كشفت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها اليوم الأربعاء، أن قرابة 1.3 مليار شخص على مستوى العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو "القاتل الصامت"، الذى يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى، موضحة أن أكثر من 700 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج.
ارتفاع ضغط الدم
وأشارت منظمة الصحة العالمية وجامعة إمبريال كوليدج لندن، فى دراسة مشتركة نُشرت فى دورية "لانسيت"، إلى أن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم 53% من النساء و62% من الرجال، أو ما مجموعه 720 مليون شخص، لا يتلقون العلاج الذى يحتاجونه.
وأوضحت الدراسة أيضا أن ارتفاع ضغط الدم يمكن تشخيصه بسهولة عن طريق قياسه بشكل دورى، وعلاجه بأدوية منخفضة التكلفة، لكنها حذرت من أن نصف المصابين لا يعرفون شيئا عن حالتهم، ما يعنى عدم حصولهم على علاج.
التحكم فى ضغط الدم
وقالت الدراسة إنه فى حين أن معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لم تتغير سوى قليلا خلال 30 عاما، فقد تحول عبء زيادة الحالات إلى الدول ذات الدخل المنخفض، بعد أن تمكنت الدول الغنية من السيطرة على الأمر إلى حد كبير.
وقال ماجد عزاتى أستاذ الصحة البيئية العالمية فى إمبريال كوليدج لندن: "الأمر بعيد كل البعد عن كونه حالة مرضية ناتجة عن الثراء، بل حالة مرضية مرتبطة إلى حد كبير بالفقر".
وأضاف: "أجزاء كثيرة من أفريقيا جنوب الصحراء، وأجزاء من جنوب آسيا وبعض الدول الواقعة فى جزر المحيط الهادى، لا تحصل حتى الآن على ما يلزم من العلاج"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد توفى نحو 17.9 مليون شخص فى عام 2019 بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يمثل حالة وفاة واحدة من كل 3 وفيات على مستوى العالم، وكان ارتفاع ضغط الدم عاملا رئيسيا فى هذه الوفيات.
وقالت مديرة قسم الأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية، بنت ميكلسن: "نعلم أن العلاج رخيص الثمن، إنها أدوية منخفضة التكلفة، لكن هناك حاجة لإدراجها فى التغطية الصحية الشاملة على مستوى العالم، حتى لا تشكل تكلفة على المريض يجب أن يشملها نظام تأمينى".
وأشارت إلى أنه "بصرف النظر عن عوامل الخطورة الجينية المؤدية لارتفاع ضغط الدم، فإن هناك عوامل خطورة يمكن تعديلها، ترتبط بنمط الحياة".
وأوضحت أن هذه العوامل تشمل الأنظمة الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدنى، واستهلاك التبغ والكحول، وداء السكرى غير الخاضع للسيطرة، وزيادة الوزن.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى 1.28 مليار منذ عام 1990، حيث ارتفع عدد البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا المصابين بارتفاع ضغط الدم من 650 مليونًا إلى 1.28 مليار فى الثلاثين عامًا الماضية، وفقًا لأول تحليل عالمي شامل لاتجاهات انتشار ارتفاع ضغط الدم، واكتشافه، وعلاجه، والسيطرة عليه، بقيادة إمبريال كوليدج لندن ومنظمة الصحة العالمية، ونشرت اليوم فى مجلة لانسيت The Lancet ما يقرب من نصف هؤلاء الأشخاص لا يعرفون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم.
ويزيد ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ والكلى، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والأمراض في جميع أنحاء العالم، يمكن اكتشافه بسهولة من خلال قياس ضغط الدم في المنزل أو في مركز صحي، وغالبًا ما يمكن علاجه بفعالية باستخدام الأدوية منخفضة التكلفة.
وغطت الدراسة، التى أجرتها شبكة عالمية من الأطباء والباحثين، الفترة 1990-2019، استخدمت قياس ضغط الدم وبيانات العلاج من أكثر من 100 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و79عامًا في 184 دولة تغطي معًا 99% من سكان العالم، مما يجعلها المراجعة الأكثر شمولاً للاتجاهات العالمية في ارتفاع ضغط الدم حتى الآن.
ومن خلال تحليل هذه الكمية الهائلة من البيانات وجد الباحثون أن هناك تغيرًا طفيفًا فى المعدل الإجمالى لارتفاع ضغط الدم فى العالم من عام 1990 إلى عام 2019، لكن العبء انتقل من الدول الغنية إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. انخفض معدل ارتفاع ضغط الدم في البلدان الغنية - التي عادة ما يكون لديها الآن بعض من أدنى المعدلات - ولكنها زادت في العديد من البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل.
ونتيجة لذلك، كانت كندا وبيرو وسويسرا من بين أدنى معدلات انتشار ارتفاع ضغط الدم فى العالم فى عام 2019، بينما شوهدت بعض أعلى المعدلات فى جمهورية الدومينيكان وجامايكا وباراجواي للنساء والمجر وبولندا للرجال.
على الرغم من أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد تغيرت قليلاً منذ عام 1990، فقد تضاعف عدد الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى 1.28 مليار، كان هذا في المقام الأول بسبب النمو السكاني والشيخوخة، في عام 2019، كان أكثر من مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم 82% من جميع المصابين بارتفاع ضغط الدم فى العالم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة