أكرم القصاص - علا الشافعي

شريف عارف

"البلدوزر" كما عرفته!

الخميس، 13 أكتوبر 2022 05:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما لم يستطع كل من شاهد التحية العسكرية، التي أداها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية  لابطال المجموعة 139 صاعقة، أن يتمالك نفسه، مع هذا المشهد الكبير والعظيم.

 

لم تكن قاعة مركز المنارة وحدها، هي التي ضجت بالتصفيق، لكن الدموع الحقيقية، انهمرت من عيون من عاشوا اللحظة وآمنوا بكل ما فيها من صدق،  وبهذا الوطن وبكرامته.

 

 مشهد حقيقي بلا مبالغة او تاثير خارجي. مشهد واقعي عاشته مصر مع مجموعة من الرجال وهبوا أنفسهم لهذا الوطن، وقدموا كل ما يملكوه حتى أرواحهم الذكية، لم يبخلوا بها على مصر، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

 

وسط هؤلاء الأبطال، وقف "البلدوزر" الذي حير الأعداء وأشاد به الأصدقاء من القادة، حتى رفقاء السلاح من الضباط والجنود.

 

"البلدوزر" هو الإسم الحركي للواء أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم قائد المجموعة 139 صاعقة، التي كرمها الرئيس قبل أيام في إحتفالات الذكرى التاسعة والاربعين لحرب أكتوبر المجيدة.

 

اللواء اركان الحرب أحمد أسامة ابراهيم هو قائد " المهمة المستحيلة" في حرب اكتوبر المجيدة، التي سجلتها الدوائر العسكرية بهذا الوصف. وهو الضابط الوحيد الذي صدر له أمر مباشر بالإسم من القيادة العامة للقوات المسلحة، متخطياً الفريق سعد الشاذلي رئيس الاركان الذي كان متواجداً بقيادة الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية وقت وقوع الثغرة.

الأمر العاجل، الذي صدر مباشرة من القيادة العامة للقوات المسلحة، كان هدفه هو وقف تقدم القوات الاسرائيلية نحو مدينة الاسماعيلية.

 

"المهم المستحيلة" سميت بهذا الاسم في الموسوعات العسكرية لاستحالة تنفيذها منطقياً، وواقعياً على الارض، وهي بمثابة عملية انتحارية، عندما تكلف مجموعة من رجال الصاعقة المصرية بوقف تقدم ألوية الدبابات الاسرائيلية المتجهة الى الاسماعيلية بأي شكل وبأي وسيلة!

عرفت البطل اللواء احمد اسامة ابراهيم عن قرب، وأجريت معه حوارات مطولة، وكان دائما ما يسعد بلقب "البلدوزر" الذي أطلقه عليه زملاؤه نظرا لقتاله الشرس وبنيانه القوي، فهو يحب دائما ان يكون في المقدمة وله قول دائم وهو:  اتبعوني.. او "ورايا.."!

هذا هو سر ذلك الرجل وأحد أسباب عظمته، فهو يقهر دوماً المستحيل، ولذلك فان أعظم نجاحاته، كانت في الأصل مبنية على فرضية المستحيل!

مع بدء تدفق القوات الإسرائيلية إعتباراً من يوم 14 أكتوبر، كان " البلدوزر" قائداً للواء 139 صاعقة الموجود ضمن «احتياطى» القوات. وكان اللواء مكون من 4 كتائب، بعضها تحرك إلى الجبهة، والبقية فى انتظار أوامر التحرك. كان يجلس مع الجنود الذين كانوا يبكون من الألم لعدم وجودهم على جبهة القتال. وكانوا جميعاً في انتظار الأمر بالتحرك للمشاركة فى العمليات إلى أن جاء التكليف بالمهمة بالفعل.

فى يوم 19 أكتوبر صدر الأمر من قائد وحدات الصاعقة المصرية العميد نبيل شكرى بالتحرك لتصفية تقدم إحدى الكتائب الإسرائيلية المتحركة ومعها سرية دباباب أمام منطقة الدفرسوار. وبالفعل تحرك " البلدوزر" ومعه كتبيتان من الصاعقة، متجهاً نحو الدفرسوار، وأثناء تقدمه فوجئ باستدعاء لمقابلة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلى بقيادة الجيش الثانى بمعسكر الجلاء. واتجه بالفعل لمقابلته، ووجده خارجاً وتعلو معالم الهدوء، وبابتسامته المعهودة سأله: انت رايح فين؟ فقال أنه ذاهب ومعه رجاله للتعامل مع القوات الإسرائيلية المتقدمة. فسأله: من أعطاك الأمر؟..فأجابه: «العميد نبيل شكرى بأمر من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية».. فتحرك نحو خريطة العمليات.. وأشار عليها بيده وسأله: كيف ستستطيع تدمير 3 ألوية مدرعة للعدو وأنت بلواء واحد من الصاعقة؟.. فأجابه: «سأحاول بقدر المستطاع» !.. فقال له: « اذهب الآن ومعك رجالك إلى جزيرة الفرسان.. حتى صدور أوامر جديدة»..

وفى هذه اللحظة على وجه التحديد سمع الجميع أصواتا عالية من خارج المكتب، فخرج " البلدوزر" سريعاً لإستطلاع الأمر فوجد زملاؤه يحملون جثة الشهيد إبراهيم الرفاعى عقب استشهاده، وكان «الرفاعى» من المقربين له، وتربطه به علاقة كبيرة على المستوى الأسرى..

خرج من مكتب " الشاذلي "، وصورة جثة «الرفاعى» عالقة بذهنه، وقرر أن أرسل برقية للقيادة بما حدث ونصها «أمر ر. أ.ح.ق. م بتحركنا إلى جزيرة الفرسان وإنتظار الأوامر..وإلغاء المهمة السابقة».. وفوجئ باستدعاء آخر من مكتب الشاذلى مرة أخرى، وتحرك إليه مسرعاً، وبمجرد دخوله أعطاه برقية من القيادة العامة نصها: «أسامه ينفذ المهمة»!

 تحرك " البلدوزر" مع رجاله لتنفيذ المهمة، وبدأ التنفيذ لعرقلة القوات المتقدمة وخلال الساعات التالية خاض عدة معارك، ربما أشار لها عدد من الموسوعات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة الفرد لمدرعة العدو.

ومن أهم النتائج التى حققتها المهمة، هو عرقلة تقدم القوات الإسرائيلية بقيادة «إرييل شارون» - لمدة 4 أيام متتالية - من دخول الإسماعيلية وحصار الجيش الثانى الميدانى وتطويق قواته. الإسماعيلية تمثل «صنبور» المياه لمدن القناة وسقوطها يعنى قطع المياه عن هذه المدن، إضافة إلى حصار وتطويق الجيش الثانى تمهيداً لتصفيه!

 

هؤلاء الرجال لا يعرفون "المستحيل".. وتلك عقيدة أصيلة للجيش المصري..

 

sherifaref2020@gmail.com

 

 

 









الموضوعات المتعلقة

تحالف شعبى لمواجهة الشائعات

الخميس، 15 سبتمبر 2022 12:26 م

وطن واحد.. وحزن واحد

الخميس، 18 أغسطس 2022 11:44 ص

حيوية مصر الثقافية

الخميس، 28 يوليو 2022 04:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة