كمال محمود

ماذا يفعل كيروش بمنتخب مصر؟

الأربعاء، 12 يناير 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خسارة مؤلمة تلقاها المنتخب الوطنى أمام نيجيريا ليس بسبب النتيجة وفقدان ثلاث نقاط مهمة فى بداية المشوار فحسب.. وإنما لكونها خسارة صاحبها أداء ضعيف هش لا يليق باسم مصر أكبر منتخبات القارة السمراء.
 
البداية أمام نيجيريا كنا نتمناها مبشرة مطمئنة لما هو قادم، لكنها جاءت معاكسة، وساهمت في زيادة مساحة القلق على مشوار المنتخب فى كأس الأمم الأفريقية بين الجماهير الغاصبة على مستوى المنتخب ولها كل الحق فى ذلك.
 
الخسارة أمام نيجيريا يتحمل مسئوليتها بالكامل البرتغالى كيروش مدرب المنتخب الذى لا يعمل لمصلحة مصر ويعمل من أجل مصلحته الخاصة، على أمل أن تأتى أفكاره المخالفة للواقع بنتيجة إيجابية وتحسب الأمور له.. مثلا في اكتشاف لاعب جديد أو تغيير مركز آخر، ويقال إن كيروش عمل كذا وكذا وبنى جيلا جديدا للفراعنة!.
 
تحملنا تجارب كيروش كثيرا وتجاوبنا معه أكثر في إطار الدعم الكامل لشخصه فى بداية مهمته مع الفراعنة حتى يتعرف على الفريق واللاعبين بشكل كامل.. واعتقدنا أن البطولة العربية هي آخر مراحل التجارب لعله بعدها يستفيق ويعاوده الصواب بعدما فشلت طريقة اللعب التي كان يخطط لها طوال فترة ما قبل أمم أفريقيا.
 
ولكن هيهات هيهات.. واصل كيروش عناده للصواب وما فيه صالح المنتخب الوطنى باختيار بعض العناصر غير الجاهزة مثل تريزيجيه ومرموش مع توظيف آخرين في غير مراكزهم مثل لعب مصطفى محمد جناح ومحمد صلاح رأس حربة ليجعل أحد أفضل لاعبى العالم معزولا كالشبح ويكون أكثر من فقد الكرة طوال المباراة.. والأغرب الاعتماد على الشاب محمد عبد المنعم بديلا للمصاب أكرم توفيق فى مركز الظهير الأيمن، وهو آخر ما يمكن أن يتوقعه حتى معاونيه فى الجهاز الفنى، إذ كيف فضل عبد المنعم قليل الخبرات والذى يلعب أساسا قلب دفاع على عمر كمال الذى اعتمد عليه كثيرا فى البطولة العربية أو حتى زيزو الذى يجيد كظهير أيمن.. لتكون النتيجة في النهاية فاشلة فشلا ذريعا، يستوجب الوقوف عنده والمحاسبة عليه حتى تعود الأمور إلى نصابها.. على الأقل يتوجب زيادة دور الجهاز المعاون ضياء السيد ومحمد شوقى ومشاركة المدير الفنى فى القرارات طالما قرارته خاطئة.
 
وأتت مباراة نيجيريا البائسة بديفوهات فنية أسأت لمنتخب مصر، جعلتنا غير قادرين على بناء هجمة تجاه مرمى المنافس أو قطع أخرى تجاه مرمانا.. وظهرنا تائهين تماما حتى الدقيقة 58 عندما شارك زيزو ورمضان صبحى وبنزولهما بدأت الحياة تدب من جديد  نوعا ما في جسد المنتخب وشكلنا خطورة وأهدرنا أكثر من فرصة.. لكنه - كيروش - قلل من أهمية وفائدة التغيير. 
 
حتى عندما فعل الخواجة البرتغالى الصح لم يكمله، إذ جاء متأخرا بإجراء التغييرات بعد قرب فوات الآوان وكذلك التقليل من دورها بإخراج مصطفى محمد الوحيد الذى يجيد الرأسيات من عرضيات البديلين زيزو ورمضان، وكذلك إشراك محمد شريف في آخر دقيقتين.. مأساة بالفعل أن يفعل مدرب هكذا بفريقه؟!.
 
تكتيك كيروش يضع المنتخب في ورطة حقيقية.. إذ الواضح أن اللاعبين غير متماشيين مع أفكاره ولم يستطع إقناعهم بها حتى يجيدونها وينفذونها بالشكل المطلوب داخل الملعب، ما يساعد على تطور الأداء والخروج من النفق المظلم الذى نحياه حاليا.
 
كيروش بد متجمدا عند طريقة لعب 4-3-3 مهما كانت إمكانيات اللاعبين غير مناسبة للمهام المكلفين بها.. فضلا عن أنها تخالف الطريقة المعتادة للفراعنة منذ سنوات طويلة بوجود صانع العاب قادر على ربط خطوط الفريق دون تركها بمساحات فارغة طوال الوقت مثلما يحدث الآن.. وليس من العيب أو العار أن تراجع أفكارك كمدرب طلما ما تعمل عليه لم يأت بنتائجه.. والصواب أن نلعب فى المباريات المقبلة بطريقة 5-3-2 حتى لو لم يتدرب عليها اللاعبون مع كيروش لكنهم بلا شك يحفظونها عن ظهر قلب فهى الطريقة المعتادة للبطولات والأداء الجميل للفراعنة في عهود قريبة، أو حتى طريقة 4-3-2-1 بوجود رأس حربة صريح يثير ذعر دفاعات المنافسين.
 
من الضرورى وجود لاعب بتشكيلة المنتخب قادر أن يكون محور أداء بالسيطرة على الكرة وتوزيعها هنا وهناك ما يؤدى إلى خلق فرص تهديفية عبر جملة فنية غائبة عن المنتخب منذ عهد المدرب البرتغالي، لدرجة أن وصل الأمر إلى عدم حصول المنتخب أمام الكاميرون سوى على فرصة وحيدة حقيقية أهدرها محمد صلاح.
 
كيروش وضعنا في موقف محرج وصعب مع بداية البطولة، وجعلنا نبدأ رحلة الحسابات ونراجع نتائج المنافسين خوفا من حدوث أى مفاجأت فيما تبقى من مباريات تجعل من التأهل للدور التالى أمر مشكوكا فيه بعد أن كنا نمنى النفس بصدارة المجموعة.
 
في الأخير.. إذا كان هناك غضب ضد كيروش يجب ألا نأخذ المنتخب في الطريق.
 
المنتخب يلعب باسم مصر وليس كيروش، لذا فالدعم مطلوب لبلادنا حتى النهاية والآمال مازالت كبيرة في تجاوز خيبة ضربة البداية أمام الكاميرون وتحقيق الفوز على غينيا بيساو والسودان السبت والأربعاء المقبلين على التوالى واستعادة الثقة واستكمال المشوار حتى النهاية .. مصر لا تيأس ولا تلقى الفوطة مبكرا وطول ما الأمل موجود تبقى الروح موجودة.. لعل تكون هذا البداية المعاكسة نبراس لنهاية مفرحة والتتويج باللقب.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة