شريف عارف

تحالف شعبى لمواجهة الشائعات

الخميس، 15 سبتمبر 2022 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"التشكيك" هو أحد أبرز أسلحة الحرب النفسية ضد أى دولة، هو مخطط ممنهج هدفه خفض الروح المعنوية للشعوب وإشاعة أفكار اليأس والاستسلام والإحباط داخل المجتمع.
 
أخطر مراحل "التشكيك" هى السخرية، لأن التشكيك لا يبدأ بحقيقة واضحة مباشرة لكن بزعزعة هذه الحقيقة، وإحداث شروخ بها تمهيدا لإسقاطها فى النهاية.
 
ولأننا شعب - كما يقال - "ابن نكتة"، فالضحك هو جزء من مكونات الشخصية المصرية، فالضحك عندنا يمكن أن يخرج من عمق الأحزان، أو كما يقال فى المثل العامى المصرى "هم يضحك وهم يبكى"!.
 
المصريون لديهم استعداد فطرى للسخرية والضحك وهى صورة جميلة فى الإطار الأخلاقى، لكن الضحك قديما كان له أسس وقواعد، بينما الآن أصبح الضحك لمجرد الضحك حتى لو سقطت معه القيم والمبادئ والأعراف.
 
لو تتبعنا الحملات الممنهجة التى تم تنفيذها ضد مصر على مدى السنوات الـ10 الماضية من خلال منصات معادية تخصصت فى توجيه ضربات نفسية لاكتشفنا بنوع من التحليل وجود عدد من الشخصيات الهزلية التى تستهدف مزاج المصريين على وجه التحديد.
 
قياسات الرأى العام تشير دوما إلى أن المصريين لديهم ميل فطرى إلى الضحك أو السخرية، وبالتالى فإن تصميم الشخصيات التى ستقود هذه الحملات جاء على هذا الأساس، بشرط أن تحمل رسائل سياسية ضمنية هدفها ضرب الاستقرار وتشتيت المجتمع والتحريض ضد مؤسساته وإشاعة الفوضى.
 
الفوضى هنا بمفهومها الشامل، الذى يستهدف تفتيت المجتمع والوطن الواحد والتفريق بين أبنائه سواء فى استغلال هواياتهم ككرة القدم مثلا، أو حتى انتماءاتهم السياسية .. المهم هو الوصول إلى النتيجة المستهدفة فى النهاية، وهى تحقيق الفوضى، حتى إن كانت فوضى فكرية لا تصل إلى رأى أو تستقر على موقف، وهذا فى حد ذاته هدف كبير.
 
قبل أيام اتخذت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قرارا أعتبره فى مقدمة العمل المهنى الحقيقى فى إطار هذه الحرب الكبيرة.
 
"المتحدة" كلفت قطاع أخبار الشركة، بإذاعة نشرات متخصصة على مدار اليوم للرد على الشائعات والأكاذيب التى تستهدف المجتمع المصرى، ويتم بث هذه النشرات على قناة إكسترا نيوز وكل منصاتها الإلكترونية.
 
"المتحدة" بررت هذا القرار بأن الانتصار فى معركة الوعى كان وما زال الإطار الحاكم للرسالة الإعلامية المقدمة من مختلف إصداراتها الصحفية والتليفزيونية والإذاعية، وكذلك فيما يقدم من محتوى درامى على مدار العام، بهدف التثقيف والترفيه ودحض الأكاذيب ونشر المعلومات الصحيحة، لخلق وعى حقيقى لدى المجتمع المصرى وذلك فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية دور الإعلام فى بناء وعى حقيقى.
 
أتصور أن قرار "المتحدة" هو مقدمة لأفكار أخرى، لابد وأن تكون نابعة من المجتمع نفسه، فالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى مطالبة بـ"تحالف شعبى" لمواجهة الشائعات.. فهى المؤسسات الأقرب إلى قواعد المجتمع وهى التى يمكنها أن تؤثر بشكل خاص فيه.
 
التغيير الذى ننشده لن يتحقق إلا برؤى مجتمعية موحدة.
 
 
sherifaref2020@gmail.com
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة