ذلك عمرها وصحتها وأحلامها، فى سبيل إرضائه وتحقيق راحته. فلماذا يجد بعض الأزواج سعادته فى إهانة زوجته والنيل منها؟ فهل هذا يُرضى غروره ويُشعره برجولته، ويزيد من قدره أمام نفسه؟! فللأسف ما لا يُدركه العديد من الرجال أن قيمة الرجولة فى الحنان والرقة والكلمة الطيبة، فهل ننسى حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): "رفقًا بالقوارير"، فالقارورة تُصنع من الزجاج، ولابد من التعامل معها برفق ولين، وإلا فإن التعامل العنيف يؤدى إلى كسرها، وليس هناك أكثر ما يُؤلم المرأة ويكسرها من الكلمة الجارحة، والإهانات المتكررة، وعدم تقدير أحاسيسها كإنسانة.

كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمام الجمع الغفير: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهنّ شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهنّ فى المضاجع واضربوهنّ ضربًا غير مُبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً، إنّ لكم من نسائكم حقًا ولنسائكم حقًا عليكم، فأما حقكم على نسائكم فلا يُوطئنّ فرشكم مَنْ تكرهون ولا يأذنّ فى بيوتكم لمَنْ تكرهون، ألا وحقهنّ عليكم أن تُحسنوا إليهنّ فى كسوتهنّ وطعامهنّ".

فمشاعر وأحاسيس وكرامة المرأة هى كل كيانها، ومحور شخصيتها، فعندما تنال منها، وتُهين كرامتها وكبريائها، فأنت تقتلها تدريجيًا، وتحجر مشاعرها تجاهك، وتخدش إحساسها. فياليت كل زوج يفعل مثل الفنان الجميل "حسن يوسف" وينتقى كلماته فى حواره مع زوجته وعنها، فهنا سينال احترامها وتقديرها وحُبها وإخلاصها.

فالمرأة لا تحتاج أكثر من الكلمة الطيبة، والابتسامة الرقيقة، واللمسة الحانية، وأن تسمع كلمة اعتذار عندما يُخطئ زوجها فى حقها، وهذا بالقطع لن ينال منه، أو يُقلل من شأنه على الإطلاق.

فياليت كل زوج يُعيد حساباته بشأن تعاملاته مع زوجته.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة