أكرم القصاص يكتب: نحن وكورونا والدواء ومصير الفيروس

السبت، 29 يناير 2022 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: نحن وكورونا والدواء ومصير الفيروس أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظللت بعيدا عن الإصابة بفيروس كوفيد 19، حتى وقعت فى نتيجة إيجابية لمسحة فى الشارقة، اضطرتنى للبقاء قيد العزل حتى تظهر سلبية النتيجة، وقد سبقنى إلى المسحة الإيجابية الصديق عماد حسين رئيس تحرير الشروق، الذى ظهرت نتيجته بعد فحص مطار دبى، وتبعته فى اليوم التالى، لكن المفارقة أن نتيجة عماد أتت سلبية بعد ثلاثة أيام وهو أمر مثير للتساؤل حول حقيقة الفيروس ودرجة بقائه فى هذه المرحلة، ثم إن النتيجة الإيجابية لم تنعكس فى أى نوع من الأعراض ولا حتى أعراض البرد أو الأنفلونزا، وهو أمر يضاعف من حيرة العزل وطبيعة الوضع الذى وصل إليه الفيروس.
 
وعلى مدى أكثر من عامين غير فيروس كورونا من سلوكيات البشر، ومن إجراءات السفر والانتقال والعزل، ويتجه العالم الآن إلى الفتح وإلغاء التوقف أو الشلل والعزل الذى استمر لعامين، على اعتبار أن الحياة يجب أن تسير وأن الناس يجب أن تعمل، طالما كانت هناك إمكانية للسيطرة على الفيروس.
 
ربما لا يكون الفيروس فى هذه المرحلة بنفس القوة التى كان بها فى بداية الظهور، فالحديث عن طفرات متعددة تضعف الفيروس وتجعله أقل توحشا عما كان فى البداية، وهو حديث يخضع لخلافات بين الباحثين والخبراء.
 
ومنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة أوائل عام 2020، ظهرت آلاف الطفرات على فيروس كورونا بعضها لم يكن مؤثرا والبعض الآخر  أنتج سلالات ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وأخيرا أوميكرون  الذى يبدو أنه أكثر وأسرع انتشارا لكنه أقل خطرا، لكن الخلط يأتى من أن أعراض كورونا تتشابه مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، وتختلف عما كان فى البداية، وهو أمر يضاعف الحيرة ويتقاطع مع أعراض البرد والأنفلونزا.
 
كل هذا تحول إلى مثار للتندر والسخرية، لكن الظاهر ان هناك ارتفاعا فى عدد الحالات المصابة فى دول العالم ومن حولنا الأرقام متضاعفة. لكن بريطانيا ودولا أوروبية قررت إنهاء الإغلاق والخروج إلى الحالة الطبيعية، خاصة بعد تلقيح أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين، وأغلب دول أوروبا لقحت أغلب مواطنيها، وتتجه للعودة إلى الوضع الطبيعى مع جرعات تنشيطية أو موسمية.
 
وفى نفس الوقت أعلنت شركة فايزر عن إنتاج دواء باكسلوفيد والذى تم إقراره فى ديسمبر الماضى، وتقول الشركة إن فاعليته تصل إلى 70% فى علاج الإصابات وهى نسبة جيدة جدا ويستخدم فى الأيام الأولى للإصابة بالفيروس.
 
وبحسب ما نشره موقع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فإن العقار يتوفر بوصفة طبية فقط، ويجب أن يبدأ استخدامه فى أقرب وقت ممكن بعد تشخيص كورونا وفى غضون 5 أيام من ظهور الأعراض، وتقول الشركة إن أبحاثها أكدت أن العقار الجديد يقلل من احتمالات الوفاة بسبب المرض ومن احتمالات دخول المستشفى فى حالة متدهورة بنسبة 89% حسبما أشارت النتائج الإحصائية الأولية للدراسة.
 
ويتم إعطاء باكسلوفيد على شكل 3 أقراص «قرصان من نيرماتريلفير وقرص واحد من ريتونافير» وهى تؤخذ معا عن طريق الفم مرتين يومياً لمدة خمسة أيام، ليصبح المجموع 30 قرصًا، ولا يُسمح باستخدام باكسلوفيد لمدة تزيد على خمسة أيام متتالية، بحسب ما أكدت هيئة الدواء .
 
وتقول وزارة الصحة بمصر إن هيئة الشراء الموحد استقبلت أولى الشحنات من دواء «باكسلوفيد» الذى تنتجه شركة «فايزر» الأمريكية؛ لعلاج مرضى كورونا، وأن الهيئة تعكف على تحليل تلك الشحنة، على أن تتم إضافة العقار لبروتوكول علاج كورونا فى التحديث القادم، وسيكون متاحا للحالات البسيطة والمتوسطة المصابة بكورونا لمنع تطور الأعراض.
 
شركة فايزر بهذا الدواء تصبح صاحبة النصيب الأكبر من عوائد كورونا، حيث كانت من أوائل الشركات فى طرح اللقاح عالميا، والآن تضيف الدواء، بجانب أدوية اخرى من شركات بريطانية ويابانية وصينية، وبشكل عام فقد حققت شركات اللقاحات والدواء أرباحا ضخمة من إنتاج لقاحات وأدوية، فى وقت ما زالت هناك دول فقيرة بعيدة عن اللقاحات بشكل يغطى مواطنيها، وهو أمر أثارته منظمة الصحة العالمية، وحذرت من أن عدم وجود مناعة عالمية يمكن أن يحمل خطر الطفرات غير المتوقعة، لكن الشركات ترفض التنازل عن حق الملكية أو تسمح بإنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوية بشكل عالمى يكفى الدول الفقيرة.
 
كل هذا يضاعف من الغموض حول مصير الفيروس، وهل يقترب من نهايته خلال هذا العام، أم يواصل البقاء موسميا، وهو ما يتطلب الاستمرار فى إنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوية مثلما يجرى مع الأنفلونزا.
 
p.8

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة