كمال محمود

منتخب مصر الحقيقى

الخميس، 27 يناير 2022 12:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
هو ده منتخب مصر اللي كلنا نعرفه..  هو ده منتخب مصر الحقيقي. 
ما قدمه الفراعنة أمام كوت دايفور من أداء رجولي عظيم أعاد الصورة الطبيعية والمألوفة الجميلة للمنتخب الوطني الممتزجة بروعة المستوى والالتزام التكتيكى، ساعد على تأهله عن جدارة واستحقاق إلى ملاقاة المنتخب المغربيى الشقيق فى ربع نهائى كأس الأمم الأفريقية الكاميرون 2021 .
 
120 دقيقة روح وإخلاص وحماس أتت لمصر في النهاية بنصر عظيم كان الكثيرين يعتقدون أنه لن يحدث..  وهؤلاء بالطبع كانوا متوهمين أغراهم في نظرتهم الضيقة المستوي الغير مرضي الذي قدمه الفراعنة في دور المحموعات وهم لا يدركون أن القوة آتية في وقتها كعادة المصريين في كل المجالات يظهرون عند الشدائد لقهر الصعاب مهما كانت.. وفى المواعيد الكبرى ينتفض الفراعنة وأمام الفرق الكبيرة يجيد الكبير - منتخب مصر - لأننا فريق كبير لا تظهر إمكانياته أمام فرق تعتمد على التخبيط والارتجالية فى الأداء بعيدا عن مباراة نيجيريا الذى كان يمثل رهبة نوعا ما أمام مجموعة اللاعبين الذين يشاركون مع المنتخب لأول مرة فى بطولة كبرى.
 
عن نفسي لم أتفاجأ بالأداء الملحمي الذي قدمه منتخب مصر أمام الأفيال الايفوراية وكنت أتوقع الفوز ثقة في لاعبينا الذين يملكون كل الإمكانيات التي تؤهلهم للفوز عند توافر المناخ المناسب للتألق.. وكذلك ليقينى أن اللاعب المصري لن يسمح أبدا بالتقليل من منتخب بلاده مثلما حاول البغض بصور أن الفوز على الفراعنة سهل وفى المتناول، وبالتالى سيكون الرد قويا من نجوم الفراعنة وقد كان.
 
وضح منذ بداية مباراة كوت ديفوار أن الحماس يسيطر على الجميع والكل على أهبة الاستعداد ، ولم يدخر أحدا قطرة عرق داخل الملعب.. الكل - الكل دون استنثاء -  كان فى كامل تركيزه من أجل تحقيق الفوز وإعادة البسمة على وجوه المصريين.
 
لم يكن الفوز فحسب هو ما أبهج المصريين فقد ظهرت ملامح رائعة من وحدة الصف والتماسك بين لاعبى المنتخب، ويا لروعة المشهد الذى جمع بين الشناوى وأبو جبل بعد المباراة وتأكيدهما على أن الأثنين واحد.. اذ خرج الشناوى للإصابة بعد تألق كبير ومنعه أكثر من هدف محقق نال عليه الإشادة الكبيرة وكان لادائه أكبر الأثر فى نتيجة اللقاء .. ومن بعده شارك أبوجبل الواثق فى نفسه وإمكانياته وأجاد وأبدع خلال المباراة وتصديه لركلة ترجيح كانت حاسمة فى التأهل.. ولم يسعى أى طرف إلى إغفال دور الآخر أو إدعاء البطولة فى روح هى المطلوبة لتحقيق البطولات التى فى ماهيتها لا تتوقف على لاعب بعينه وإنما تكون بالتعاون والتفانى من أجل أسم مصر.. ويبدو من المشهد دور كبير للأسطورة عصام الحضرى فى الوصول بالثنائى - الشناوى وجبل - لهذه الروح، بعدما قدم نموذجا وخبرة فى التعامل مع مثل هذه المواقف عندما ذهب للشناوى عقب المباراة ومواساته وتقبيل رأسه بدلا من الاحتفال مع باقى اللاعبين للتأكيد على دوره فى هذا الانتصار العظيم.
 
من الأشياء أيضا التى تدعو إلى الفخر مولد نجم جديد فى سماء الكرة المصرية هو المدافع الواعد محمد عبد المنعم الذى أصبح يمثل مستقبل دفاع منتخب مصر، رغم قلة خبراته فى اللعب الدولى، إلا أنه أثبت جدراته بتمثيل المنتخب الوطنى فى هذه السن الصغيرة، وجمع ما بين التركيز، هدوء، ثقة، وقوة الشخصية التى ظهرت بشكل واضح عند تسديدة ركلة الترجيح.
 
وعن محمد صلاح النجم العالمى حدث ولا حرج.. اذ لم يقتصر دوره على الأداء داخل الملعب وتسجيله ركلة الترجيح الأخيرة فحسب، وإنما أدى دور القائد بصورته الصحيحة وسعيه الدائم إلى تحفيز اللاعبين وتوجيههم المتواصل ودفعهم دفعا إلى استدعاء كل طاقاتهم من أجل تحقيق النصر.
 
ولا يفوتنى هنا الثناء على كيروش الذى قدم مباراة جيدة للغاية بخطة واضحة المعالم تثبت أنه درس كوت ديفوار وأدرك نقاط الضعف والقوة بين صفوفه ولعب عليها ما مكنه من السيطرة على المنافس كليا داخل الملعب وفرض نفوذنا عليه والقضاء على عناصر خطورته، رغم قوة الأسماء التى يضمها من لاعبين محترفين فى أكبر وأشهر أندية أوروبا، وساعد بأفكاره  على خلق فرص للتهديف أهدرها اللاعبين.
 
وإذا ما أسهبنا فى الإشادة بالمنتخب واللاعبين والجهاز الفنى، وجب علينا لفت النظر إلى بعض الأمور الفنية التى تحتاج نظرة مختلفة من كيروش تواكب المرحلة المقبلة وقبل مباراة المغرب الأحد المقبل ما يضمن استمرار الانتصارات والزحف خطوة جديدة نحو إحراز اللقب، يأتى فى مقدمتها ضرورة استغلال أنصاف الفرص لتسجيل الأهداف، خاصة وأن مباراة كوت ديفوار شهدت إهدار أهداف بالجملة لو سجلت لكانت كفيلة بفوز عريض للمنتخب، وأيضا لابد من الاهتمام بكيفية الاستفادة من الكرات الثابتة واستغلالها أحسن استغلال مثلما يفعل منافسنا فى ربع النهائى أسود الأطلسي ومنها أحرز نجم باريس سان جيرمان هدفين فى غاية الروعة، ما يدفعنا كذلك إلى ضرورة توخى الحذر فى ارتكاب أخطاء قريبة من منطقة الجزاء.. وكذلك من الضرورى ملء الفراغ الذى يظهر على حدود منطقة الجزاء خلف عمرو السولية وهى ظاهرة متكررة، ومن هذه نقطة الضعف سجل نيجيريا فى مرمانا وكاد كيسي يفعلها لصالح كوت ديفوار.. إضافة إلى حتمية إجادة التعامل مع "الكرة الثانية" - Second-Bal- التى تسبب خطورة كبيرة على المرمى.. وفى الشق الهجومى يتطلب الوضع زيادة الانسجام فى الثلث الأمامى وعلى الأخص محمد صلاح ومصطفى محمد وكذلك الترابط أكثرمع البدلاء مثل تريزيجيه الذى أهدر العديد من الفرص السهلة بغرابة شديدة تؤكد عدم جاهزيته البدنية والذهنية، كون زيادة الانسجام فى الشق الهجومى سيساعد على زيادة الفعالية والإيجابية على مرمى الخصوم وتسهيل مهمة هز الشباك.
 
 
 
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة